استطاع فيروس كورونا القيام بما لا تستطيع الجيوش النظامية القيام به، إذ افترس الفيروس التاجي المستجد حاملة الطائرات شارل ديغول التي تعد فخر الصناعة الفرنسية.
وعملت الصحيفة البلغارية العسكرية من مصادر لها أن القوات المسلحة الفرنسية قد انزعجت مؤخرا من التدفق المتزايد للمعلومات حول ظروف إصابة أكثر من ثلث طاقم حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول بفيروس كورونا ، و هي التي تعتبر ناقلة الطائرات العملاقة الوحيدة و تمثل رمزا للفخر للبحرية الفرنسية .
وفي الوقت الحالي، يجري التحقيق على متن السفينة الحربية في أسباب سبب تفشي الفيروس، و منع تكرار مثل هذه "الخسائر" الهائلة في البحرية التابعة للجمهورية الفرنسية الخامسة .
فحسب المصادر العسكرية الفرنسية ، أصيب حتى الآن حوالي 700 من أصل 1767 بحارا يعملون على متن حاملة الطائرات شارل ديغول ، و من المتوقع أن يزداد هذا العدد في المستقبل القريب، بالإضافة إلى ذلك ، تم إدخال 20 شخصا إضافيا من أفراد الطاقم إلى المستشفى و شخص جديد في العناية المركزة .
وأثار الانتشار السريع للفيروس على متن حاملة الطائرات الفرنسية تساؤلات مشابهة لتلك التي اندلعت بعد تفشي الفيروس على متن حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت ، و التي تم إقالة قائدها من قبل القيادة الأمريكية بسبب رسالة كان قد أرسلها طالبا المساعدة في إنقاذ حياة طاقمه من هذا الفيروس و إجلائهم من السفينة بعد تفشي الفيروس بين أفرادها .
و قد نقلت عدة وسائل إعلامية في وقت سابق عن أن بعض أفراد طاقم سفينة شارل ديغول زعموا أن الوضع متوتر على متن حاملة الطائرات بعد أن انتشر الفيروس، و الذي بدأ في التفشي بعد توقف السفينة خلال الشهر الماضي في ميناء بريست الفرنسي على ساحل المحيط الأطلسي، و لكنها لم تغادر المياه منذ ذلك الحين .
وفي يوم الخميس الماضي ، 17 أبريل ، نفى ممثلو القوات المسلحة الفرنسية المعلومات التي صدرت عن أحد أفراد طاقم حاملة الطائرات ، الذي قال في مقابلة مع راديو فرانس بلو أن قبطان السفينة قد اقترح إيقاف المهمة في ميناء بريست ، لكن وزارة الدفاع قد أمرتهم باستمرار مهمة "شارل ديغول" في المحيط الأطلسي . فبعد التوقف في ميناء بريست و مواصلة الإبحار في المحيط لعدة أسابيع أخرى ، عادت حاملة الطائرات إلى مكانها الحالي في ميناء تولون المتوسطي .
علاوة على ذلك ، رست الحاملة قبل أسبوعين من الموعد المخطط له . و مع ذلك ، بحلول ذلك الوقت على متن السفينة ، كان 40 بحارا قد أظهروا بالفعل علامات الإصابة بفيروس كورونا .
و قد قال ممثل البحرية الفرنسية، إريك لافو ، في تعليق على التقارير التي تفيد بأن القيادة العسكرية رفضت عرض قبطان حاملة الطائرات لوقف مهمة الإبحار في ميناء بريست : " أنا أنكر هذه المعلومات بشكل رسمي؛ لقد تم اتخاذ جميع الاحتياطات بعد التوقف في ميناء بريست ، حيث تم فحص درجة حرارة البحارة مرتين في اليوم ، و تم ملء الاستبيانات لتتبع اتصالات أفراد الطاقم، لكن هذه ليست سفينة سياحية، إنها سفينة حربية عملاقة في خضم حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ".
يشار إلى إن طاقم حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ، و طواقم الطائرات و المروحيات الموجودة عليها ، و كذلك أفراد فرقاطة شيفالييه بول المرافقة لحاملة الطائرات موجودون حاليا في الحجر الصحي في ميناء تولون المتوسطي ، حيث تقوم حامة الطائرات بأعمال تطهير و تعقيم لسطحها.
النهضة نيوز - بيروت