حلول مهدئة لمصابي متلازمة القولون العصبي

يعاني العديد من البالغين وكبار السن من تزايد في أعراض وآلام المعدة المتقطعة لسنوات عديدة دون تشخيص. وقد يكون لديهم تقلصات أو غازات مفرطة أو انتفاخ أو إمساك أو نوبات من الإسهال غير المبرر أو مزيج منها جميعها. و لكن إذا بدأت هذه المشاكل بينما أنت في مرحلة مبكرة من العمر، فمن المحتمل أن تكون مصاباً بمتلازمة القولون العصبي.

ويقول الدكتور أنتوني ليمبو ، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مركز بيث ديكونس الطبي التابع لجامعة هارفارد الأمريكية: " تعد الإصابة بمتلازمة القولون العصبي شائعة لكن لحسن الحظ ، فإن الخبر السار هو أنه في حين أن متلازمة القولون العصبي يمكن أن تكون حالة صحية مزعجة ومؤلمة، إلا أنه لا يضر بشكل دائم بالأمعاء أو يؤدي إلى تطور حالة مرضية أشد خطورة مثل التهاب الأمعاء أو سرطان القولون".

ويضيف الدكتور أنتوني ليمبو أن على الرغم من أنه لا يمكن الشفاء من متلازمة القولون العصبي، إلا أنه يمكن إدارة الحالة والتحكم بها بشكل جيد وبسيط ومنعها من التأثير بشكل سيء وسلبي على حياتك العملية و نمط حياتك اليومي .

• ما هي متلازمة القولون العصبي؟

متلازمة القولون العصبي هي حالة مرضية تنشأ عن وجود اضطراب في الجهاز الهضمي يصيب الأمعاء الدقيقة والكبيرة. حيث تصبح أمعاء الشخص المصاب بهذه المتلازمة أكثر حساسية ولا تنقبض عضلات الأمعاء بالطريقة التي يجب أن تعمل بها في الوضع الطبيعي.

وتجدر الإشارة إلى أنه يشار إلى متلازمة القولون العصبي في الأوساط العلمية على أنه اضطراب وظيفي، مما يعني أنه لا يوجد شيء خاطئ في البنية الفعلية للأمعاء ، حيث تكمن المشكلة في كيفية عملها فقط. وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي من أعراض متعددة، بما في ذلك:

- آلام وتشنجات في البطن، والتي تكون مرتبطة باضطراب حركة الأمعاء.

- الإمساك أو الإسهال أو كليهما معاً.

- انتفاخ البطن وزيادة إفراز الغازات.

- الرغبة في تحريك الأمعاء، و لكن عدم القدرة على القيام بذلك.

بحسب الأطباء والخبراء الصحيين، يجب عليك زيارة طبيبك العام إذا كنت تعاني من أعراض معوية مستمرة، خاصة إذا كانت جديدة، أو إذا لاحظت وجود قطرات من الدماء في البراز أو فقدانا غير مقصود للوزن، أو إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون أو مرض التهاب الأمعاء أيضاً.

ويقول الدكتور ليمبو: "لأنه لا يوجد أحد يعرف أسباب حدوث متلازمة القولون العصبي، فمن المستحيل منعه أو الوقاية منه. فبمجرد أن يتم تشخيص إصابتك به، يتبقى لك التعامل مع الأمر وإدارة المرض بما يتناسب مع طريقة معيشتك ونمط حياتك اليومي".

ويمكنك القيام بذلك عن طريق تحديد المحفزات المعينة المسببة للأعراض ثم اعتماد استراتيجيات لجعل الأعراض أقل حدة و تكراراً . كما وترتبط الممارسات الأكثر شيوعاً لإدارة المرض بالنظام الغذائي وإدارة الإجهاد والتوتر وتناول الأدوية والعقاقير الطبية.

• الحمية الغذائية

إن ما تأكله وما لا تأكله يمكن أن يعكس العديد من الآثار على أعراض الإصابة بمتلازمة القولون العصبي. حيث يعد تجنب أو تقليل الأطعمة المحفزة المرتبطة بأعراض متلازمة القولون العصبي خطوة أولية جيدة. والتي تشمل الشوكولاتة والكحول والكافيين ومنتجات الألبان والأطعمة المقلية والدهنية.

ويقول الدكتور ليمبو: "يجب أن يفكر الشخص المصاب بمتلازمة القولون العصبي في تجنب شرب المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة ومشروبات الطاقة الرياضية أيضاً. في حين أنه قد يستفيد من الاعتماد على نظام غذائي منخفض السكريات قليلة التخمر، السكريات، السكريات الأحادية، والبوليولات (نوع من أنواع الكحول). حيث أن هذه العناصر جميعها عبارة عن كربوهيدرات قصيرة السلسلة يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء ويمكن أن تسبب مشاكل مثل الإسهال و الانتفاخ وآلام البطن. وقد وجد التحليل التلوي الذي أجريناه في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في شهر يناير عام 2017 أن ما نسبته 50 ٪ إلى 86 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي يستجيبون بشكل جيد لنظام غذائي منخفض السكريات قليلة التخمر والسكريات".

ويقول الدكتور ليمبو: "إن الهدف من الحمية الغذائية وتنظيم ومعرفة ما تتناوله والكمية التي تتناولها هو تحديد والعثور على الأطعمة التي تسبب أعراض متلازمة القولون العصبي، حتى تتمكن من الحد منها أو التخلص منها في نظامك الغذائي".

• ادارة الاجهاد والتوتر

إن شيء يمكنك القيام به لإدارة مستويات التوتر لديك يمكن أن يساعدك في التحكم في الاستجابة العاطفية الجسدية لمتلازمة القولون العصبي، حيث أن الإجهاد و التوتر والضغط النفسي لا يمكن أن يؤدي فقط إلى ظهور الأعراض، و لكن غالباً ما يزيدها سوءا ويجعلها تدوم لفترة أطول أيضاً.

فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك في تخفيف الضغط المرتبط بالإصابة بمتلازمة القولون العصبي :

1- اليوجا:

وجدت دراسة أجريت عام 2015 و نشرت في المجلة الأوروبية للطب التكاملي أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي الذين يحضرون حصة يوجا لمدة ساعة لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة 12 أسبوعا كان لديهم أعراض أقل حدة وتحسنا ملحوظا في نوعية الحياة .

2- التأمل:

في دراسة أجريت عام 2015 ونشرت في مجلة PLOS ONE، تم الطلب من الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي حضور برنامج استرخاء أسبوعي تضمن تمارين التأمل و التنفس ، كما و تم تشجيعهم على ممارسة نفس الروتين لمدة 15 إلى 20 دقيقة يوميا المنزل . و قد أبلغت المجموعة بعد تسعة أسابيع عن انخفاض تدريجي في آلام الأعراض متلازمة القولون العصبي التي يسببها التوتر و القلق.

3- العلاج السلوكي المعرفي:

إن الهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو مساعدتك على زيادة الوعي بأفكارك و سلوكك وتعلم كيفية تغيير ردود أفعالك خلال المواقف العصيبة. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 حول أمراض الجهاز الهضمي والكبد السريرية أن الخضوع لأربعة أسابيع من جلسات العلاج المعرفي السلوكي قللت من شدة الأعراض بين مرضى القولون العصبي، وأن التأثير الإيجابي استمر حتى ثلاثة أشهر من انتهاء جلسات العلاج.

• الأدوية والمكملات الغذائية

قد يوصيك طبيبك بتناول بعض الأدوية والعقاقير التي لا تستلزم وصفة طبية للحصول عليها، مثل مكملات الألياف والملينات لمساعدتك في التخلص من الإمساك، أو بعقار لوبيراميد للمساعدة التخلص من الإسهال. ووفقاً لأعراضك، قد يصف طبيبك أدوية أخرى للمساعدة في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي و التحكم فيها.

ولكن بالإضافة إلى ذلك، هناك آخر محتمل وهو البروبيوتيك، وهي ميكروبات حية تؤخذ في شكل كبسولة أو مسحوق أو يمكن استهلاكها عبر تناول منتجات الزبادي. ويعتقد العديد من خبراء الصحة أن البروبيوتيك تساعد في التخلص من مشاكل الأمعاء من خلال استعادة التوازن البكتيري في الأمعاء وربما عبر تعزيز جهاز المناعة الجسدي أيضاً.

وجدير بالذكر أنه من غير الواضح ما إذا كانت سلالات معينة من البروبيوتيك مفيدة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي. فلا تنظم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA غالبا هذه المنتجات حسب استخدامها، لذلك لا تتناولها دون مراجعة طبيبك أولاً.