تدخين

تقارير وحوارات

"أمراء الدخان" في لبنان يتاجرون بـ "مزاج العالم" .. بلاد التبغ تستورد السجائر

باولا عطية

3 تموز 2020 14:53

في لبنان لم يعد التدخين إحدى العادات التي يلجأ إليها الفرد بدافع التنفيس عن همومه فمع الأزمة الاقتصادية الراهنة أضحى الحصول على السجائر هما بحد ذاته إذ ساهمت أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار التي

في لبنان لم يعد التدخين إحدى العادات التي يلجأ إليها الفرد بدافع التنفيس عن همومه، فمع الأزمة الاقتصادية الراهنة، أضحى الحصول على السجائر "هماً بحد ذاته".

إذ ساهمت أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار التي تعيشها البلاد، في توفير فرصة جديدة لـ "أمراء الدخان" لتحقيق المزيد من المكاسب والارباح. خصوصاً وسط سيطرة المحتكرون على 70% من رخص بيع الدخان في لبنان.

ومن المعروف أنّ الـ"ريجي" تدير نظام الحصص أو "الكوتا" في توزيع كميات الدخان على رؤساء البيع، إذ إنّها تستورد الدخان والأصناف المختلفة، وتبيع الكميات للمرخّص لهم بصفة "رئيس بيع"، وسعر رخصة الدخان من وزارة المال هو 30000 دولار، لكنّ العشرات من حاملي هذه الرخص يتنازلون لدى كاتب العدل عن حصصهم بسبب رسوم الرخصة السنوية، التي تبلغ 400 دولار.

وأشهر محتكري الرخص في لبنان هم "المرشح السابق في قضاء المتن رجل الاعمال سركيس سركيس وكيل المارلبورو في لبنان، وصهره الياس لاوول والذي يملك مخزن في الزلقا يحتوي على بضاعة مخزنة بقيمة 12 مليار دولار، فيما يملك زياد بقاعي 20 رخصة، اما في البقاع فنجد حكمت حمود وعلي زين الدين ومحمد عنقا، وفيصل جبق.

وفي منطقة الشمال الياس الأول وكلود بلعيص، أما بيروت فمن حصة علي هويدي (30 رخصة) وفادي المنصور وتركت الضاحية لمحمد جبق ومحمد حمدان.

مع العلم ان القانون يفرض على كل فرد الحصول على رخصة واحدة فقط ومقابل كل رخصة عليه ان يمتلك محل، فاذا امتلك الفرد 20 رخصة يتحتم عليه امتلاك 20 محل، وهو ما لا يتم تطبيقه في الواقع.

وبلعبة الدولار استطاع المحتكرون رفع سعر علب الدخان الى 300%، حيث لوحظ أن مختلف أصناف السجائر بما فيها تلك الوطنية تشهد إرتفاعاً يومياً في الاسعار يقدر بـ 500 ل.ل.، مع اختفاء العديد من الأصناف في السوق وعودتها بضعف السعر الرئيسي. وهي طريقة يعتمدها التجار الذين يشترون الدخان من "الريجي" بالدولار فيخزنوه (فينقطع الصنف من السوق لفترة معينة) ويعودوا ويبيعونه بسعر اعلى كي يستطيعوا تامين سعر البضاعة الجديدة بالدولار.

ويشرح أحد تجار الدخان المسألة في حديث خاص لموقع "النهضة نيوز" ويقول "ثمة سوقاً سوداء تتحكم بالسعر تتألف من مجموعة تجار يقرّشون بضاعتهم بحسم حركة سعر صرف الدولار يومياً، ويعممون للبائعة من خلال مجموعات عبر "واتس آب" أمر سعر اليوم. ونحن محميون من "الريجي" والسبب بسيط جدا، الريجي تحتاج الى دولار والتجار هم من يدفعون الدولار ثمن البضاعة للـ"ريجي" وبالتالي عليهم غض النظر عن ارتفاع سعر الدخان لأنه بغير هذا الأسلوب لن يستطيع التجار دفع الدولار لهم، فمدخول "الريجي" من تجار الدخان يتراوح بين المليون والمليونين دولار كاش يوميا، إذ يباع في لبنان مليونا و200 ألف علبة سجائر في اليوم".

ويتابع "ندفع قيمة البضاعة التلت باللبناني (يذهب لتغطية مصارف الموظفين على الـ 1508 ليرة) والتلتين بدولار شيك من البنك و كاش بالدولار، نحن نشتري الشيكات بأسعار منخفضة ونعيطها للريجي وهي بدورها تحصل أموالها بالتنسيق مع وزارة المال، والمشكلة الحقيقية ستقع عندما نصبح عاجزين عن تامين الشيكات".

يتابع الرجل الذي طلب عدم الكشف عن هويته موضحاً: "سعر الدخان سيرتفع بعد أكثر في حال ارتفعت رواتب موظفي الريجي الذي ينتسب مجمل أفرادها لحركة أمل، ( ومنهم عضو مجلس الإدارة جورج حبيقة ، المدير العام للريجي نصيف سقلاوي و مدير المبيعات حسين سبيتي ) فعندما نقول ريجي نقول رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبالتالي سترتفع الكلفة على التجار وبطبيعة الحال على المستهلك، والتجار لا يستطيعون شراء الدولار من الصرافين المرخصين لأنهم مصنفون ضمن المواد الغذائية فئة" ب" وليس "أ" وبالتالي نشتري الدولار ليس وفق السعر الرسمي للصيارفة المرخصين أي على ال3990 بل وفق سعر السوق السوداء الذي يخضع للعرض والطلب".

ويبقى السؤال الأبرز لماذا يرتفع سعر "السيدر"؟

اليكم المفاجئة، لان "السيدر" ليس وطنيا كما يشاع، فالغالبية الساحقة من المواد المستخدمة في صناعة السجائر، من فيلتر وورق وتبغ، يتم استيرادها من الخارج بالدولار الأميركي؛ لان التبغ اللبناني مر وغير مرغوب لذا يتم تطعيم السيجارة بنسبة 5% من التبغ اللبناني و95% من التبغ الأميركي والرازيلي المستورد وعملية التعليب تدار في لبنان.

وعن مصير باقي إنتاج التبغ اللبناني أي الـ95 في المئة منه، فإن "الريجي" تقوم بمقايضته مع دول أخرى على أصناف تبغ مختلفة. ما يؤكد أنه لا انتاج وطني للسجائر.

وعلى هذا الحال أصبح سعر السيدر 5000 ليرة بعد ان كان 750 ليرة و الغولواز 7000 ليرة بعد ان كانت بـ2500 ليرة الوينستون 10000 ليرة بعد ان كانت 3750 ليرة، المارلبورو بـ9000 ليرة بعد ان 4000 ليرة.

وقد ترتفع هذه الاسعار بعد اكثر بحسب معلومات موقع "النهضة نيوز"، حيث ان شركة الريجيه ستصدر لائحة جديدة بالاسعار والتي ستشهد ارتفاعا واضحا للسعر الجديد للسلع.

النهضة نيوز - بيروت