اعتقلت السلطات الأمريكية أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن في حملة تشنها على الاحتجاجات الشعبية الضخمة في الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا على مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض بطريقة وحشية الأسبوع الماضي.
وتأتي حصيلة الاعتقالات المهولة هذه في الوقت الذي تجمع فيه المشيعون والمحتجون الليلة الماضية في مدينة مينيابوليس في أول حفل تأبين لفلويد الذي خنقه ضابط الشرطة الأمريكي ديريك تشوفين حتى الموت بركبته بتاريخ 25 مايو.
وقد كان من المقرر أن يلقي زعيم حركة الحقوق المدنية بالمدينة، القس آل شارتون، خطاباً في حفل التأبين.
ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوات الجيش الأمريكي والشرطة العسكرية "الحرس الوطني" في شوارع العاصمة واشنطن، ودعا كلا من الشرطة والشرطة العسكرية إلى إطلاق النار على المتظاهرين الذين وصفهم بالـ "بلطجية"، لكن تم اعتقال غالبية المتظاهرين بسبب فشل القوات الشرطية والعسكرية في تفريق المتظاهرين ولانتهاكهم حظر التجول الذي تم فرضه على عشرات المدن الأمريكي من قبل البيت الأبيض بسبب تنامي حالات النهب والسطو على المتاجر وتدمير الممتلكات العامة.
وخلال الأسبوع الماضي، قال حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز، أن 80% من أعمال الشغب وتدمير الممتلكات في ولايته، تمت على أيدي أشخاص من خارج الولاية في الأساس، في حين أن عمدتي مينيابوليس وسانت بول، جاكوب فراي وميلفين كارتر، قدموا ادعاءات مماثلة.
وأكدت الشرطة الأمريكية أن 41 شخصا من بين 52 شخصا تم اعتقالهم في مدينة مينيابوليس على مدى 24 ساعة يوم السبت الماضي كانوا قد حصلوا على رخصة القيادة في ولاية مينيسوتا، في حين أن 86 % ممن اعتقلوا حتى بعد ظهر يوم الأربعاء في العاصمة واشنطن كانوا من المدينة أو من ماريلاند أو فرجينيا المجاورة.
على الصعيد الآخر، انتشرت حملات لجمع التبرعات للدفاع عن المعتقلين في الاحتجاجات المستمرة، حيث جمعت حملة لوس أنجلوس أكثر من 2 مليون دولار حتى الآن، والتي تتكون من أكثر من 46000 تبرع صغير قام فيها المتبرعين بالتبرع بمبالغ رمزية تتراوح ما بيم 10-20 دولارا فقط، وستذهب جميع هذه الأموال إلى نقابة المحامين الوطنية ومؤسسة "الحياة السوداء" في لوس أنجلوس.
كما وقالت كاث روجرز، الممثلة عن مكتب نقابة المحامين الوطنية في لوس أنجلوس أن وحشية الحملة التي تقوم بها القوات الشرطية الأمريكية لم يسبق لها مثيل على الإطلاق.
وأضافت: "إننا نذهب إلى مئات المظاهرات، لكنني لم أر قط رصاصات مطاطية يتم إطلاقها بهذا الغزارة و الطريقة على المتظاهرين، ولم أرى من قبل استخداما مكثفا للغاز المسيل للدموع كما رأيتها في هذه الاحتجاجات السلمية".
ومساء يوم الأربعاء، رفع المدعون التهمة الموجهة إلى شوفين من القتل من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، بينما اتهم ثلاثة ضباط آخرين كانوا معه بمساعدته في الجريمة والتحريض عليها. لكن انتصار المتظاهرين هذا حدث بينما واصلت الشرطة مهاجمة المتظاهرين وقمعهم بشكل وحشي.
النهضة نيوز