أعلنت البحرية الماليزية في 3 يوليو 2025 عن إطلاق الفرقاطة الثانية من فئة "مهراجا ليلا"، التي تحمل اسم "كي دي راجا مودا نالا" ورقم الهيكل 2502، في احتفال تقليدي أقيم في حوض لوموت البحري التابع لقاعدة لوموت البحرية، وترأست مراسم التدشين تنكو برمايسوري نور عشكن قرينة سلطان سيلانغور، حيث قامت بمباركة السفينة بماء مقدس جمع من تسعة مساجد بالولاية، وذلك بحضور السلطان شرف الدين إدريس شاه القائد الأعلى للبحرية الملكية الماليزية.
إن هذا الحدث يمثل محطة مهمة في مسار تحديث القوات البحرية الماليزية وتعزيز قدراتها العملياتية في المياه الإقليمية.
منظومات قتالية أوروبية تعزز قدرات الفرقاطة الماليزية
وتعد "كي دي راجا مودا نالا" ثاني سفينة تلنى ضمن فئة "مهراجا ليلا"، وهي سلسلة من ست فرقاطات شبحية مصممة محليا، تستند إلى تصميم موسع من كورفيت "غويند" الفرنسية، وبدأ بناؤها من قبل شركة بوستيد للصناعات الثقيلة، ويجري إكماله حاليا في الحوض الذي أعيدت تسميته حديثا باسم "حوض لوموت البحري"، ويبلغ طول الفرقاطة 111 مترا وتزن نحو 3100 طن، وهي مصممة لتنفيذ مهام متعددة تشمل مكافحة الأهداف الجوية والسطحية وتحت الماء.
ميزات ومواصفات الفرقاطة الماليزية
وتعتمد السفينة على نظام دفع من نوع CODAD وتبلغ سرعتها القصوى 28 عقدة، مع مدى تشغيلي يصل إلى 5000 ميل بحري وتتسع لـ 138 فردا، كما تم تجهيز السفينة بمنظومات قتالية أوروبية متطورة، تشمل نظام إدارة القتال "SETIS" ورادار "SMART-S Mk2" من تاليس وسونار "CAPTAS-2"، إضافة إلى منظومة متكاملة للحرب الإلكترونية.
أما تسليح الفرقاطة فيشمل مدفع بوفورز 57 ملم، ومدافع 30 ملم من طراز MSI DS30M، وصواريخ "Naval Strike"، ومنصات إطلاق طوربيدات، كما تضم مرافق طيران لدعم تشغيل الطائرات دون طيار والمروحيات حتى وزن 10 أطنان، ما يعزز مرونة السفينة في المهام البحرية.
برنامج مهراجا ليلا ركيزة استراتيجية لتحديث الأسطول الماليزي
انطلق برنامج فرقاطات "مهراجا ليلا" عام 2011 ضمن خطة التحول "من 15 إلى 5" التي أطلقتها البحرية الماليزية، بهدف تقليص عدد فئات السفن إلى خمس فقط وتحقيق قدر أكبر من التوحيد والكفاءة التشغيلية، وتم توقيع صفقة البرنامج بقيمة 9 مليارات رنجيت ماليزي (حوالي 2.1 مليار دولار أمريكي) مع شركة BHIC، مما جعله أحد أكبر مشاريع الدفاع البحري في تاريخ البلاد، ورغم الطموحات الكبيرة شهد المشروع تأخيرات وتجاوزات في الميزانية، حيث لم تطلق أول سفينة إلا في عام 2024 بعد أعوام من التعثر، ومع ذلك جددت الحكومة التزامها بإتمام البرنامج نظرا لأهميته الاستراتيجية المتزايدة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
وتهدف استراتيجية التحديث البحري الماليزي إلى تعزيز الوعي البحري وردع التهديدات، خاصة في بحر الصين الجنوبي، حيث تشهد المنطقة نزاعات سيادية وتزايدا في التواجد البحري الأجنبي، وتعد فرقاطات "مهراجا ليلا" ركيزة أساسية في هذا السياق، كونها توفر للبحرية سفنا قتالية سطحية حديثة قادرة على حماية السيادة، ودعم العمليات المشتركة، وممارسة النفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومع دخول "كي دي راجا مودا نالا" إلى المياه وبدء التجارب البحرية قريبا، تواصل البحرية الملكية الماليزية مسيرتها نحو تعزيز الاستقلالية التشغيلية وتأكيد دورها القيادي في أمن الملاحة الإقليمية