الصين- كورونا

علوم

أشهر أطباء أستراليا يشرحون: هذا ما يفعله فيروس كورونا برئتي المصابين بالفيروس

21 آذار 2020 19:30

بدأ تفشي فيروس كورونا التاجي الجديد الذي تحول مؤخرا إلى وباء عالمي ، في أواخر عام 2019 يصيب بشكل مباشر الالتهاب الرئوي لأسباب غير معروفة، ليكتشف فيما بعد أن فيروسا جديدا هو المسؤول عن هذه الالتهابات ا

بدأ تفشي فيروس كورونا التاجي الجديد الذي تحول مؤخرا إلى وباء عالمي ، في أواخر عام 2019 يصيب بشكل مباشر الالتهاب الرئوي لأسباب غير معروفة، ليكتشف فيما بعد أن فيروسا جديدا هو المسؤول عن هذه الالتهابات الرئوية المزمنة، و الذي صنفه العلماء بأنه شبيه بفيروس السارس الذي يسبب متلازمة الجهاز التنفسي الحادة Sars-CoV-2. ثم تم تصنيفه وتسميته بفيروس كورونا الجديد Covid-19 .

و بعد تزايد عدد الإصابات والضحايا، قامت منظمة الصحة العالمية بوصفه بالوباء العالمي ، و أكدت على أن غالبية الناس الذين أصيبوا بالفيروس كانوا يعانون من أعراض خفيفة تشبه البرد العادي، في حين أن الأخطر كان هو وجود بعض الحالات المصابة التي لم تظهر عليها أي أعراض و ساهمت في نشر العدوى الفيروسية .

 وقالت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 80 ٪ من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا Covid-19 استطاعوا التعافي دون الحاجة إلى أي علاج متخصص، إذ يصاب شخص واحد فقط من بين كل ستة أشخاص بأعراض خطيرة و يعاني من صعوبة في التنفس، و هو ما يسترعي الرعاية الطبية المتخصصة .

إذن كيف يمكن أن تتطور الاصابة بفيروس كورونا Covid-19 إلى مرض أكثر خطورة و يتسبب بالالتهاب الرئوي الحاد، و ماذا الذي يفعله برئتي الشخص المصاب بالضبط و كيف يؤثر على بقية جسمنا ؟

  • كيف يؤثر الفيروس على الناس ؟

تحدثت صحيفة الجارديان الأسترالية مع البروفيسور جون ويلسون ، وهو رئيس الكلية الملكية الأسترالية للأطباء و متخصص أمراض الجهاز التنفسي . و قال أن جميع العواقب الوخيمة تقريبا للإصابة بفيروس كورونا Covid-19 تتميز بمعاناة الشخص من الالتهاب الرئوي الحاد ، و أنه يمكن تصنيف الأشخاص المصابين بالفيروس التاجي الجديد إلى أربعة فئات واسعة .

و هم : " الأشخاص غير المعرضين للخطر و يبقون بالمنزل و الحجر الصحي الذاتي  ، الأشخاص المصابين بالفيروس ولا تظهر عليهم أي أعراض، الأشخاص الذين يصابون بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، و الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة " .

 يضيف الدكتور ويلسون: " إن هذه التصنيفات توضح أن الشخص الذي يعاني من الحمى و السعال قد تظهر عليه أعراضا أخف مثل الصداع أو الالتهاب الحاد، في حين أن الآخرين قد يظهر عليهم التهابا حاداً، و لكن لا يزال الأشخاص الذين يعانون من أعراض طفيفة قادرين على نقل الفيروس على الرغم من عدم معرفتهم بالإصابة به في الأساس ".

وبحسب الخبراء، فإن أكبر مجموعة من أولئك الذين سيكونون معرضين للإصابة بالفيروس التاجي الجديد Covid-19 و الأكثر عرضة للبقاء في المستشفيات و تلقي الرعاية الصحية اللازمة هم أولئك الذين تظهر عليهم أعراض حادة و شبيه بالأنفلونزا الموسمية التي تمنعهم من العمل .

يقول الدكتور ويلسون : " في ووهان بالصين ، توصلت إلى أنه من بين أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس و طلبوا المساعدة الطبية ، كان ما يقرب من 6 ٪ يعانون من مرض شديد متعلق بالالتهاب الرئوي الحاد " .

و الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد سبق أن قالت أن كبار السن و الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب و الرئة أو مرض السكري ، هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجي الجديد .

 

 

 

  • كيف يتطور الالتهاب الرئوي عند الإصابة بالفيروس ؟

يقول الدكتور ويلسون : " عندما يصاب الشخص بفيروس Covid-19 ، فهو يظهر أعراضا تشمل السعال و الحمى، والتي تنتج عن العدوى التي وصلت إلى شجرة الجهاز التنفسي التي تتمثل في الممرات الهوائية التي توصل الهواء بين الرئتين و خارجهما ".

و يضيف: " يصيب الفيروس بطانة الجهاز التنفسي ببعض الجروح الغائرة مما يسبب الالتهاب الحاد، و هذا بدوره يزعج الأعصاب الموجودة في بطانة مجرى الهواء الحساسة ، و التي قد تتسبب بقعة من الغبار فيها بتحفيز جسمك لإظهار أعراض السعال الحاد، و لكن إذا تفاقم هذا الأمر، فإنه يتجاوز مجرد بطانة مجرى الهواء و يذهب إلى وحدات تبادل الغازات الموجودة في نهاية الممرات و القنوات الهوائية، و التي اذا أصيبت بالعدوى فهي تقوم بإفراز مواد التهابية في الأكياس الهوائية الموجودة في قاع الرئتين " .

يكمل الدكتور ويلسون قائلا أنه إذا أصبحت الأكياس الهوائية ملتهبة ، فإن ذلك يتسبب في تدفق المواد الالتهابية التي تكون عبارة عن السوائل و الخلايا الالتهابية إلى الرئتين ، حيث ينتهي الأمر بالالتهاب الرئوي . فالرئتين اللتين تمتلئان بمواد التهابية تصبحان غير قادرتين على إيصال أو توفير كمية كافية من الأكسجين في مجرى الدم، مما يقلل من قدرة الجسم على امتصاص الأكسجين و التخلص من ثاني أكسيد الكربون ، و هو أمر قاتل للإنسان .

و يقول الدكتور ويلسون : " باختصار شديد ، هذا هو السبب المعتاد للوفاة لدى المصابين بالالتهاب الرئوي الحاد ".

  • كيف يمكن علاج الالتهاب الرئوي؟

أجابت الأستاذة كريستين جينكينز، وهي رئيسة مؤسسة الرئة الأسترالية و طبيبة الجهاز التنفسي الرائدة ، صحيفة الجارديان الأسترالية عن هذا السؤال بالقول : " للأسف ، ليس لدينا حتى الآن أي شيء يمكن أن يمنع الأشخاص من الإصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن الاصابة بفيروس كورونا Covid-19 . حيث يختبر الأشخاص بالفعل جميع أنواع الأدوية ، و إننا نأمل حقا أن نكتشف أن هناك مجموعات مختلفة من الأدوية الفيروسية و المضادة للفيروسات التي يمكن أن تكون فعالة، و لكن في الوقت الحالي ، لا يوجد أي علاج قائم بخلاف العلاج الداعم ، و هو ما نستطيع تقديمه للأشخاص المصابين المتواجدين  في العناية المركزة.

 وهذه هي الاجراءات التي ننفذها في الوقت الراهن و نحاول توفير مستويات عالية من الأكسجين الاصطناعي حتى تتمكن رئة المريض من العمل بطريقة طبيعية مرة أخرى أثناء تعافيها " .

كما  يقول الدكتور ويلسون أن المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي معرضون أيضا لخطر الإصابة بالعدوى الثانوية ، لذلك سيتم علاجهم أيضا بالأدوية المضادة للفيروسات و المضادات الحيوية، و فيما يتعلق بالوباء الحالي  ، قال : " في بعض المواقف كانت تلك الإجراءات غير كافية ، حيث قضى الالتهاب الرئوي على المرضى بلا هوادة و قتلهم في وقت قياسي ".

  • هل يختلف الالتهاب الرئوي الذي يسببه فيروس Covid-19 عن غيره ؟

تقول الدكتورة جينكينز أن الالتهاب الرئوي الذي يسببه فيروس كورونا الجديد Covid-19 يختلف عن الحالات الأكثر شيوعا التي يتم إدخال الأشخاص فيها إلى  المستشفيات، و أضافت : " إن معظم أنواع الالتهاب الرئوي التي نعرفها و التي نشخصها لدى الأشخاص في المستشفى تكون في الغالب عدوى بكتيرية وتستجيب للمضادات الحيوية ".

يتابع الدكتور ويلسون قائلاً: "أن هناك أدلة على أن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد Covid-19 قد يكون شديدا بشكل خاص و يختلف عن غيره اختلافا كاملا"

وأضاف أن حالات الالتهاب الرئوي التي يسببها الفيروس التاجي تميل إلى التأثيرعلى الرئتين بالكامل ، بدلا مما تفعله العدوى البكتيرية التي تصيب أجزاء صغيرة فقط منها .

يشرح الدكتور ويلسون: " بمجرد أن تصاب الرئة بالعدوى الفيروسية الناجمة عن فيروس كورونا، و خاصة إذا ما وصلت إلى الأكياس الهوائية، فإن استجابة الجسم الأولى ستهدف إلى محاولة تدمير الفيروس و الحد من تكاثره؛ لكن المشكلة هي أن هذه الاستجابة الأولية يمكن أن تضعف بعض الناس ، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب و الرئتين ، و المصابين بأمراض السكري من النوع الأول و الثاني و كبار السن أيضا.

بدورها تقول الدكتورة جينكينز : " بشكل عام، إن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي بشكل أكبر من غيرهم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة مثل أمراض السكري أو السرطان أو أمراض الرئتين أو القلب أو الكلى أو الكبد و المدخنين و السكان الأصليين الأستراليين الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 12 شهرا و ما دون ".

و أضافت : " إن العمر هو المؤشر الرئيسي لخطر الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي الحاد الذي يسببه فيروس كورونا، إذ يعتبر الالتهاب الرئوي خطيرا للغاية بالنسبة لكبار السن ، فقد كان في الواقع أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عند كبار السن المصابين بالفيروس، كما أنه لمن المهم أن نتذكر أنه بغض النظر عن مدى صحة الشخص و نشاطه ، فإن خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد يزداد مع تقدم العمر بطبيعة الحال، و ذلك لأن نظام المناعة الخاص بنا يضعف بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر ، مما يجعل من الصعب على أجسامنا محاربة و مقاومة الالتهابات و الأمراض الرئوية ".

النهضة نيوز - بيروت