صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التعليق "الأغبى" الذي أدلى به جون بولتون مؤخراً قد أدى إلى إلحاق الأذى بقدرة الإدارة الأمريكي على التعامل وبناء العلاقات مع كوريا الشمالية.
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التعليق "الأغبى" الذي أدلى به جون بولتون مؤخراً قد أدى إلى إلحاق الأذى بقدرة الإدارة الأمريكي على التعامل وبناء العلاقات مع كوريا الشمالية.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره السابق للأمن القومي مساء اليوم الخميس بعد أن تم تسريب مقتطفات من كتاب بولتون الجديد ونشرت في وسائل الإعلام بشكل واسع النطاق. كما وتأتي تغريدات ترامب أيضاً وسط تدهور العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
وقال ترامب: "عندما تم استضافة جون بولتون في برنامج Face the Nation ، وصرح بكل غباء أنه يجب تطبيق النموذج الليبي في كوريا الشمالية، تحولت المنطقة إلى جحيم! . أما كيم جونغ أون الذي كنا نتعامل معه بشكل جيد، قام بولتون بوصفه بأنه بالستي تماما كصواريخه!، وعلى الرغم من أنه كان محقا بعض الشيء إلا أنني لا أريد أن يكون بولتون قريباً من القرار الأمريكي في هذا الشأن".
وأضاف ترامب في تغريدة أخرى: "إن تصريحات بولتون هذه، الأغبى على الإطلاق، قد أدت لتراجع علاقاتنا مع كوريا الشمالية بشدة أكثر من أي وقت مضى. وقد سألته: ما الذي كنت تفكر فيه بحق الجحيم؟! ، لكنه لم يكن لديه إجابة واعتذر فحسب. وقد كان ذلك في وقت مبكر، حيث لم يكن أمامي خيار سوى أن أقوم بطرده في ذلك الوقت مباشرة!".
الجدير بالذكر أن بولتون قد أدلى بتعليقه ذلك بخصوص "نموذج ليبيا" حول كوريا الشمالية في شهر أبريل من عام 2018.
وقال بولتون في تلك المقابلة عبر شبكة CNBC التلفزيونية: "ما نريد أن نراه منهم هو دليل على أنهم جادون فيما يقولونه أن كلامهم ليس خطابا فحسب. فالشيء الوحيد الذي فعلته ليبيا والذي قادنا إلى التغلب على شكوكنا هو أنها سمحت للمراقبين الأمريكيين والبريطانيين بالدخول إلى جميع مواقعهم ذات الصلة بالمجال النووي. لذا لم تكن المسألة تدور حول الاعتماد على الآليات الدولية على الإطلاق، فقد قمنا بالأمر بطرق لم نرها من قبل".
وردت كوريا الشمالية على الولايات المتحدة بسبب ملاحظة بولتون، حيث وصفت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة تعليقات بولتون بأنها خطوة شريرة و فظيعة لفرض مصير ليبيا أو العراق على كوريا الشمالية، قائلة أن تلك الدول قد انهارت بسبب التنازل عن بلدانهم بأكملها للقوى الكبرى".
وقال بيان لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة في ذلك الوقت: "من العبث أن يجرؤ بولتون على مقارنة كوريا الشمالية، الدولة النووية، بليبيا التي كانت في المرحلة الأولى من التطوير النووي".
بالإضافة إلى ذلك، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقات بولتون في ذلك الوقت مباشرة، قائلاً أن النموذج الليبي ليس نموذجا تعتمد الإدارة الأمريكية على الإطلاق.
وتم تسريب مقتطفات من كتاب بولتون القادم "الغرفة التي حدث فيها الحدث" ، والذي يحتوي على مذكرات عمله في البيت الأبيض، وقد نشرتها وسائل الإعلام على نطاق واسع يوم أمس الأربعاء.
وفي المذكرات، زعم بولتون أن ترامب قد سأل الرئيس الصيني شي جين بينغ عما إذا كانت الصين يمكن أن تساعد حملته لإعادة انتخابه عن طريق شراء المنتجات الزراعية، والتي قال ترامب أنها ستساعده في الحصول على دعم المزارعين ليقوموا بانتخابه. كما وكتب بولتون أيضاً أن ترامب قال ذات مرة إنه يجب سجن الصحفيين المعارضين له أو إعدامهم.
في كتابه، أوضح بولتون أن ترامب نظر إلى قمة سنغافورة الصيفية لعام 2018 مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنها "تدريب على الدعاية"، ولم يهتم كثيرا بتفاصيل نزع السلاح النووي، وهو الهدف المعلن لتلك القمة. حيث كتب: "أخبرني ترامب أنه على استعداد للتوقيع على ورقة خالية من أي شيء، وعقد مؤتمره الصحفي لإعلان النصر ثم الخروج من المدينة والعودة إلى الوطن".
كما وزعم بولتون أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد كتب ذات مرة ملاحظات تشويهية لسمعة ترامب ونسبها لبولتون، وزعم في المذكرات أن بومبيو كتب أن المحادثات مع كيم بشأن كوريا الشمالية ليس لها أي احتمال للنجاح، وأن ترامب قذر للغاية.
في حين قام ترامب بنفي صحة ما ذكر في كتاب بولتون عبر تغريدات قام بنشرها على موقع تويتر مساء اليوم الخميس، مدعياً أن مستشاره السابق للأمن القومي "ساخط" عليه.
وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، غرد ترامب قائلاً: " إن كتاب جون بولتون ممل للغاية، وهو مليء بالأكاذيب والقصص المزيفة. فقد كان كل شيء جيدا عني إلى أن جاء اليوم الذي طردته فيه. لم تكن لدي أدنى فكرة كم كان وضيعاً، إنني سعيد لنبذه وطرده".
