الرصد العسكري

عقوبات أمريكية تهدد تركيا ومصر بسبب صفقات الأسلحة الروسية

10 نيسان 2019 18:27

رغم تربعها على عرش صادرات الأسلحة في العالم، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لاحتكار سوق الأسلحة العالمية من خلال التلويح بعصا العقوبات بمختلف أنواعها إلى درجة قطع العلاقات الدبلوماسية.

رغم تربعها على عرش صادرات الأسلحة في العالم، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لاحتكار سوق الأسلحة العالمية من خلال التلويح بعصا العقوبات بمختلف أنواعها إلى درجة قطع العلاقات الدبلوماسية.

تعدد المنتجون واختلفت الأسلحة إلى أن الأسلحة الروسية بمختلف أنواعها لاقت رواجا واسعا منقطع النظير، وبخاصة تلك التي استخدمت في سوريا لمحاربة الإرهاب، لتظهر جيلا جديدا من الأسلحة المتطورة ليس على الورق فحسب وإنما في ميدان القتال، الأمر الذي زاد من ثقة الراغبين بشرائها.

ومن بين تلك الدول تركيا ومصر اللتان تصنفان على أنهما إحدى أهم القوى العسكرية في العالم، واللتان أبرمتا اتفاقيات لشراء أسلحة روسية، لتسارع الولايات المتحدة الأمريكية بالتهديد والوعيد.

روسيا وتركيا وصفقة "إس-400"

تعتبر منظومة "إس-400" الصاروخية الروسية إحدى أكثر منظومات الدفاع الصاروخي تطورا في العالم في الوقت الحالي.

كما وتتميز بمواصفاتها الفنية والعسكرية المتقدمة والمتطورة، الأمر الذي دفع تركيا لشراء هذه المنظومة، رافضة بذلك جميع المقترحات والعروض الأمريكية.

ليعلن الرئيس التركي رجب الطيب أروغان أكثر من مرة على تمسكه بشراء هذه المنظومة وتفضيلها على الأمريكية "باتريوت"، مؤكدا على تركيا دولة ذات سيادة ولن يملي عليها الآخرون ما يجب أن تفعله.

لتبدأ الولايات المتحدة الامريكية بالتهديد والوعيد لتركيا في حال تمت الصفقة، تارة مدعية بأن هذه المنظومة الروسية تشكل تهديدا لحلف شمال الأطلسي "الناتو" وتارة مهددة بسحب عرضها بيع صواريخ من طراز "بارتيوت" بقيمة 3,5 مليار دولار.

لتهدد في النهاية بوقف بيع مقاتلات "إف-35" المتطورة إلى تركيا، ليصرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بأن بلاده مضطرة لشراء المقاتلات التي تحتاجها من بلد آخر في حال لم تستلم هذه المقاتلات.

روسيا ومصر ومقاتلات "سو-35"

تزامنا مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تعهد وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، في جلسة استماع للجنة مجلس الشيوخ، بأن بلاده ستفرض عقوبات على مصر في حال شرائها مقاتلات روسية من طراز "سو-35".

ومن الجدير بالذكر، أن طائرة سوخوي "سو-35"، هي مقاتلة متعددة المهام وذات قدرة فائقة على المناورة مزودة بتقنيات من الجيل الخامس لضمان التفوق الجوي على نفس الفئة من المقاتلات، وقادرة على ضرب أهداف أرضية.

وتصل سرعة المقاتلة "سو — 35" ثنائية المحركات، إلى 2400 كم/ الساعة، أي أكثر من ضعفي سرعة الصوت.

وتحمل الطائرة الروسية أسلحة متنوعة تضم ذخائر هجوم أرضي وصواريخ "جو — جو" وصواريخ "جو — أرض". ويصل أقصى مدى للطائرة إلى 3600 كم.

هل تستطيع أمريكا فرض كلمتها بلغة العقوبات والحظر على الدول الراغبة بشراء السلاح الروسي؟

تحدث الأستاذ في جامعة "بليخانوف" الروسية، والخبير العسكري، أوليغ غلازونوف، حول هذه التهديدات والعقوبات قائلا "العقوبات يمكن ان تتنوع وتتعدد فيمكن ان تكون ذات طابع عسكري، فعلى سبيل المثال كحظر توريد صواريخ "باتريوت" الأمريكية الى تركيا".

وأضاف قائلا "بشكل عام هناك منافسة كبيرة على الساحة العالمية للسلاح، وهنا لاتوجد سياسة محددة، وهنا منافسة بين الأسلحة الروسية والامريكية، وهم يسعون لمنافستنا على المناطق والدول التي نتعاون معها منذ فترة بعيدة أو في المناطق التي بدأنا في التعاون معها.فروسيا تملك أفضل الأسلحة في العالم كمنظومة الصواريخ الدفاعية "إس-400" التي تعتزم تركيا شرائها تعتبر أفضل من منظومة "باتريوت" الأمريكية التي أصبحت قديمة.ومقاتلاتنا الحربية كـ"سو-35" والتي أصبحت الكثير من دول العالم تعرف قدراتها".

من جهتها تضغط الولايات المتحدة الامريكية على تركيا لعدم شرائها أسلحتنا، وشراء أسلحتهم.

وأضاف "العقوبات و الحظر لم تنتهي أبدا بأشياء جيدة، وفي منطقة الشرق الأوسط فإن سياسة الولايات المتحدة تتمثل بالدخول الى هذه المنطقة وتخريب كل شيء، على العكس في الشرق حيث لايجب إجبار الزعماء هناك على إملاء الأوامر والرغبات واستخدام سياسة التهديد.فحاولت أمريكا الضغط على تركيا الى انها وافقت على شراء "إس-400" في الوقت الذيأعلن فيه أردوغان على ان بلاده ستشتري مجموعة أخرى من هذه المنظومة. المجتمع الشرقي ليس أوروبا فهنا يجب أن تتبع سياسة مغايرة وطرق أخرى".

وحول هل هذه التهديدات بفرض عقوبات ستمنع كلا من تركيا ومصر من شراء الأسلحة الروسية؟

أجاب الخبير قائلا "بأن هذه التهديات لن تمنع تركيا من شراء "إس-400" وفي الجانب المصري من الصعب التكهن، فالقرار سيعود للرئيس المصري، هل سيستطيع مواجهة الضغوط الامريكية، فأردوغان أثبت أنه يسيتطيع الوقف بوجه هذه التهديدات".

وتوقع الخبير بأن تركيا يمكن ان تفكر بصفقة الأسلحة الروسية في حال قدم الأمريكان عرضا جيدا بعيدا عن التهديد بالعقوبات وهذا ما لايفعله الأمريكان.

الأمر كذلك بالنسبة لمصر في حال قدمت أمريكا عرضا جيدا يتعلق بالتكنولوجيا المقدمة والسعر الجيد فربما مصر ستفضل هذا العرض.

هل يوجد حوادث مشابهة حول استخدام العقوبات الأمريكية بحق دول أخرى لشرائها أسلحة روسيا؟

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الهند لمنعها من شراء الأسلحة الروسية، لكن الهند لم تستجب لهذه الضغوط فاستمرت بالشراء كالسابق.

الأمر يتعلق بالدول نفسها فالدول القوية التي تعتبر لاعبا إقليميا على الساحة الدولية لن تتأثر بمثل هذه التهديدات، على عكس الدول الضعيفة التي ستتأثر بالضغوط الأمريكية