أبلغت العاصمة الصينية بكين عن عدد متزايد من حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا التاجي المستجد لليوم الثاني على التوالي، ما أثار العديد من المخاوف بشأن اندلاع موجة تفشي فيروس جديدة في العاصمة.
وأكد مسؤولو الصحة في بكين مساء اليوم الاثنين إصابة 36 حالة جديدة، وهي نفس الزيادة التي كانت عليها في اليوم السابق، والتي تعتبر أعلى زيادة يومية لأعداد المصابين في المدينة منذ شهرين تقريباً، حيث لم يتم تسجيل أي إصابة محلية جديدة في المدينة لمدة 56 يوما متتالية، ولكن منذ 11 يونيو أبلغت العاصمة عن 79 حالة جديدة.
وارتبط التفشي الفيروس الجديد بسوق كبير لبيع المواد الغذائية بالجملة في منطقة فنغتاي جنوبي غرب بكين.
وأدى الارتفاع الكبير في حالات الإصابة الجديدة إلى وضع المنطقة في "وضع الطوارئ في زمن الحرب"، مما أدى إلى إغلاق السوق وإغلاق 11 مجمَّعاً سكنياً في محيطه حيث تحاول السلطات تحديد الأشخاص الذين زاروا السوق مؤخراً واتصالاتهم الوثيقة وعزلهم على الفور.
وأبلغ كبير علماء الأوبئة في الصين، الدكتور وو زون يو، وسائل الإعلام الحكومية الصينية أن السلطات لم تحدد بعد مصدر العدوى في سوق شينفادي، مضيفاً أنه يعتقد أن تفشي الفيروس لا يزال معزولاً ولم ينتشر إلى مناطق أخرى في بكين التي تعتبر موطنا لحوالي 20 مليون نسمة.
وقالت لجنة الصحة الوطنية والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين في مؤتمر صحفي مساء اليوم الاثنين: "لن تتحول بكين إلى ووهان الثانية، ولم تسمح بنشر الفيروس منها إلى جميع أنحاء البلاد، ولهذا سيتم إغلاقها على الفور والتعامل مع الوضع الراهن كأننا في حالة طوارئ وحرب".
والجدير بالذكر أنه قد تم تخفيف القيود في بكين مؤخراً، وقد كانت الأمور قد بدأت بالعودة إلى طبيعتها، مع عودة بعض الأطفال إلى المدرسة وإعادة افتتاح مناطق الجذب السياحي، ولكن هذا انتهى فجأة وسط مخاوف من اندلاع موجة ثانية من الإصابات في العاصمة الصينية.
كما وقال شو هيجيانغ، المتحدث باسم حكومة مدينة بكين اليوم الاثنين: "إن خطر انتشار الوباء مرتفع للغاية، لذا يجب أن نتخذ إجراءات حازمة وحاسمة. حيث ستقوم السلطات باختبار عشرات الآلاف من الأشخاص في مواقع الاختبار التي أقيمت في الملاعب الرياضية والمستشفيات ومواقع السيارات عبر العاصمة. وسيتوجب على السكان فحص درجات حرارة أجسامهم أيضاً".
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت لجنة الصحة العامة في بكين اليوم الاثنين أنه من بين الحالات الجديدة الـ 36 المسجلة منذ صباح اليوم، تم ربط 34 حالة إما بشكل مباشر أو غير مباشر بسوق شينفادي، بما في ذلك 19 شخصا يعملون هناك.
وأضافت قالت سلطات المدينة أن أكثر من 8000 بائع، قاموا بشراء والتعامل مع الموظفين في السوق، قد تم اختبارهم ونقلهم إلى مناطق محددة للمراقبة الطبية. وحتى الآن، استطاعت السلطات أن تتبع ما يقرب من 200 ألف شخص زاروا السوق أو قاموا بالشراء منه منذ تاريخ 30 مايو.
في غضون ذلك، أطلقت مدينة باودينغ، وهي مدينة رئيسية قريبة من بكين في مقاطعة خبي، إجراءات "وقت الحرب" مساء اليوم الاثنين لمنع تفشي المرض في المدينة، وذلك بعد أن تم تأكيد إصابة ثلاث حالات جديدة كلها تتعلق بسوق شينفادي في بكين.
وقالت حكومة المدينة أن اختبارات درجة الحرارة ستجرى في مراكز التسوق والمجتمعات السكنية ومباني المكاتب ووسائل النقل العام، وأنه يجب أن تتحكم المتاجر ومحلات السوبر ماركت بشكل صارم في حركة الأشخاص، وقد أُبلغت المؤسسات الطبية بتعزيز إجراءات السلامة حول علاج المرضى المصابين بالحمى.
النهضة نيوز