ترامب وبوتين

أخبار

لماذا يدعم بوتين فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020؟

21 شباط 2020 22:34

تفاعلت روسيا وأمريكا، مع الأنباء التي تحدثت عن نوايا روسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة،  بغية دعم "المرشح المفضل للكرملين وهو دونالد ترامب".

تفاعلت روسيا وأمريكا، مع الأنباء التي تحدثت عن نوايا روسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة،  بغية دعم "المرشح المفضل للكرملين وهو دونالد ترامب".

هل تفضل روسيا فعلا فوز ترامب في الرئاسة؟ "سي أن أن" تستعرض الإجابة عن هذا السؤال في التقرير الآتي:

سلمت إدارة ترامب مساعدات عسكرية لأوكرانيا، التي تخوض حربا بالوكالة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في إقليم الدونباس. كما أن واشنطن على خلاف مع موسكو في مجموعة من أزمات السياسة الخارجية، بداية من الصراع في سوريا إلى الاضطرابات السياسية في فنزويلا المجاورة لها.  بالإضافة إلى انسحاب ترامب من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى مع إيران، وهي خطوة أثارت استنكار الكرملين بشكل واسع.

وعلى الرغم من كل شيء، تستمر روسيا في تحمل تكاليف مواجهة واشنطن على نطاق واسع، حيث واصلت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات صارمة على روسيا بسبب  مزاعم تدخلها في الانتخابات الأمريكية الرئاسية لعام 2016، وحول أزمة شبه جزيرة القرم التي كانت تحت السيطرة الأوكرانية  في عام 2014. كما وانضمت الولايات المتحدة مع حلفائها في طرد العشرات من الدبلوماسيين الروس في أعقاب تسمم جاسوس روسي سابق كان يعيش في المملكة المتحدة.

ولكن هذه الإشاعات – تدخل روسيا في الانتخابات - التي نشرتها الاستخبارات الأمريكية تستحق أن نتذكر شيئين مهمين، ففي عام 2016 ، كان على روسيا أن تعترض على احتمال فوز هيلاري كلينتون بالبيت الأبيض، وليس على دونالد ترامب، وهو الأمر الذي كان يثير قلق الكرملين بشكل كبير. وبغض النظر عن مدى توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن، يبدو أن ترامب لا يزال يتمتع بعلاقات دافئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان عداء بوتين تجاه كلينتون مسألة رأي عام. ففي عام 2011 ، ألقى السيد فلاديمير بوتين، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت، اللوم على الولايات المتحدة، ووزيرة الخارجية آنذاك كلينتون بإثارة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أعقبت مزاعم بتزوير واسع النطاق في الانتخابات البرلمانية الروسية.

وأثارت التصريحات الخاصة لكلينتون حول الشأن الداخلي في روسيا غضب الكرملين. وعلى النقيض من ذلك، كان المرشح ترامب معجبا صريحا بالرئيس بوتين، حتى أنه عبر علنا عن أمله في أن يصبح الزعيم الروسي المخضرم أفضل صديق له.

لم يتغير هذا النمط خلال فترة  رئاسة ترامب. فمن ضمن التصريحات الأكثر شهرة لترامب، هو أنه صرح في قمة هلسنكي لعام 2018 أنه يقدر تصريحات بوتين حول التدخل في الانتخابات على تصريحات مسؤولي مخابراته.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين: " لدي ثقة كبيرة في مخابراتي، لكنني سأخبركم أن الرئيس بوتين كان قويا للغاية ومقنعا في إنكاره للأمر اليوم بشكل علني".

في الوقت الحالي، لنترك جانبا جميع تلك الأدلة المهمة على أن الحكومة الروسية سعت إلى التأثير في انتخابات عام 2016 لصالح المرشح ترامب. فالآن وفي سنته الرابعة ، أصبح الرئيس الأمريكي وسياسته معروفين وواضحين بالنسبة لموسكو، ونحن على بعد أشهر من فوز واضح لأحد المرشحين الديمقراطيين لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن الجدير بالملاحظة أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين قد قام خلال فترة رئاسته الحالية على بناء علاقات شخصية حتى مع منافسيه الأيديولوجيين، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على سبيل المثال، بالإضافة إلى علاقاته الشخصية و المقربة للغاية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والعديد من زعماء العالم الآخرين .

كما وصرح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية كريستوفر وراي في العام الماضي، أن حملة التأثير الروسي على انتخابات عام 2016 قد استمرت بلا هوادة إلى حد كبير، وذلك عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي و الإنترنت، وبث الأخبار المزيفة، والدعاية، والتشخيصات الخاطئة، إلخ. في حين أن البعض الآخر، سعلى إلى إثارة الشقاق والخلاف لتقويض  ثقة الأمريكيين بالديمقراطية و الانتخابات. وهذا ليس مجرد تهديد لدورة الانتخابات ، إنما هو تهديد إلى حد كبير لمدة 365 يوما في السنة.

فاستجابة ترامب للتحقيقات والتصريحات الروسية المستمرة، والتي تستهزأ بالاستخبارات وأجهزة إنفاذ القانون الأمريكية، تلعب دورا مهما في صياغة الاستراتيجية الروسية ، و تقوض ثقة الأمريكيين بسيادة القانون وتنمي عدم ثقة المواطنين بالحكومة و سياساتها ، وهذا كله يصب في صالح روسيا.

وكما كان الحال في عام 2016، يمكننا أن نتوقع أن نرى نفس الإنكار النصي من موسكو بشأن التدخل في الانتخابات الأمريكية المقبلة لعام 2020 ، وفي الحقيقة، أنكر المتحدث باسم الكرملين الأمر اليوم عبر تصريح لوسائل الإعلام بالفعل.

النهضة نيوز