أخبار

دبلوماسي إيراني: خطوات عودة حماس إلى القيادة السورية بدأت فعلياً

5 آب 2019 18:03

كشف الدبلوماسي الإيراني ومدير مرکز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير الموسوي النقاب عن "أنَّ الخطوات الأولى لعودة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى دمشق بدأت فعلياً"، مشدداً على أنَّ ترتيب

كشف الدبلوماسي الإيراني ومدير مرکز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير الموسوي النقاب عن "أنَّ الخطوات الأولى لعودة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى دمشق بدأت فعلياً"، مشدداً على أنَّ ترتيبات العلاقة بين حماس والقيادة السورية تجري بتفهم كبير من قيادات حركة "حماس" والقيادة السورية.

وأوضح الدبلوماسي الإيراني في تصريحات خاصة لموقع "النهضة نيوز" أن جهود عودة حماس إلى دمشق تبذل من قبل الجمهورية الإيرانية ومسؤولين في الدولة السورية، وقيادات من حركة حماس، وقيادات من حزب الله اللبناني، مشيراً إلى أنَّ الخطوات الأولى بدأت، مستدركاً:"لكن تبقى بعض التفاصيل والظروف المحيطة".

وقال الموسوي: "القيادتان في حماس وسوريا متفهمتان لطبيعة المرحلة، والترتيبات جارية لعودة العلاقة، ونتمنى أنْ تصل إلى اعلى المستويات"، مستدركاً قوله: "في النتيجة تحصل تصرفات أو أخطاء بصورة عمدية أو غير عمدية، لكن ما يدفع الطرفين للعودة إلى علاقات جيدة هي مصلحة محور المقاومة، ومصلحة الشعب الفلسطيني، ومصلحة الشعب السوري، وقوة وتماسك المحور، والأخطار الكبيرة التي تحدق بالمحور المستهدف من قبل الجميع".

وتابع: العلاقة تقوم على أرضية وروابط مشتركة أولها مصلحة القضية الفلسطينية، وثانيها أنَّ الاستهداف الحالي لمحور المقاومة لا يستثني أحد لا حماس، ولا سوريا، ولا إيران، ولا حزب الله" موضحاً أن الخطر الذي يحدق بالقضية الفلسطينية والمحور يمكن ان يوحِد الظروف، ويزيل الآلام، ويوحد المواقف والتوجهات.

وذكر الموسوي "أن زيارة وفد حركة حماس إلى طهران تأتي في سياق إعادة ترتيب الأوراق، وجعل القضية الفلسطينية محور أساسي في دعم الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة والشتات وتنسيق المواقف، خاصة وأن حركة حماس لها وزنها ومكانتها، لذلك كان من الضروري إعادة تقوية محور المقاومة وترتيب أوراقه".

ويعتقد الموسوي ان زيارة حركة حماس ناجحة خاصة وأن الوفد نقل ثلاث نقاط استراتيجية وكبيرة من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية "إيران" علي خامنئي أكد فيها استعداد حماس لأي مواجهة مع الكيان الصهيوني حال اندلعت حرب بين إيران والكيان والولايات المتحدة.

وكان د. محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ووزير الخارجية الفلسطيني السابق كشف النقاب عن جهود بُذلت بالسابق وتبذل حالياً لعودة العلاقات بين حركة "حماس" والقيادة السورية، مشدداً على "أنه لابد من ترتيب العلاقات مع كل من وقف ويقف مع فلسطين ويعادي الاحتلال الإسرائيلي".

 

وأوضح القيادي الزهار في تصريحات لـ"موقع النهضة نيوز" "أنَّ من مصلحة المقاومة أن تكون هناك علاقات جيدة مع جميع الدول التي تعادي "إسرائيل" ولديها موقف واضح وصريح من الاحتلال مثل الجمهورية السورية والجمهورية اللبنانية والجمهورية الإيرانية الإسلامية.

وقال الزهار: أعتقد أن هناك جهود تبذل لإعادة العلاقة بين حماس وسوريا، لكن هناك أناس مجروحة -قاصداً سوريا عطفاً على سؤال الصحفي- من الموقف وما آلت إليه العلاقة.

وأضاف: الرئيس السوري بشار الأسد وقبل الأزمة فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى أن لا نتركه وأنْ لا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة.

ولم تعلق الحكومة السورية على الأنباء التي تحدث فيها الزهار عن جهود العودة إلى سوريا، بينما درجت العادة ان تعلق سوريا سلباً على الأنباء المتعلقة بإمكانية عودة حماس، وكانت كثيراً ما تصف حماس بـ"الاخوانجية" الذين تنكروا لسوريا وللمقاومة، كما ورد على لسان مصدر سوري مسؤول في تعقيب نشر في وكالة سانا السورية.

غير أنَّ رئيس مكتب العلاقات الدولية لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أكد أن علاقات الحركة مع سوريا مقطوعة حاليا، وأنها بأحسن صورها مع إيران.

وقال أبو مرزوق لوكالة "سبوتنيك": "لا يوجد أي تطورات في العلاقة مع سوريا، هناك أحاديث كثيرة في الإعلام، سواء كانت من قبل متحدثين حتى من داخل الحركة أو داخل النظام السوري أو من المحيطين بهما أو من المتابعين، لكن لا زالت الأمور على ما هي عليه، لا يوجد تواجد للحركة في سوريا كما لا توجد علاقات مع سوريا حتى الآن"​​​.

يُشار إلى أنّ العلاقات بين الدولة السوريّة وبين حركة حماس مرّت في أزمةٍ بعد اندلاع الأزمة في بلاد الشام، وقيام قادة حركة حماس، الذين كانوا يُقيمون في دمشق بمُغادرة الأراضي السوريّة والانتقال إلى دولٍ أخرى، وفي مٌقدّمتها دولة قطر في الخليج العربيّ، الأمر الذي أغضب القيادة السورية، لاسيما كانت سوريا الدولة العربيّة الوحيدة، التي وافقت على استقبال قيادة الحركة في العام 1999 بعد طردها من المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

وأغلقت الحركة في أواخر عام 2011، بعد أشهر على اندلاع الأزمة السورية، مكتبها الرئيسي في العاصمة السورية دمشق، وغادر البلاد معظم رموز الحركة باستثناء رئيسها خالد مشعل، لكنه غادرها بعد فترة.

وسبق الإجراء توتر في العلاقة بين الحكومة السورية وحركة حماس، إذ اتهمت دمشق الحركة بدعم المعارضة ورفع علمها في قطاع غزة في عدة مناسبات.

وبقي الأمر على حاله حتى يونيو عام 2018، عندما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن "الحركة لم تقطع العلاقة مع دمشق"، واصفا ما يجري في سوريا بأنه تجاوز "الفتنة" إلى تصفية حسابات دولية وإقليمية.

وقال في تصريح صحفي إن "شعب سوريا وحكومتها وقفا دوما إلى جانب الحق الفلسطيني، وكل ما أردناه أن ننأى بأنفسنا عن الإشكالات الداخلية، التي تجري في سوريا، ونأمل أن يعود الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وأن تعود سوريا إلى دورها الإقليمي القومي".