كشفت دراسة جديدة إن احتمالية وفاة الشخص المصاب بفيروس كورونا التاجي المستجد في حال كان يبلغ من العمر ما دون سن الـ45 عام هي شخص من بين 67 ألف شخص، في حين أنه من بين إجمالي 45000 حالة وفاة، كان هناك 40023 شخص يبلغون من العمر ما يزيد عن 65 عام.
كما وأظهرت الأبحاث التي أجراها خبير الإحصاء في جامعة كامبريدج، البروفيسور السير ديفيد شبيغلتر، وجود مخاطر مختلفة بشكل كبير للوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا حسب العمر. حيث قدمت الإحصائيات التي قام بها اقتراحات بأن درجات المخاطر الشخصية التي تساعد الأشخاص على تحديد مدى خطورة الفيروس عليهم يمكن أن تساعد المملكة المتحدة على الخروج من حالة الإغلاق العام.
ممرضون يعتنون بمريضة كورونا متقدمة بالسن
بالإضافة إلى ذلك يعتقد بعض العلماء أن حماية الفئات الأكثر ضعفاً، مع السماح للآخرين بمواصلة الحياة اليومية قد يكون سبيلًا للخروج من الأزمة التي شهدت انهيار الاقتصاد بنسبة قياسية بلغت 20.4 % في شهر أبريل.
وخلصت الدراسة الجديدة، التي حللت الوفيات وفقا للعمر خلال الأسابيع التسعة بين 28 مارس و 29 مايو، إلى أن الأطفال والشباب الأصحاء قد تعرضوا لمخاطر صغيرة للغاية خلال ذروة الوباء مقارنة بالبالغين وكبار السن، وهو عنصر خطر وجدته الدراسة بأنه من شأنه أن يعتبر عادة جزء مقبول للعودة إلى الحياة الطبيعية. والجدير بالذكر أنه خلال نفس الفترة ، توفي 487 شخص تحت سن الـ44 بسبب الإصابة بفيروس كورونا .
وبالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عام، حدثت 4359 حالة وفاة في نفس الفترة، أي ما يعادل حالة واحدة من بين 3487 حالة وفاة لأولئك الذين أصيبوا بالعدوى.
أما بالنسبة للمتقاعدين الذين تتراوح أعمارهم بين 65-74 عام، فقد زادت المخاطر ذات الصلة إلى 6682 حالة وفاة مقارنة بعدد سكان يبلغ حوالي ستة ملايين في هذه الفئة العمرية. وهذا يعادل وفاة شخص من بين 887 شخص مصاب بالفيروس.
مريض كورونا كبير بالسن
في حين أنه بالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 75-90 عام ، فقد كان الخطر أعلى مع ما يقرب من 24000 حالة وفاة مقارنة بعدد الفئة العمرية ذاتها التي تبلغ 4 ملايين 385 ألف من السكان، أي ما يعادل حالة وفاة واحدة من بين كل 186مصاب.
ويعد كل من العمر والجنس من بين سلسلة من عوامل الخطر للفيروس، بالإضافة إلى الحالات الصحية السابقة الكامنة بما في ذلك السمنة والسكري. حيث تظهر الأبحاث أن 90% من بين جميع الذين ماتوا بسبب الإصابة بفيروس كورونا كانوا يعانون من حالة صحية سابقة.
وبدوره يقول البروفيسور شبيغلتر: "من الجيد للغاية أن يكون لدى الأشخاص فكرة معقولة عن المخاطر، حيث توضح هذه الأرقام أن الأشخاص من مختلف الأعمار معرضين لمخاطر مختلفة بشكل كبير. ونظراً لأن فيروس كورونا يتغير من اعتباره تهديدا اجتماعيا لمشكلة في إدارة المخاطر، فمن الضروري أن نتعامل مع حجم المخاطر التي واجهناها وقد نواجهها في المستقبل ونجد طرقاً للتواصل بشكل مناسب".
وأضاف: "يبالغ البعض في تقدير خطر الإصابة بالفيروس التاجي، وهو الأمر الذي خلق مستوى عام من القلق. ولكن بالنسبة للكثير من الناس، كالأطفال والشباب على سبيل المثال، فإن خطر الوفاة من الإصابة بالفيروس التاجي ضئيل للغاية. ونحن نعلم أن 90% ممن توفوا يعانون من حالات صحية كامنة، لذا فإن الخطر بين الأشخاص الأصحاء يمثل جزءا ضئيلا من إجمالي الوفيات. حيث كان الخطر أعلى عند الرجال الذين يزيد عمرهم عن 90 سنة، وهو ما يمثل 1 من بين كلل 55 مصاب بالفيروس".
النهضة نيوز