حذرت الصين، اليوم الثلاثاء، من أنها سترد إذا مضت الولايات المتحدة في خطط نشر صواريخ متوسطة المدى في منطقة آسيا و المحيط الهادئ.
وقال فو كونغ ، مدير مراقبة الأسلحة في وزارة الخارجية الصينية ، اليوم الثلاثاء : "الصين لن تقف مكتوفة الأيدي و ستضطر إلى اتخاذ تدابير مضادة إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ أرضية متوسطة المدى في هذا الجزء من العالم"، بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية.
وأضاف: " إننا ندعو جيراننا و الدول المجاورة إلى أخذ الحيطة و الحذر و عدم السماح بنشر الولايات المتحدة لصواريخها متوسطة المدى على أراضيها , فهذا لن يخدم مصلحة الأمن القومي لهذه البلدان ."
وأكد فو أن الولايات المتحدة التي تتحدث عن أي انتهاكات صينية و روسية كانت "ذريعة خالصة و أن الهدف الحقيقي للانسحاب الأمريكي ، كما قال العديد من الخبراء ، هو تحرير يدها و تطوير قدراتها الصاروخية ".
وأشار فو إلى أن أي نشر في غوام , و التي تبعد حوالي 3000 كيلومتر من شنغهاي على الساحل الشرقي للصين , سوف يُنظر إليه على أنه "عمل استفزازي للغاية من جانب الولايات المتحدة و قد يكون خطيرًا للغاية".
وأوضح فو أنه من المهم أن ندرك أن الولايات المتحدة تهدف إلى تثبيت الأسلحة على "عتبة" الصين . خاصة بالنسبة لدولة عانت من أزمة الصواريخ الكوبية ، أعتقد أن على الشعب الأمريكي أن يفهم مخاوف الصين .
و يأتي ذلك بعد قيام الرئيس ترامب بالانسحاب من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى التي تم توقيعها في عهد رونالد ريغان خلال الحرب الباردة و التي منعت الولايات المتحدة من نشر هذه الأسلحة.
وبدوره، قال ترامب إنه حريص على توقيع اتفاقية جديدة تضم كلا من روسيا والصين، و التي لم تكن ضمن الاتفاقية السابقة .
ومن جانبه، أشار وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير إلى أن الولايات المتحدة حرة في نشر الأسلحة إلى منطقة آسيا و المحيط الهادئ أيضًا مثلها مثل روسيا .
وبين إسبير، يوم السبت، أن واشنطن ترغب في نشر الصواريخ "عاجلاً أم آجلاً" ، متحدثًا إلى الصحفيين على متن طائرة إلى سيدني في بداية جولة تستمر أسبوعًا في آسيا.
ولم يحدد إسبير المكان الذي تنوي الولايات المتحدة نشر الأسلحة فيه ، لكن الخبراء يقولون إن المكان الأكثر ترجيحًا هو جزيرة غوام ، التي تستضيف منشآت عسكرية أمريكية مهمة.
وردت روسيا إنها ستضطر أيضًا للرد إذا بدأت أمريكا في تطوير مقذوفات جديدة ، و دعت إلى الوقف الاختياري حتى يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
كما نوهت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إلى أنها لم تجر أي مناقشات مع الولايات المتحدة حول نشر صواريخ متوسطة المدى .
وقال تشوي هيون سو المتحدث باسم الوزارة في تصريح صحفي" لم نراجع القضية داخليا و لا نعتزم القيام بذلك."
وتضع الولايات المتحدة اللوم على انهيار الصفقة عند أقدام الكرملين ، و التي يقولون إنهم في روسيا طوروا بالفعل صاروخ كروز يخرق الصفقة .
واستبعدت استراليا يوم الاثنين احتمال نشر الصواريخ على أراضيها ، قائلة إن كانبيرا لم يطلب منها حتى أن تستضيفها .
وكان هذا الإعلان هو أحدث خطة أمريكية لإثارة غضب الصين ، التي تتنافس مع واشنطن من أجل النفوذ في المنطقة ، لكن إسبير قال إن بكين يجب ألا تفاجأ من ذلك .
فيما أثار صعود الصين الأكثر حزماً عسكرياً قلق حلفاء الولايات المتحدة التقليديين مثل أستراليا و نيوزيلندا ، و أثارت تصرفات بكين في بحر الصين الجنوبي جيرانها من خلال مطالبات إقليمية متنافسة على الممر المائي الاستراتيجي.
وبموجب الاتفاقية التي وقعها في عام 1987م الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان و الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف ، اتفقت واشنطن و موسكو على الحد من استخدام الصواريخ التقليدية و النووية التي يتراوح مداها بين 500 و 5000 كيلومتر (300-3000 ميل).