دراسة تكشف عن مخاطر تعاطي المراهقين للماريجوانا المركزة

تشير دراسة جديدة إلى أن المراهقين الذين استخدموا أحد الأشكال المركزة من الماريجوانا، و التي يطلق عليهم أحياناً مسمى الدبس أو الشمع أو الكسر أو التفتت، هم أكثر عرضة لاستخدام العقاقير الأخرى أكثر من الش

تشير دراسة جديدة إلى أن المراهقين الذين استخدموا أحد الأشكال المركزة من الماريجوانا، و التي يطلق عليهم أحياناً مسمى الدبس أو الشمع أو الكسر أو التفتت، هم أكثر عرضة لاستخدام العقاقير الأخرى أكثر من الشباب الذين يتجنبون الماريجوانا ومشتقاتها .

يمكن أن يأتي تركيز الماريجوانا بأشكال متعددة، بما في ذلك الزيوت والمركبات الشبيهة بالزبدة، ويمكن أن يحتوي على مستويات عالية جداً من مركب “THC”، وهو مركب ذو تأثير نفسي على البشر في الحشيش، وغالباً ما يتم ابتلاعه باستخدام جهاز تدخين إلكتروني ولا يبعث رائحة غير محببة  مثل الإناء التقليدي الذي كان يستخدم لتدخينها.

في الدراسة، التي نشرت يوم الاثنين في مجلة طب الأطفال، قام الباحثون بمسح ومراقبة ما يقرب من 50000 من المراهقين في ولاية أريزونا، حيث وجد الباحثون أنه من بين المراهقين الذين استخدموا أي نوع من أنواع الماريجوانا أو مشتقاتها، لديهم خبرة في المنتجات الأكثر فعالية بنسبة تصل 72% منهم.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية مادلين ماير، أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة ولاية أريزونا، إن هذه النتائج يجب أن تكون بمثابة تنبيه للآباء الذين قد لا يعرفون حتى أن أولادهم مدمنون أو يتعاطون الممنوعات.

وأضافت ماير: “لا أعرف ما إن كان الآباء يعرفون هذه الأشياء عن أبنائهم، ولكن إذا لم أكن مجرباً أو دارساً للماريجوانا، فلن أعرف ما إذا كنت قد رأيت شيئاً يحتوي على الماريجوانا أم لا؛ لأني أعرف ماهيتها و استخداماتها، ويجب على الأهل تثقيف أنفسهم حول ومشتقات الماريجوانا”.

وللتعرف بشكل أفضل على نسبة تعاطي المخدرات في سن المراهقة، استطلعت ماير و زملاؤها 47142 طالباً في الصفوف الثامن والعاشر و الثاني عشر من 245 مدرسة عبر أريزونا عام 2018 م، حيث سئل الطلاب عما إذا كانوا قد استخدموا الماريجوانا أو مشتقاتها في أي وقت، كما سُئلوا عن تعاطي المخدرات، وتعاطي المواد المشابهة، وما إذا كانوا يعتقدون أن الحشيش آمن.

تم تصميم بعض الأسئلة في الاستبيان لكشف ما إذا كان المراهقون متمردين، أو يشاركون في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو ذوي تحصيل أكاديمي ضعيف.

ووجد الباحثون أن 33 %  من المراهقين جربوا شكلا من أشكال الماريجوانا، وأن 24 % استخدموا أشكالا مركزة منها حسب قولهم، وقد ارتفعت احتمالية استخدام الطلبة للماريجوانا مع تقدم العمر، فـ 20 % من طلاب الصف الثامن قالوا إنهم استخدموا هذه الحشيشة، مقارنة بـ 35 % من طلاب الصف العاشر و 46 % من طلاب الصف الثاني عشر.

وبالمثل، قال 15 % من طلاب الصف الثامن و 25 % من طلاب الصف العاشر و 33 % من طلاب الصف الثاني عشر أنهم استخدموا مركزات الماريجوانا، و قد كان لدى مستخدمي مشتقات الماريجوانا المركزة معدلات أعلى لتجربة العقاقير الأخرى.

ماير تهتم أكثر بمستقبل الشباب الذين يستخدمون هذه الأشكال المركزة من الماريجوانا.

وقالت إن الدراسات التي أجريت على البالغين أظهرت أن التركيز قد يزيد من خطر الإدمان و التفكير ومشاكل الذاكرة والذهان .

و تأتي هذه الدراسة الجديدة في وقت نما فيه استخدام السجائر الإلكترونية والمبخرات الأخرى في سن المراهقة بشكل هائل، كما لاحظت الدكتورة شيريل ريان، أستاذة في قسم طب الأطفال و رئيسة قسم طب المراهقين في ولاية بنسلفانيا.

كتب ريان في مقال افتتاحي نُشر إلى جانب الدراسة الجديدة: “بين عامي 2011م و 2018م، ارتفعت معدلات استخدام لسجائر الإلكترونية ، من قبل طلاب المدارس الثانوية بنسبة 1.5 % إلى 20.8 % “.

وأضاف، أن تلك المبخرات والسجائر الإلكترونية هي التي تسمح للشباب وغيرهم باستخدام مشتقات الماريجوانا شديدة التركيز.

قال ريان فاندري، أحد الزملاء أستاذ في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة جونز هوبكنز ، “في حين أن البعض قد يستنتج أن النتائج الجديدة تعني أن تعاطي الماريجوانا يؤدي إلى ادمان و تناول العقاقير الأخرى، فمن المرجح أن تعاطي الماريجوانا  مجرد علامة بالنسبة للشباب الذين هم أكثر عرضة للانجذاب إلى المخدرات وغيرها من المخاطر”.

وقال فاندري: “قد يكون استخدام المشتقات المركزة مؤشراً على تعاطي الماريجوانا بشكل مكثف وميله لمحاولة تناول عقاقير أكثر خطورة”.

وقالت الدكتورة أبيجيل شليزنجر، رئيسة قسم العلوم السلوكية في مستشفى بيتسبرغ للأطفال في مدينة بيتسبرغ ، إن النتائج تبعث على القلق الشديد.

وأضافت: ” يحتاج الآباء إلى معرفة المخاطر، فهذا ليس حشيشاً كحشيش أجدادك، إنه أكثر تركيزاً، وهناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأنه في سنوات المراهقة، يتسبب لي تغير نمو الدماغ “.

وقالت “يجب أن يكون الآباء واضحين و صريحين بعدم دعمهم لتعاطي الماريجوانا؛ لأنه إذا لم نعط رسالة واضحة لأبنائنا، فيمكن للمراهقين اعتبارها عبارة ضمنية بأنه شيء عادي ولا بأس بالقيام به، وهذا لا يعني أنك تقول إنهم يجب  طردهم من البيت إذا جربوا شيئاً ما كذلك، لكن علينا أن نقول لهم إنهم إذا فعلوا هذه الأشياء، فقد لا يصلون إلى أقصى إمكاناتهم وقدراتهم العقلية و الإبداعية”.