بالنظر إلى عدد الحالات التي تم اكتشافها حتى الآن، فإن ايطاليا ستعد في وقت قريب، واحدة من بؤر انتشار فيروس كورونا في العالم، فقد وصل عدد حالات الوفاة إلى 10 حالات، والاصابات إلى 300 حالة، فيما تحاول السلطات مكافحة الوباء بالإجراءات التقليدية المتبعة، فقد عزلت 11 بلدة بشكل كلي، وطلبت من السكان التزام مساكنهم، وسط إجراءات فحص كبيرة تقوم بها على السكان بشكل جماعي، إذ فحصت قرابة 4350 شخصاً في مختلف البلدات والمدن حتى الاثنين الماضي.
وقالت عالمة الفيروسات الإيطالية ايلاريا كابوا لوسائل الإعلام المحلية "إننا نعثر على جميع هؤلاء المرضى الآن لأننا بدأنا ببساطة في البحث عنهم ".
وتعزي السلطات تزايد عدد الحالات المكتشفة إلى اجراءات الفحص الموسع، فيما يطرح المختصون الايطاليون عدة فرضيات عن الطريقة التي انتشر فيها المرض، إذ تجري السلطات الإيطالية بحثاً موسعاً للعثور على المريض رقم صفر، الذي انتشر المرض في البلاد بسببه.
فقد انتشر المرض في فرنسا، لكن السلطات استطاعت تحديد المريض الأول، وتحديد الدوائر التي تحيط به لتطويق حالات الاصابة، ما سهل عليها الحد من الانتشار.
وكانت السلطات قد افترضت في وقت سابق أن المريض الصفر هو صديق لشاب إيطالي عاد من زيارة لشانغهاي بينما أكد الفحص أنه لم يكن مصاباً، لتبقى هوية المريض الأول لغزاً يحير السلطات ويزيد من صعوبة تطويق حالات الاصابة.
فحص دم بسيط ومسحة أنف.. اختبار فيروس كورونا في ميامي يكلف رجل أمريكي 3500 دولار
لكن المشكلة بالنسبة للإيطاليين لا تتعلق فقط بهوية المريض الصفر، إذ أن الجهل في الاجراءات الصحية المناسبة للتعاطي مع المرض في المستشفيات، ساهم في تفشيه على نحو واسع، وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي للتلفزيون الحكومي "في هذه المرحلة، نعلم أن الطريقة التي تم التعامل بها مع الفيروس من قبل إدارة إحدى المستشفيات لم تكن مناسبة تمامًا". وقد ساهم ذلك بالتأكيد في انتشار المرض".
وفي محاولة الكشف عن المريض الصفر، أعدت السلطات الإيطالية مخططاً افتراضياً لتحركات المريض الأول، ورصدت الأماكن التي نام وأكل وتنقل فيها، وحددت الاشخاص الذين التقى بهم، ووضعتهم في الحجر الصحي.
وكان رجل إيطالي يبلغ من العمر 38 عاما ويطلق عليه الإعلام المحلى اسم " المريض رقم واحد" قد أدخل المستشفى الأربعاء الماضي في كودوجنو والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 15 ألف نسمة على بعد حوالي 60 كم جنوب شرق ميلانو.
وتنسب السلطات زيادة أعداد الحالات في منطقة (لومباردي) إلى المريض رقم واحد، وقد تم عزل مدينة كودوجنو وعدد اخرى من البلدات في منطقة لومبارديا وعدد من البلدات الأخرى في محاولة للحد من انتشار الفيروس القاتل.
ويعتقد أن زوجة المريض الحامل والعديد من الأطباء والموظفين والمرضى في المستشفى في كودوغنو قد أصيبوا بالفيروس مباشرة منه.
وأمرت السلطات بإجراء مباريات رياضية أبرزها قمة الدوري في كرة القدم في ملاعب من دون جمهور.
النهضة نيوز - بيروت