لا تكترث وسائل الإعلام الدولية بمصير قرابة 100 ألف إنسان يعملون على متن مئات السفن الموبوءة بفيروس كورونا، إذ انقطعت أخبار مئات البحارة والسياح الذين حجزوا على متن تلك السفن السياحية، وترفض الموانئ استقبالهم بسبب تفشي جائحة كورونا.
صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، كشفت في تحقيق استقصائي تفاصيل صادمة، عن مأساة طواقم السفن العائمة منذ منتصف شهر مارس الماضي، وأكدت الصحيفة البريطانية، أن 50 سفينة على الأقل لا تزال عالقة، ولا يسمح لطواقمها بالخروج منها، كما لا تقبل أيٍ من الموانئ استقبالها، بحجة اصابة طواقمها بالفيروس التاجي المستجد.
ووفقاً للغارديان، فإن الطواقم تواجه وقتا عصيبا ما بين منع سفنهم من التوقف بالموانئ الدولية، وعدم إخلائهم بالطائرات للعودة إلى بيوتهم، وسط ذلك، يقوم العاملون على تلك السفن، بعزل أنفسهم في كابينات ضيقة، كي لا ينتقل إليهم المرض من بعض المصابين بالوباء.
ووصفت الصحيفة الطواقم العالقة بأنها باتت "أمة من المنبوذين العائمين الذين تقطعت بهم السبل على متن قوارب من جزر غالاباغوس إلى ميناء دبي".
إضافة إلى ذلك، تؤكد الصحيفة أن البحارة وطواقم الخدمة في السفن السياحية، لا تتوفر لديهم امكانيات التواصل مع العالم الخارجي، ما يجعل حياتهم أكثر تعقيداً.
وتم رصد 17 حالة وفاة على الأقل جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف البحارة العالقين. كما تم نقل العشرات منهم إلى المستشفيات.
إحدى تلك السفن العالقة، تسمى سفينة "إم إس سي سي – فيو" وهي سفينة سياحية عالقة على شواطئ أمريكا الجنوبية منذ أكثر من شهر، وقد قال أحد العالقين على متنها، لمعد التحقيق: "جميعنا لدينا عائلات، وجميعنا نريد الذهاب إلى بيوتنا".
تشير الصحيفة البريطانية، أن بعض الشركات المشغلة لتلك السفن، توقفت عن دفع رواتب العاملين على متنها، ورغم ذلك، يتحفظ ضيوف التحقيق عن الافصاح عن أسمائهم، خشية أن يخسروا وظائفهم إلى الأبد.
وقال أحد البحارة : "لم تردنا أي معلومات حول متى سنذهب إلى بيوتنا أو ما الذي يقومون به لإعادة أفراد الطاقم إلى الوطن (..) نعيش في الكابينة كالسجناء".
وقال متحدث باسم الإدارة المشغلة للسفينة إن الشركة "اتخذت قرارا صعبا لوقف عمليات سفينتها مؤقتا. ونظرا لأن هذه الأزمة الصحية تسببت بإيقاف جميع سفننا حول العالم، اتفقنا مؤقتا على إعفاء معظم الطواقم من واجباتها، ونعمل على تحديد ودفع ثمن تذاكر الطيران لكل منهم للعودة بأمان إلى منزله لفترة التعليق المؤقت للسفن".
يشار إلى أن معظم العاملين على متن تلك السفن، ينحدر أصلهم من دول نامية كالفلبين وإندونيسيا والهند، ويتقاضى العاملون رواتب تتراوح بين الـ 1000 إلى 2000 دولار أمريكي.
وكانت قوات حرس السواحل الأمريكية قد قدرت في مطلع شهر إبريل الجاري أعداد العالقين على متن تلك السفن، بـ 93 ألف شخص في المياه الإقليمية الأمريكية وحدها.
وبحسب صحيفة الغارديان، فإن عشرات الآلاف من العاملين على متن السفن السياحية، لا زالوا عالقين في مكان ما على وجه الأرض، بعد أن علقت الشركات المشغلة لتلك السفن، رحلاتها السياحية منذ تم تصنيف كورونا كجائحة عالمية في 14 مارس الماضي.
النهضة نيوز - بيروت