قال أحد كبار مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لا تزال تركز على تعزيز و تحقيق أهدافها الإقليمية على الرغم من تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.
ففي تحذير واضح لأولئك الذين اعتقدوا أن تفشي الفيروس التاجي قد يجبر تركيا على النظر إلى الوراء، قال فاهرتين ألتون، مسؤول الاتصالات في إدارة أردوغان: إن " عجلات السياسة الخارجية التركية مستمرة في الدوران ".
وبحسب صحيفة أحوال التركية فقد غرد ألتون عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: "تواصل حكومتنا التركيز على تحدي الفيروس التاجي في الداخل و الخارج، لكننا نعمل أيضا على قضايا السياسة الخارجية مثل تلك الموجودة في سوريا و ليبيا و بحر إيجة ".
و قد نشر ألتون هذه التغريدات بعد تصريحات أدلى بها أردوغان يوم الاثنين الماضي، و التي انتقد فيها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب الواقعة تحت سيطرة المتمردين و الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا. في حين قالت وزارة الدفاع التركية يوم أمس الثلاثاء أنها أجرت المزيد من الدوريات العسكرية مع الجنود الروس على طول الطريق السريع في إدلب لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
أما في ليبيا، فالحكومة التركية تدعم الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، في حين تقف ضد الجنرال خليفة حفتر، الذي تدعمه روسيا و الإمارات العربية المتحدة. و قد أجرت تركيا العديد من المناورات الجوية التي شملت طائرات مقاتلة و ناقلات للتزود بالوقود قبالة الساحل الليبي المتوسطي في الأيام الأخيرة، مما دفع صحيفة الصباح التركية إلى التساؤل عما إذا كانت هناك عملية عسكرية كبيرة وشيكة.
و قد أشار ألتون أن تركيا ستواصل تقديم الدعم للحكومة الليبية التي تعهدت بها في الاتفاقات الثنائية. مضيفا: " لقد أوضح الرئيس أردوغان أنه يجب على المجتمع الدولي دعم الحكومة الليبية الشرعية. حيث أن التقدم الذي أحرزته مؤخرا ضد قوات الانقلاب الحفتري يظهر أن دعم تركيا يؤتي ثماره ".
أما في اليونان المجاورة، فتواصل تركيا أنشطة الحفر و التنقيب قبالة جزيرة قبرص المقسمة، مما أثار انتقادات واسعة من قبل الحكومة القبرصية-اليونانية في نيقوسيا.
حيث قالت الحكومة القبرصية يوم الاثنين: إن " تركيا تسعى إلى خطط توسعية غير قانونية بمحاولة التنقيب عن الغاز مرة أخرى في المناطق التي تتمتع فيها قبرص بحقوق اقتصادية حصرية. و أضافت: إن " الأنشطة قد وقعت في مناطق حصلت فيها كل من شركتي ENI الإيطالية و TOTAL الفرنسية على عقود حفر خاصة ."
كما و أكدت تركيا هذا الأسبوع أيضا أنها تعتزم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي "S-400"، و التي تم شراؤها من روسيا خلال العام الماضي. و قالت: إن " انتشارها النهائي تأخر بسبب وباء الفيروس التاجي. حيث سبق و قال أردوغان: إن " أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي S-400 هي رمز لاستقلال تركيا الجديد و قوتها الإقليمية ".