أكد عدد من الباحثين الصينيين ، أن النوم لأكثر من تسع ساعاتٍ في الليلة أو أخذ غفوةٍ طويلةٍ في منتصف النهار ، يمكن أن يزيد بشكلٍ كبير من خطر إصابة الشخص بالسكتة الدماغية التي قد تودي في حياته .
وتناولت الدراسة التي نشرت في مجلة طب الأعصاب، العلاقة بين أنماط النوم و حدوث السكتات الدماغية، فعلى مدار ست سنواتٍ من المتابعة المباشرة و النشطة، أبلغت مجموعة الباحثين عن 1500 حالة إصابةٍ بالسكتة الدماغية الحادة .
وحددت الدراسة وجود علاقة ملفتة للنظر تربط فترة النوم الطويلة مع زيادة معدلات السكتة الدماغية، حيث وجدت أن الأشخاص الذين كانوا يبلغون عن حصولهم على غفوةٍ منتظمة في منتصف النهار، و التي كانت تدوم لأكثر من 90 دقيقة، كانوا أكثر عرضةً بنسبة 25 % للإصابة بسكتة دماغية ، مقارنةً بأولئك الذين أكدوا حصولهم على غفوةٍ يومية لم تدم سوى لـ 60 دقيقةٍ أو أقل .
كما و يرتبط النوم لأكثر من تسع ساعاتٍ كل ليلة بزيادةٍ بنسبة 23 % في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية . فهذه الزيادة غير بسيطة في نسبة حدوث السكتة الدماغية، لم تظهر في أولئك الذين ينامون أقل من تسع ساعات في الليلة، و هذا دليلٌ مهم.
اللافت في الدراسة هو أنه حتى أولئك الذين أكدوا حصولهم على عدد ساعات نوم أقل من سبعة، لم تظهر لديهم نسبةٌ أعلى لخطر الاصابة بالسكتة الدماغية ، بل كانت أقل بشكلٍ ملحوظ .
الباحث شيومين زانج، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة من جامعة هاوزونج للعلوم والتكنولوجيا في ووهان بالصين، أكد أنه في حين أن الإفراط في النوم قد يؤدي افتراضياً إلى نتائج فسيولوجيةٍ سلبية، فمن المنطقي بنفس القدر اعتبار أنماط النوم الطويلة هذه من العادات غير الصحية الأخرى المرتبطة بسلوكيات نمط الحياة، التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بالسكتة الدماغية .
ويضيف:" هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البحث لفهم كيفية ارتباط القيلولة الطويلة و النوم لساعات أطول في الليل، بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ، كما أن الدراسات السابقة أظهرت أن الأشخاص الذين ينامون طويلاً لديهم تغيراتٍ غير مواتية في مستويات الكوليسترول و زيادةً في محيط الخصر ، و كلاهما عواملٌ تزيد من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية، بالإضافة إلى ذلك ، قد يشير أخذ قيلولة طويلة و النوم مطولاً إلى نمط حياةٍ غير نشطٍ بشكلٍ عام، و الذي يرتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ".