توفي عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي جون لويس، الذي كافح إلى جانب رمز مكافحة العنصرية مارتن لوثر كينغ كواحد من نشطاء الحقوق الستة الكبار لحركة الحقوق المدنية الأمريكية عن عمر يناهز 80 عاماً.
وأكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وفاة جون لويس في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة، مشيدة بجون لويس الذي مثل أجزاء من ولاية أتلانتا في الكونجرس الأمريكي لمدة 33 عاماً، ومشيرة إلى أن جون لويس كان واحداً من أعظم الأبطال في التاريخ الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، قدم الكثير من السياسيين والنخبة التعازي لعائلة جون لويس تكريماً لروحه ومسيرته السياسية البارزة، حيث أن جون لويس توفي جراء اصابته بسرطان البنكرياس الذي أعلن في شهر ديسمبر الماضي رسمياً أنه مصاب به.
وبدوره قال الرئيس السابق باراك أوباما: "لا يعيش الكثير منا لرؤية إرثه وهو يسير ويتحقق أمامه بهذه الطريقة الهادفة والرائعة، لكن جون لويس استطاع فعل ذلك".
• أسطورة الحقوق المدنية
ومن المملكة المتحدة قدم كل من نواب حزب العمل ديفيد لامي وفاغر بتلر التعازي الحارة لوفاة جون لويس.
وكتبت فاغر بتلر في تغريدة عبر منصة التواصل الاجتماعي تويتر: "اعتدنا أن نقول إن نضالنا ليس كفاحاً يمكن أن يستمر ليوم أو لأسبوع أو حتى لسنة. فليس لدينا نضال قضائي واحد أو فترة رئاسية واحدة تحكم قضايانا و نضالنا . إن نضالنا هو كفاح مستمر مدى الحياة ، أو قد يمتد إلى أجيال عديدة أيضا، ويجب على كل واحد منا في كل جيل أن يقوم بدوره . فلترقد في سلام جون لويس".
• الأحد الدموي وقانون حقوق التصويت
واشتهر جون لويس بمساعدته في تحفيز المعارضة على محاربة الفصل العنصري في الولايات الجنوبية الأمريكية عام 1965، ذلك عندما قاد نحو 600 متظاهر في مسيرة دموية يوم الأحد عبر جسر إدموند بيتوس في سلمى، وقد سميت تلك الحادثة باسم "الأحد الدموي".
وكان جون لويس في ذلك الوقت يبلغ من العمر 25 عاماً، وكان يسير على رأس المسيرة ويداه مطويتان في جيوب معطفه الداكن، حيث طرح على الأرض وضرب على يد الشرطة مما أدى إلى كسر جمجمته. لقد كانت الوحشية التي تحملها المتظاهرون في ذلك اليوم يتم بثها على التلفاز على الصعيد الوطني، حيث تحولت عيون العالم إلى قمع الأمريكيين السود في الولايات المتحدة، مما أدى إلى الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات لتغير واقع الفصل العنصري والتمييز ضد السود.
وبعد أيام من ذلك، قاد مارتن لوثر كينغ مسيرة أخرى في سلمى، حيث انضم إليها قادة من مختلف الديانات والمجتمعات الأمريكية الذين تعاطفوا مع حركة الحقوق المدنية الناشئة آنذاك. وكانت إحدى اللحظات الرئيسية المؤثرة في حركة الحقوق المدنية التي دفعت الرئيس ليندون جونسون إلى الضغط على الكونغرس لتمرير قانون حقوق التصويت. حيث أزال الذي دخل حيز التنفيذ بعد ذلك بعام، الحواجز التي منعت سابقا العديد من الأمريكيين السود من التصويت في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأمريكية.
• الحياة السياسية
في عام 1981، تم انتخاب جون لويس في مجلس أتلانتا، وقد فاز بمقعده في الكونجرس الأمريكي عام 1986، وقضى حياته المهنية مدافعاً عن الأقليات العرقية في البلاد. وبعد أن سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب عام 2006، أصبح جون لويس النائب الأول في حزبه، وهو منصب قيادي أداره من خلف الكواليس ليساعد حزبه على البقاء موحدا.
وعندما بلغ جون لويس من العمر 78 عاماً، قال للحزب الديمقراطي أنه سيفعل ذلك مرة أخرى ليجمع شمل الحزب الديمقراطي، وأنه سيعمل على جمع شمل عائلات المهاجرين الذين شتتهم سياسية البيت الأبيض برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال جون لويس في شهر يونيو الماضي: "لا يمكن أن يكون هناك أي سلام في الولايات المتحدة حتى يتم إعادة هؤلاء الأطفال الصغار إلى آبائهم وإطلاق سراح جميع أبناء شعبنا. وأود أن أذكر الجميع بالمشكلة الجيدة التي خضت من أجلها احتجاجا على الفصل والتمييز العنصري عندما كنت شاباً" .
وأضاف جون لويس: "إذا فشلنا في ذلك، فلن يكون التاريخ رحيماً معنا. سأذهب إلى الحدود، و سيتم القبض علي مرة أخرى، وأنا مستعد للذهاب إلى السجن إن لزم الأمر! ".
وفي خطاب ألقاه جون لويس في يوم تصويت مجلس النواب على اتهام الرئيس ترامب، أوضح جون لويس أهمية هذا التصويت، حيث قال: "عندما ترى وجود شيء خاطئ وغير عادل، يقع عليك حينها التزام أخلاقي بقول والقيام بشيء صائب. سيسألنا أطفالنا وأولادهم ذات يوم: ماذا فعلتم؟ ماذا قلتم؟ .. لدينا مهمة وتفويض شعبي لتكون على الجانب الصحيح من التاريخ، وهذا ما يجب علينا القيام به".
وتجدر الإشارة إلى أن ليليان مايلز زوجة جون لويس توفيت عم عمر يناهز الـ40 عاماً سنة 2012، ولديهم ابن واحد يدعى "جون مايلز لويس".
النهضة نيوز