أعلنت اليابان في 1 يوليو 2025 عن صفقة استراتيجية لشراء أكثر من 12 مركبة غير مأهولة تحت سطح البحر من طراز REMUS 300، ضمن مساعيها لتعزيز قدراتها البحرية في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتأتي الصفقة في إطار اتفاقية إنتاج متعددة السنوات بين شركة هيتاشي اليابانية وشركة هنتنغتون إنغلس إندستريز الأمريكية، ما يعكس تنامي التعاون الدفاعي بين الشريكين، وبحسب ما أعلنته HII ستسهم هذه الخطوة في تعزيز قدرة اليابان على مراقبة وتأمين المناطق البحرية الحيوية المرتبطة بأمنها القومي ومصالحها الاقتصادية.
REMUS 300 منصة بحرية متقدمة بقدرات متعددة
وتعتمد الصفقة على مركبة REMUS 300 المتقدمة، وهي مركبة بحرية غير مأهولة من الجيل الجديد تتميز بهيكلية معيارية تسمح بتخصيصها لمجموعة متنوعة من المهام، وقد طورت هذه المنصة لتكون أساسا تجاريا لبرنامج “ليونفيش” التابع للبحرية الأمريكية، حيث تتمتع بمستشعرات قوية وتقنيات ملاحة دقيقة وتصميم معماري مفتوح يتيح دمج حمولات جديدة بسرعة.
وتستطيع المركبة العمل حتى عمق 305 أمتار ولفترة تصل إلى 30 ساعة، مع قدرة على قطع مسافة تزيد على 160 كيلومترا، كما تمثل خيارا استراتيجيا لمهام مكافحة الألغام وتقييم الظروف البيئية وجمع المعلومات الاستخباراتية في البيئات البحرية الحساسة، إلى جانب ذلك يمنحها نظام البطاريات المعياري مرونة عالية لتخصيص أدائها حسب المهمة.
التسليح الياباني الجديد أبعاد استراتيجية تواجه طموحات الصين وكوريا وروسيا
وتعكس هذه الخطوة اليابانية فهما دقيقا للتحولات الجيوسياسية الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد النشاطات الصينية في بحر الصين الشرقي وتكثيف روسيا دورياتها البحرية في المحيط الهادئ.
وتوفر REMUS 300 لليابان شبكة متكاملة لرصد التهديدات تحت سطح البحر، سواء عبر التشغيل المستقل أو بالتكامل مع الغواصات التقليدية.
أما على صعيد التهديد الكوري الشمالي، فإن المركبة تقدم حلا فعالا لمواجهة الغواصات الصغيرة والتسللات البحرية، حيث تتيح الإنذار المبكر والتعامل الفوري مع التهديدات، ومن خلال هذه القدرات تبعث اليابان برسالة ردع واضحة إلى بكين وموسكو وبيونغ يانغ بأن أعماق المحيط أصبحت مراقبة عن كثب.
مؤشرات على تحول صناعي وتكامل أعمق في الدفاع
ورغم عدم الإعلان عن القيمة الدقيقة للصفقة، تشير المعطيات إلى استثمار طويل الأمد يشمل جوانب إنتاج محلية وتكامل صناعي أوسع، خاصة أن الصفقة تدار عبر شركة هيتاشي وليس بشكل مباشر من قوات الدفاع الذاتي البحرية.
ويتماشى ذلك مع التوجه الياباني الأوسع نحو زيادة ميزانيات الدفاع، لاسيما في مجالات الوعي البحري والحرب تحت سطح البحر والتقنيات المستقبلية، وتؤكد هذه الصفقة نجاح برنامج REMUS عالميا، حيث تم تسليم أكثر من 700 وحدة منه إلى 30 دولة، مع استمرار أكثر من 90٪ من هذه المركبات في الخدمة، بفضل قابليتها العالية للترقية والتطوير.