الرصد العسكري

تعادل 3800 قنبلة كالتي أطلقت على اليابان.. روسيا تثب مشاهد تجريب أقوى قنبلة نووية

22 آب 2020 18:40

بث الإعلام الروسي  فيلماً وثائقياً عبر قناة اليوتيوب التابعة للوكالة النووية الروسية "روس أتوم "، يظهر مشاهد حقيقية من اختبار أول قنبلة نووية سوفيتية، وذلك احتفالا بمرور 75 عاما على نشأة الصناعة النوو

بث الإعلام الروسي  فيلماً وثائقياً عبر قناة اليوتيوب التابعة للوكالة النووية الروسية "روس أتوم "، يظهر مشاهد حقيقية من اختبار أول قنبلة نووية سوفيتية، وذلك احتفالا بمرور 75 عاما على نشأة الصناعة النووية الروسية.

و يعرض الفيلم ، الذي تم تحريره في دعاية كلاسيكية على النمط السوفيتي ، جميع إجراءات التحضير. فأولا ، يتم نقل القنبلة العملاقة بالسكك الحديدية إلى قاعدة أولينيا الجوية بالقرب من أولينوجورسك في شبه جزيرة كولا . ثم تقلع طائرة حربية من طراز Tu-95 و تحلق عبر بحر بارنتس إلى موقع التفجير بالقرب من مضيق ماتوتشكين في نوفايا زيمليا .

بعد ذلك ، يتم إلقاء القنبلة المتصلة بمظلة لإبطاء سقوطها حتى تتمكن الطائرة من الوصول إلى مسافة أكثر أمانا بعيدا عن الانفجار . الجدير بالذكر أن مقاطع الفيديو الحقيقة التي تضمنها الفيلم الوثائقي هذا لقطات واضحة مأخوذة من عدة اتجاهات و مسافات مختلفة ، و التي تظهر انفجار القنبلة النووية الروسية العملاقة و سحابة الدخان الشبيهة بفطر عيش الغراب.

تجدر الإشارة إلى أن قنبلة Tsar  (القيصر)، التي سميت رسميا باسم RDS-220 قبل حصولها على اسمها الشهير ، تعتبر أكبر سلاح نووي تم تصنيعه في العالم حتى الآن . فبقوة 50 ميغا طن (50 مليون طن) ، أي ما يعادل 3800 قنبلة من تلك التي أطلقت على هيروشيما اليابانية ، تم إطلاق قنبلة Tsar فوق نوفايا زيمليا بتاريخ 30 أكتوبر 1961 . حيث كان رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف هو الذي أمر في يوليو 1961 بتطوير قنبلة نووية مدمرة في وقت سريع وسط التوترات السياسية المتزايدة بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة في ذلك الوقت .

و قد أراد خروتشوف تطوير سلاح بقوة 100 ميغا طن ، و لتحقيق هذا الحجم ، أضاف المهندسون السوفييت مرحلة ثالثة على الرأس الحربي النووي الحراري . حيث تتكون القنابل الهيدروجينية العادية من مرحلتين ، و للتسبب في إطلاق شعاعي عنيف كما هو مطلوب ، قرر المهندسون ، و من بينهم أندريه ساخاروف ، تقليل الوزن الفعلي البالغ 100 ميغا طن إلى النصف تقريبا .

وخلال الفيلم ، يتم إظهار كيف تم طلاء طائرة القاذفة Tu-95 المعدلة بطلاء عاكس أبيض خاص لحمايتها من الحرارة الناتجة عن الإشعاع الحراري الناتج عن الانفجار . و قد تم إرفاق أجهزة قياس في كل مكان و قد حلقت طائرة ثانية بجانبها لتصوير و مراقبة عينات الإشعاع الناجمة عن تفجير هذه القنبلة . و لإبطاء الانجراف بعد الإطلاق ، تم تزويد القنبلة في مظلة عملاقة تزن وحدها قرابة الطن .

بحسب الخبراء ، تم تفجير القنبلة على ارتفاع 4000 متر فوق سطح الأرض ، و قد استمر وميض كرة النار لفترة أطول بكثير مما شوهد في مقاطع فيديوهات اختبارات الأسلحة النووية الأخرى  ، كما و وصلت قبة السقف الدخاني نفسه إلى ارتفاع 20 كيلومتر ، بينما بلغ نصف قطر حلقة التدمير المطلق 35 كيلومتر تقريبا .

وبعد 40 ثانية من الانفجار ، وصل ارتفاع قبة النار إلى 30 كيلومتر ، ثم تطور بعد ذلك إلى سحابة على شكل فطر عيش الغراب التي وصلت إلى ارتفاع 60-65 كيلومترا و بلغ قطرها 90 كيلومترا . ففي بلدة سيفيرني العسكرية ، التي تعتبر مركز تجارب الأسلحة النووية حول مضيق ماتوتشكين ، تم تدمير المباني المتواجدة في المكان بالكامل ، على الرغم من أنها تبعد 55 كيلومترا من نقطة التفجير .

بالإضافة إلى ذلك ، على الرغم من أنه تم تفجير قنبلة Tsar على ارتفاع 4 كيلومتر فوق سطح الأرض ، إلا أنه قد تم قياس موجة الصدمة الزلزالية المكافئة لزلزال تجاوزت قيمته 5.0 درجات على مقياس ريختر في جميع أنحاء العالم لحظة تفجير القنبلة .

النهضة نيوز - بيروت