روسيا أمام مكيدة أمريكية جديدة.. عودة إلى سباق التسلح

ترى الصحيفة العسكرية البلغارية أن السياسيات التي تتبعها الولايات المتحدة تهدف إلى جر روسيا إلى سباق تسلح جديد.

وقالت الصحيفة نقلا عن الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيفسييف ، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أضاف عبر بيانه بشأن انسحاب واشنطن من معاهدة الأجواء المفتوحة ، مسارا جديدا إضافيا لاحتواء روسيا بعد انسحاب واشنطن من اتفاقيات الحد من التسلح و الأسلحة النووية .

وأضاف إيفسييف يوم أمس الجمعة : " إن تصريحات ترامب حول انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة تعني أن الأمريكيين قرروا الاستمرار في محاولاتهم العقيمة لجر موسكو إلى سباق تسلح جديد . حيث أن هذه الخطة ذات طابع استراتيجي بالنسبة لواشنطن ، لأن جميع الخطوات السابقة التي قامت بها لاحتواء روسيا سياسيا و عسكريا لم تؤدي إلى أي نتائج مرجوة للقيادة الأمريكية ".

في حين قال مصدر في وكالة "إنترفاكس" الإخبارية الروسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تأمل في أن يجبر خروجها من مثل هذه الاتفاقيات و المعاهدات روسيا إلى التوجه نحو سباق تسلح جديد و البدء بإنشاء أنظمة أسلحة جديدة ، و دفع موسكو إلى اتخاذ قرارات جريئة نحو الانفاق الدفاعي و الفضائي الضخم .

ويعتقد  إيفسييف أن بيان ترامب بشأن معاهدة الأجواء المفتوحة يعكس إجماعا في الرأي بين مختلف النخب الأمريكية ، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2020 . و أضاف : " إن مثل هذه الخطوات الاستراتيجية لم تبدأ في عهد ترامب ، بل بدأت في عهد أوباما الذي حاول القيام بمثل هذه الاجراءات أيضا . إنه نوع من الإجماع بين النخب الأمريكية ، في حين أن الوحيد الذي يتميز به ترامب هو أنه أكثر نشاطا و جرأة في تعزيز مصالح القطاع العسكري الصناعي و الدفاعي الأمريكي ".

بالإضافة إلى ذلك ، يرى  إيفسييف أن واشنطن ستستمر في مسار الانسحاب من الاتفاقيات التي أبرمتها سابقا مع موسكو خلال العشرة سنوات القادمة على اضعف تقدير . حيث أنه من الممكن أن تحدث بعض التغيرات في مرحلة ما بعد عام 2030 على الأقل ، فالولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ هذا المسار لفترتين رئاسيتين على الأقل ، بعض النظر عمن سيكون الرئيس . كما و ينبغي خلال هذه الفترة توقع خطوات أمريكية متسقة لكسر جميع المعاهدات السابقة .

و قد أشار إيسييف إلى أن تصرفات واشنطن هذه ستكثف التناقضات الجيوسياسية بين روسيا و الولايات المتحدة ، لكن لا ينبغي للمرء أن يتوقع مواجهة تشابه ما كان عليه الأمر خلال الحرب الباردة ، مؤكدا على أن قرار و موقف موسكو هو المهم هنا ، التي لا تنوي تفاقم هذه التناقضات على أي حال .