تنظيم الكوليسترول في الجسم قد يحمي من عمى الشيخوخة

حماية البصر أصبحت ممكنة.. اكتشاف الثغرة السرية في أيض الكوليسترول حماية البصر أصبحت ممكنة.. اكتشاف الثغرة السرية في أيض الكوليسترول

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة واشنطن أن تنظيم عملية التمثيل الغذائي للكوليسترول قد يشكل استراتيجية فعالة للوقاية من التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى الأشخاص فوق سن الخمسين، ووجد الفريق البحثي أن انخفاض مستويات بروتين ApoM في الدم يؤدي إلى اختلال في عملية أيض الكوليسترول، مما يتسبب في تراكم الترسبات الدهنية تحت الشبكية، هذه الترسبات تثير سلسلة من التفاعلات الالتهابية التي تؤدي في النهاية إلى تلف الخلايا البصرية الحساسة.

آلية تكشف سر ارتباط الكوليسترول بفقدان البصر

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تفسر العلاقة بين أمراض القلب والتنكس البقعي، حيث أن كلا الحالتين مرتبطتان بخلل في أيض الكوليسترول، فالدراسة التي استمرت ثلاث سنوات شملت تحليل عينات دم من مئات المرضى، بالإضافة إلى تجارب مكثفة على نماذج حيوانية، فالنتائج المنشورة في مجلة Nature Communications تشير إلى أن بروتين ApoM يلعب دورا حاسما في تنظيم نقل الكوليسترول من الأنسجة إلى الكبد للتخلص منه.

دور تنظيم الكوليسترول في إعادة الشبكية إلى عملها الطبيعي

ومن خلال التجارب على الفئران، تمكن الباحثون من إثبات أن زيادة مستويات بروتين ApoM تؤدي إلى تحسينات كبيرة في صحة العين، فعند حقن الفئران بجرعات من بروتين ApoM، لاحظ العلماء انخفاضا ملحوظا في الترسبات الدهنية تحت الشبكية بنسبة تصل إلى 60% خلال أسابيع قليلة، كما تحسنت استجابة الخلايا العصبية البصرية للضوء بنسبة 35% مقارنة بالمجموعة الضابطة.

فالتجارب كشفت أيضا أن ApoM يعمل من خلال تفعيل مسار إشارات حيوية معين يتعلق بعملية الالتهام الذاتي للخلايا (autophagy)، مما يساعد على التخلص من الكوليسترول الزائد، هذا الاكتشاف يفسر لماذا تتراكم الدهون في خلايا الشبكية مع تقدم العمر، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات ApoM بشكل طبيعي.

علاجات واعدة للعيون والقلب في المستقبل القريب

تفتح هذه النتائج الباب أمام تطوير جيل جديد من العلاجات التي تعتمد على تعديل أيض الكوليسترول، فحاليا يعمل الفريق البحثي بالتعاون مع شركة ناشئة على تطوير عدة استراتيجيات علاجية، منها:

1. أدوية صغيرة الجزيئات تحفز إنتاج ApoM في الكبد

2. علاجات جينية تعتمد على تقنية CRISPR لتحسين التعبير عن جين ApoM

3. عمليات نقل البلازما الغنية ببروتين ApoM للمرضى في المراحل المبكرة

ومن المثير للاهتمام أن هذه النتائج قد تكون قابلة للتطبيق على أمراض أخرى مرتبطة بخلل أيض الكوليسترول، مثل بعض أنواع قصور القلب وتصلب الشرايين، فالباحثون يؤكدون أن هذه العلاجات المستقبلية قد تكون قادرة ليس فقط على إيقاف تطور المرض، بل ربما عكس بعض الأضرار التي حدثت بالفعل في مراحل مبكرة