حسان دياب

أخبار

نموذج حسان دياب هل يفتح الباب أمام النموذج نفسه في بعبدا..؟

26 شباط 2020 15:47

يفتقد رئيس الحكومة اللبنانية الحالية حسان دياب الذي يعتبر من طينة الرؤساء التكنوقراط أمثال شارل حلو والياس سركيس وسليم الحص وغيرهم، إلى الكاريزما السياسية والشعبية التي قد لا يكون باحثاً عنها بالأساس،

يفتقد رئيس الحكومة اللبنانية الحالية حسان دياب الذي يعتبر من طينة الرؤساء التكنوقراط أمثال شارل حلو والياس سركيس وسليم الحص وغيرهم، إلى الكاريزما السياسية والشعبية التي قد لا يكون باحثاً عنها بالأساس، وأقصى ما يمكن ان يطمح إليه، إذا كان من ضمن حساباته، الترشّح للانتخابات النيابية في حال نجح بإيصال البلد إلى شاطئ الأمان وعندها يكون نائباً لا زعيماً.
دياب الذي لا يشكل أمثاله خطراً على الزعامات والقوى السياسية في لبنان حتى لو نجحوا في مهماتهم الرئاسية كان قرر منذ اللحظة الأولى الفصل بين العملين الحكومي والنيابي، حيث طلب من جميع أعضاء حكومته التعهُّد بعدم الترشّح للانتخابات في حال استمرار حكومته حتى الانتخابات المقبلة أو أشرفت على انتخابات مبكرة.
ويرى شارل جبور في مقاله اليوم في صحيفة الجمهورية أن قرار دياب هذا قد يكون وليد اقتناع أو مجرد صدفة أو متأتياً من خطورة الأزمة المالية، ولكن في مطلق الحالات يجب تحويله قاعدة ونهجاً وصولاً إلى قَوننة الفصل بصدوره قانوناً عن مجلس النواب يفصل النيابة عن الوزارة، إذ كيف يمكن لوزير ان يكون منتجاً ويخصّص ساعات النهار والليل للعمل في وزارته وحكومته إذا كان عليه متابعة شؤون منطقته وتحويل الوزارة مركزاً خدماتياً لنيابته؟
ويشير جبور إلى أن الفوضى في لبنان وهي أحد وجوه الأزمة التي تعصف به، يجب أن تشكل مدخلاً إلى نهج جديد وتغيير أعراف عدة، ومَأسسة العمل العام في كل قطاعاته ومجالاته واتّباع قواعد الفصل الصارم والتام والنهائي بين المؤسسات الدستورية، وكل ما هو بخلاف ذلك يشكّل انتقاصاً من العمل النيابي والوزاري، والأهم يحرم اللبنانيين من الإصلاح الجدي والعمل الفعّال والمنتج.
ويلفت جبور إلى أن التحدي الأكبر أمام دياب يكمن في قدرته على الاستمرار في هذا النهج وإعلاء نموذج جديد يرتكز على النأي بالنفس عن الخلافات السياسية الوجودية التي لن تنتهي، فيكون بذلك قد أسّس لنمط جديد وهو فصل العمل الحكومي ليس عن النيابي فقط، بل عن السياسي والخلافات السياسية، فتكون بذلك مهمة حكومة التكنوقراط الحالية او حكومات التكنوقراط اللاحقة إدارة شؤون المواطنين والبلد وليس نقل المتاريس السياسية إلى داخلها متسائلا هل سفتح هذا النموذج في تكليف رؤساء الحكومات الباب أمام النموذج نفسه في رئاسة الجمهورية؟

النهضة نيوز - بيروت