أفادت تقارير عديدة بأن هناك شائعات تدور حول أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في وضع صحي خطير، مما أثار مخاوف من أن وفاته قد تزعزع استقرار المنطقة، و التي ستؤدي إلى أزمة لاجئين و قد تشجع الولايات المتحدة و كوريا الجنوبية و حلفائهما إلى استجابة عسكرية.
يوم أمس الأربعاء، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية بعض التصريحات السابقة لكيم دون ذكر مكانه أو وضعه الحالي، في حين كررت منافستها كوريا الجنوبية أنه لم يتم الكشف عن أي تطورات غير عادية في الشمال.
و بحسب صحيفة الميليتاري تايمز ( التايمز العسكرية )، إن لم يكن كيم البالغ من العمر 36 عاما يحتضر، فهو يعاني من مشاكل صحية كثيرة، و قد تؤدي وفاته إلى اضطراب كبير في المنطقة. و على الرغم من أن كيم ليس لديه خليفة أو وريث يحمل اسمه بعده، إلا أن شقيقته الصغرى، المسؤولة الكبيرة في الحزب الحاكم كيم يو جونغ، تعتبر المرشح الأكثر ترجيحا للامساك بزمام الأمور بعد أخيها.
و مع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن القيادة الجماعية، التي يمكن أن تنهي نظام التوريث الأسري للحكم، يمكن أن تكون ممكنة أيضا.
و قد قال رئيس العمليات الخاصة المتقاعد في كوريا الجنوبية، اللفتنانت جنرال "تشون إن بوم" لصحيفة التايمز العسكرية أن عدم وجود وريث معين يعني أنه ستكون هناك فوضى و معاناة إنسانية و عدم استقرار في البلاد و في المنطقة جمعاء ، و هو أمر سيكون سيئا للغاية لنا جميعا.
و قد قال ديفيد ماكسويل، الكولونيل المتقاعد من القوات الخاصة و كبير زملاء مؤسسة أبحاث الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: إن " رد الفعل العسكري الأمريكي و الكوري الجنوبي على مثل هذه الاضطرابات قد يتطلب جهدا كبيرا، و الذي سيجعل التدخل في أفغانستان أو العراق يعتبر تافها و بسيطا ".
و أضاف ماكسويل: " من غير المعروف ما إذا كان كيم جونغ أون قد عين خليفة له أم لا. و لكن يمكننا التكهن بأنه ربما قد قرر تعيين أخته كيم يو جونغ خلفا له بناء على ترقيتها الأخيرة و حقيقة أنها بدأت في الإدلاء بتصريحات رسمية باسمها ابتداء من الشهر الماضي ".
و قد أشار ماكسويل إلى أن عدم وجود خليفة واضح يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام الذي يجب أن تكون الولايات المتحدة و كوريا الجنوبية على استعداد للتعامل معه مباشرة، و أضاف أن المخططين العسكريين، بمن فيهم هو نفسه، أطلعوا كبار القادة منذ فترة طويلة على ما يمكن أن يحدث.
كما و قال ديفيد ماكسويل لصحيفة التايمز" إن " هناك كارثة إنسانية ستتكشف في كوريا الشمالية، مما يزيد من الاضطرابات التي أحدثها جائحة فيروس كورونا العالمية ".
و أضاف ديفيد ماكسويل: " سيتعين على كوريا الجنوبية و الصين و اليابان التعامل مع التدفقات المحتملة للاجئين على نطاق واسع، حيث ستتنافس وحدات الجيش الشعبي الكوري الشمالي على الموارد من أجل البقاء. و ذلك سيؤدي ذلك إلى صراع داخلي بين الوحدات و يمكن أن يتصاعد إلى حرب أهلية واسعة النطاق على السلطة. و على الرغم من هذا اضطراب داخلي، فإن الجيش الكوري الشمالي سيواصل القتال للدفاع عن الأمة. فالخطر الأساسي للجيش الكوري الشمالي هو أنه يتبنى نظرية حرب العصابات المبنية على أسطورة الحرب الحزبية الشيوعية الشعبية، و هي نظرية مناهضة لليابان و التدخل الخارجي، حيث يمكن أن نتوقع أن يقاوم أكثر من 1.2 مليون جندي أساسي و 6 مليون جندي احتياطي في الجيش الكوري الشمالي أي تدخل خارجي، بما في ذلك كوريا الجنوبية ".
و قد أوضح ماكسويل أنه بتعقيد الأمور سيتعين على الولايات المتحدة و كوريا الجنوبية الاستعداد لتأمين برنامج أسلحة الدمار الشامل الخاص بـ"بيونغ يانغ"، و سحب جميع الأسلحة النووية و الكيميائية و البيولوجية و المخزونات و مرافق التصنيع و البنية التحتية البشرية كالعلماء والفنيين.
دعم تشون في الغالب توقعات ماكسويل القاتمة بشأن أزمة اللاجئين و الحرب الأهلية المحتملة في الشمال، لكنه لم يرى أي احتكاك عسكري مباشر بين كل من كوريا الجنوبية و الولايات المتحدة من جهة و كوريا الشمالية من جانب منذ أكثر من 38 عاما.
حيث يقول تشون: "ماذا علينا أن نفعل؟ أن نتوغل في كوريا الشمالية ببساطة؟. إن كوريا الشمالية هي دولة ذات سيادة كاملة على أراضيها، و أي شخص يدخل حدودها، بما في ذلك الصينيين، سيكون مجنونا بلا شك!. فالخطة الأمريكية-الكورية الجنوبية هي خطة سيئة و قد تدخلنا في حرب نووية ".