أخبار لبنان

من هو حسان دياب رئيس وزراء لبنان الجديد؟

20 كانون الأول 2019 10:34

فجأة ظهر حسان دياب إلى الأضواء، دون سابق ذكرٍ في مضمار التسميات وحرق الأسماء الذي استمر قرابة 50 يوماً، كُلف الأكاديمي اللبناني والوزير السابق رئيساً جديداً لوزراء لبنان، يصف "دياب" نفسه بالسياسي التك

فجأة ظهر حسان دياب إلى الأضواء، دون سابق ذكرٍ في مضمار التسميات وحرق الأسماء الذي استمر قرابة 50 يوماً، كُلف الأكاديمي اللبناني والوزير السابق رئيساً جديداً لوزراء لبنان، يصف "دياب" نفسه بالسياسي التكنوقراطي، وتزعم "الولايات المتحدة الأمريكية" أنه تم تقديمه ودعمه لرئاسة الحكومة اللبنانية بتأييدٍ من حزب الله وحلفائه.

 بروفيسور الهندسة في الجامعة الأمريكية ببيروت، الذي يبلغ من العمر 60 عاماً، حل مكان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بعد قرابة شهرين من الجدل السياسي المكثف والاضطرابات التي ضربت لبنان وسط موجةٍ من الاعتصامات الغاضبة التي طالبت بالإطاحة بالحكومة.

لكن على الرغم من طائفته السنية،  إلا أنه لم يفز بدعم الأحزاب من مجتمعه السني، مما يشير إلى انقساماتٍ من شأنها تعقيد التحدي المتمثل في تشكيل الحكومة وقد تؤدي إلى تأجيج التوترات الطائفية في الشوارع اللبنانية.

وسيتولى دياب منصبه وسط احتجاجاتٍ مناهضة للحكومة على مستوى البلاد تطالب بحكومة تكنوقراطية، وسط أسوأ أزمةٍ اقتصادية منذ الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975 و 1990.

وسيتعين عليه التعامل مع حركة الاحتجاج المستمرة منذ شهرين وتطالب بحكومةٍ من التكنوقراطيين، مما يعني وجود تحدياتٍ خطيرة، وإلى الآن لم يظهر ولا يمكن أن نتنبأ كيف سيكون رد فعل المتظاهرين على دياب، الذي يتمتع بمكانةٍ عامةٍ بسيطة كونه شخصيةً غير مشهورة على المستوى السياسي، على الرغم من تجمع المئات وسط بيروت مساء الخميس للتنديد بتعيينه منذ اللحظة الأولى .

عند هذه النقطة، كان لدى معظم الأطراف السياسية الرئيسية المشاركة في الاحتجاجات هتافاتٌ احتجاجية خاصة بهم، وليس دياب استثناءً، ففي غضون ساعاتٍ من تعيينه، تمت مشاركة مقاطع فيديو من المتظاهرين وهم يغنون نسخة من أغنية شعبية تقول: "هيلا هو، هيلا هو، هيلا، هيلا، هو، وضعوا حسان دياب في مكانه، و سنجعله يسقط ".

ودياب أبٌ لثلاثة أطفال، وهو مستقل سياسياً، وقد ابتعد عن الأضواء منذ أن ترك منصبه كوزير ٍللتعليم في عام 2014، وهو أكاديميٌ مهني حاصل على درجة الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر من جامعة باث في المملكة المتحدة، ويعمل حالياً أستاذاً للهندسة الكهربائية وهندسة الحواسيب في الجامعة الأمريكية في بيروت.

كما وشغل دياب العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية في الجامعة، بما في ذلك منصب نائب الرئيس، وذلك منذ انضمامه إليها كأستاذٍ مساعد منذ أن كان عمره 26 عاماً. وهو مدافعٌ عن الإصلاح التربوي في لبنان، ومؤلفٌ للكتب وسبق أن كتب في العديد من الصحف حول هذا الموضوع .

 وكتب دياب عبر موقع الرسمي على الانترنت: " أنا متأكدٌ من أن الحل لمعظم تحدياتنا الاقتصادية والبطالة والمشاكل الاجتماعية و المالية وحتى السياسية يكمن في تحسين التعليم بجميع أشكاله " .

و قد جاءت تجربته السابقة القصيرة في السياسة في وقت استقطابٍ سياسي في لبنان. حيث تولى منصب وزير التعليم بين عامي 2011 و 2014 في حكومة تشكلت بعد اسقاط حكومة السيد الحريري من قبل حزب الله وحلفائه السياسيين، مما يجعل المراقبين يقولون أن التاريخ يعيد نفسه من جديد في الوقت الراهن .

والجدير بالذكر أن دياب ليس عضواً مؤسساً أو مؤثراً أو مؤيداً لأي حزب سياسي في لبنان، وقد وصف نفسه على موقعه على الإنترنت بأنه " أحد الوزراء التكنوقراطيين النادرين منذ استقلال لبنان في الأربعينيات ".

بتاريخ 20 تشرين الأول، بعد ثلاثة أيامٍ من بدء مظاهراتٍ غير مسبوقة على مستوى البلاد ، وصف دياب الاحتجاجات بأنها مشهدٌ تاريخيٌ و مذهل، وكتب على تويتر: " لقد توحد الشعب اللبناني للدفاع عن حقه في حياةٍ حرة و كريمة " .