علوم

هل يمكن لحرائق الغابات اعادت تشكيل الحياة على الأرض كما حصل من قبل؟

8 كانون الثاني 2020 20:23

إن حرائق الغابات المأساوية التي اندلعت في معظم أنحاء أستراليا خلال الأشهر السابقة لم تؤدي إلى خسائرٍ بشرية واقتصادية هائلة فحسب، ولكنها تسببت خسائر شديدة للتنوع البيولوجي ووظيفة النظام الإيكولوجي البيئي أيضاً.

إن حرائق الغابات المأساوية التي اندلعت في معظم أنحاء أستراليا خلال الأشهر السابقة لم تؤدي إلى خسائرٍ بشرية واقتصادية هائلة فحسب، ولكنها تسببت خسائر شديدة للتنوع البيولوجي ووظيفة النظام الإيكولوجي البيئي أيضاً.

ويحذر العلماء من الانقراض الكارثي للحيوانات والنباتات في الوقت الراهن مع تصاعد موسم الحرائق الحالي.

ونادراً ما يواجه البشر خطر مثل هذه الحرائق الكارثية، لكننا نعرف أن حرائق الغابات أدت إلى انقراضٍ جماعي للعديد من الحيوانات والنباتات وأعادت تشكيل الحياة على الأرض مرةً واحدةً على الأقل من قبل، عندما اشتعلت الحرائق العملاقة بفعل اصطدام الكويكب الذي أدى إلى زوال الديناصورات.

وتعد أستراليا واحدةٌ من 17 دولةٍ فقط ذات التنوع بيولوجي كبير. حيث يتركز الكثير من الأنواع في المناطق التي تحرقها حرائق الغابات الحالية.

وفي حين أن بعض الثدييات والطيور تواجه خطراً كبيراً بالانقراض، فإن الأمور ستكون أسوأ بكثير بالنسبة لللافقاريات الصغيرة الأقل قدرةً على التنقل، والتي تشكل الجزء الأكبر من التنوع البيولوجي للحيوانات.

على سبيل المثال، تأثرت غابات غوندوانا المطيرة في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند بشدة بفعل الحرائق الحالية في أستراليا.

وهذه الغابات المدرجة في قائمة التراث العالمي هي موطنٌ لمجموعةٍ متنوعة وغنية من الحشرات ومجموعةٍ كبيرة من القواقع الأرضية، وبعضها يتمركز في بقعٍ صغيرة من تلك الغابات وبعضها لا يوجد له موطنٌ آخر على سطح الكوكب غير أستراليا.

وقد وصفت حرائق الغابات في أستراليا بأنها حرائق غير مسبوقة وخارجة عن السيطرة، ويمكن أن تسبب بموجة انقراضٍ قاتلة تؤثر على النظام الإيكولوجي و التنوع البيولوجي في القارة على المدى البعيد، حيث أن الصورة الكاملة للكارثة و آثارها لم تتضح حتى اللحظة مع استمرار موسم الحرائق .

وكانت هناك حرائقٌ أكبر في الماضي السحيق لكوكبنا حسبما نرى من السجل الأحفوري للأرض. وهذا يوفر أدلةً قويةً ومقلقة حول كيف أدت الحرائق القديمة إلى انقراضٍ واسع النطاق أعاد تشكيل الحياة على الأرض بالكامل.

ويشهد السجل الأحفوري للحيوانات التي تسكن الأرض حالياً، وخاصةً الزواحف والطيور والثدييات، على الكفاءة الشديدة لما أطلق عليه عاصفة انقراض الديناصورات. حيث أن طبيعة الضحايا والناجين تعتبر وثيقة الصلة بالأحداث الجارية.

فقد عاشت الحيوانات البرية التي نجت من الانقراض بسبب قدرتها الفريدة في النجاة من الحرارة المرتفعة ونيران الحرائق، مثل العيش جزئيًا في الماء، أو التمكن من الإختباء في الجحور أو الاختباء في الشقوق الصخرية العميقة، أو القدرة على الهروب بسرعةٍ عن طريق الطيران و البقاء في المناطق المرتفعة بعيداً عن الحرائق.

وتعد حرائق الغابات الكارثية الأخيرة مجرد حرائقٍ إقليمية وليست عالمية، فقد حصلت في أستراليا، الأمازون، كندا، كاليفورنيا، سيبيريا، وتحرق غطاءاً أرضياً أقل من السيناريو السيئ الذي حصل في عصر الديناصورات.

ومع ذلك فإن آثار انقراضها على المدى الطويل قد تكون شديدة أيضاً، لأن كوكبنا قد فقد بالفعل نصف الغطاء الحرجي بسبب تصرفات البشر. كما تضر هذه الحرائق بملاجئ التنوع البيولوجي المنكمشة التي يتهددها في الوقت نفسه التلوث البشري المنشأ وانبعاثات الغازات السامة وتغير المناخ.

كما وتوفر الكارثة القديمة دليلاً قديماً حفر عميقاً آثاره عبر الأحافير التي يكتشفها العلماء بشكلٍ مستمر، على أن الحرائق الكارثية يمكن أن تسهم في الانقراض الشديد، حتى بين الفقاريات الكبيرة ذات التوزيعات الكبيرة والقدرة العالية على التنقل.

كما يُظهر أن أنواعاً معينة من الكائنات ستتحمل العبء الأكبر من التأثير السلبي لهذه الحرائق، ويمكن أن تختفي أنواعٌ كاملة من الأنواع المماثلة، مما يؤثر بشدةٍ على وظيفة النظام الإيكولوجي.

النهضة نيوز