فيروس كورونا يؤجل نزاعا كوريا بين الشمال والجنوب

منتج جبل دايموند الذي أجلت كوريا الشمالية هدمه بسبب فيروس كورونا منتج جبل دايموند الذي أجلت كوريا الشمالية هدمه بسبب فيروس كورونا
أجلت كوريا الشمالية خططها لهدم المنشآت و الفنادق الكورية الجنوبية  في منتجع جبل دايموند ماونتن في كوريا الشمالية؛ و ذلك لمنع انتشار فيروس جديد الذي وصل إلى كوريا الجنوبية مؤخرا و أصاب الآلاف في الصين

أجلت كوريا الشمالية خططها لهدم المنشآت و الفنادق الكورية الجنوبية  في منتجع جبل دايموند ماونتن في كوريا الشمالية؛ و ذلك لمنع انتشار فيروس جديد الذي وصل إلى كوريا الجنوبية مؤخرا و أصاب الآلاف في الصين .

و قد جاء قرار كوريا الشمالية ، الذي تم نقله إلى الجنوب عبر رسالة بالفاكس في وقت متأخر من يوم أمس الخميس ، في الوقت الذي تكثف فيه التدابير الوقائية و الاحتياطية ضد وباء فيروس كورونا ، بما في ذلك منع السياح ، و تقليص حركة الرحلات الجوية و زيادة جهود الفحص و نشر التوعية عبر وسائل الإعلام الحكومية في جميع أنحاء البلاد و التي وصفت بأنها حالة " وجود وطنية ".

و كانت كوريا الشمالية قد طلبت في وقت سابق من جارتها الجنوبية إرسال عمال إلى جبل دايموند ماونتن في موعد متفق عليه لتطهير المنشآت التي قامت ببنائها في السابق . كما سحب الجنوب يوم الخميس العشرات من المسؤولين و العمال من مكتب اتصال بين الكوريتين في بلدة كيسونغ الحدودية الكورية الشمالية ، و التي وافقت كوريا على إغلاقها مؤقتا حتى يتم السيطرة على الوباء الخطير .
ففي حوالي الساعة 11 مساء من يوم أمس ، أبلغت كوريا الشمالية عبر خط هاتفي مباشر بين سيول وبيونج يانج قرارها بتعليق خططها لإزالة المنشآت في موقع دايموند ماونتن مؤقتا . و قال أنه لم يتضح على الفور متى ستكون كوريا قادرة على استئناف المناقشات حول تلك المنشآت .
لم تبلغ كوريا الشمالية بعد عن أي حالة إصابة بمرض كورونا الجديد الذي تم اكتشافه لأول مرة الشهر الماضي في الصين المجاورة . و الذي تسبب في مرض آلاف المواطنين في الصين ، و لكن كوريا الجنوبية أبلغت عن وجود سبع حالات حتى الآن .
في نوفمبر ، قالت كوريا الشمالية إنها أصدرت إنذارا لكوريا الجنوبية بأنها ستهدم العقارات الكورية الجنوبية في منتجع دايموند ماونتن إذا استمرت كوريا الجنوبية في تجاهل مطالبها بإخلائه .

و قد جاء ذلك بعد أسابيع من أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بتدمير المنشآت الكورية الجنوبية التي وصفها بأنها "عفا عليها الزمن " و "غير مبهجة" بينما تعهد بأن تقوم كوريا الشمالية بإعادة تطوير الموقع من تلقاء نفسها .

وجاءت تصريحات كيم بعد شهور من الإحباط بسبب عدم رغبة كوريا الجنوبية في تحدي العقوبات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية و استئناف الجولات الكورية الجنوبية السياحية في المنتجع .

كما قالت كوريا الجنوبية إنها ستعطي الأولوية لحماية حقوق الملكية الخاصة بها و البحث عن "حلول مبتكرة" لمشاكل الحوار بين الكوريتين . و لكن كوريا الشمالية رفضت حتى الآن جميع دعوات كوريا الجنوبية لإجراء مناقشات مباشرة أو إرسال وفد لتفقد الموقع حتى .

كانت الجولات الكورية الجنوبية السياحية إلى منتج دايموند ماونتن رمزا رئيسيا للتعاون بين الخصمين ، و مصدرا نقديا قيما للاقتصاد الكوري الشمالي قبل أن يعلقه الجنوب في عام 2008 بعد أن أطلق حارس كوري شمالي النار على سائح كوري جنوبي .

فلا يمكن لسيؤول إعادة تشغيل الرحلات الجماعية إلى منتجع دايموند ماونتن أو القيام بأي نشاط اقتصادي رئيسي آخر بين الكوريتين دون تحدي العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية، و التي تم تعزيزها منذ عام 2016 ، عندما بدأت كوريا الشمالية في تسريع تجاربها النووية و الصاروخية .

و على الرغم من أن عقوبات الأمم المتحدة لا تحظر السياحة بشكل مباشر ، إلا أنها تحظر التحويلات النقدية بالجملة التي يمكن أن تنتج عن أنشطة تجارية مثل الجولات السياحية في منتجع دايموند ماونتن .
و في قمتهم الثالثة في سبتمبر 2018 في بيونج يانج ، تعهد الزعيم كيم و الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن بإعادة تشغيل الجولات الكورية الجنوبية السياحية إلى منتجع دايموند ماونتن و تطبيع العمليات في حديقة المصانع بين الكوريات في بلدة كايسونج الحدودية لكوريا الشمالية ، معربا عن تفاؤله بأن العقوبات يمكن أن تنتهي و تسمح لمثل هذه المشاريع بالعمل و الازدهار .
لكن من دون تحقيق تقدم كبير في المفاوضات النووية بين واشنطن و بيونغ يانغ ، فإن مثل هذه المشاريع الاقتصادية بين الكوريتين لا تزال مركونة على الرف دون تنفيذ . حيث علقت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة كل الوسائل الدبلوماسية و سبل التعاون مع الجنوب في الوقت الذي طالبت فيه سيؤول بالابتعاد عن حليفتها واشنطن و استئناف أنشطتها الاقتصادية بين الكوريتين .

النهضة نيوز - بيروت