طالبات مدرسة أفغانية

منوعات

طالبات في أفغانستان يحاولن صناعة أجهزة التنفس من قطع السيارات

19 نيسان 2020 17:30

تقضي خمس طالبات أفغانيات أيامهن في مهمة منقذة للحياة لبناء أجهزة تنفس اصطناعي من قطع غيار السيارات بينما تكافح الدولة المنكوبة بالحرب تفشي الفيروس التاجي

تقضي خمس طالبات أفغانيات أيامهن في مهمة منقذة للحياة لبناء أجهزة تنفس اصطناعي من قطع غيار السيارات بينما تكافح الدولة المنكوبة بالحرب تفشي الفيروس التاجي.

وفي كل صباح تقريباً، تجتمع سمية فاروقي البالغة من العمر 17 سنة وأربعة من زميلاتها في فريق الروبوتات للفتيات الحائز على جوائز عديدة في أفغانستان عند منزلها، ويأخذن سيارة والدها ويتوجهن لورشة ميكانيكية للعمل على مشروعهن.

وقالت الطالبة الأفغانية سمية فاروقي، أن الشعب يجب أن يساعد حكومة البلاد في مكافحة الأزمة الصحية التي تسببت بها تفشي جائحة الفيروس التاجي العالمية بأنفسهم، بدلاً من انتظار المساعدة الخارجية أو الاعتماد عليها.

والجدير بالذكر أنهن يستخدمن بعض الطرق الخلفية لتجنب نقاط التفتيش التي أقامتها الشرطة الأفغانية لفرض حظر التجول على مقاطعة هيرات، والتي تعتبر واحدة من نقاط التفشي الساخنة في أفغانستان.

تقول سمية فاروقي: "إذا ما نجحنا في إنقاذ حياة واحدة على الأقل باستخدام أجهزتنا، فسنشعر بالفخر الشديد بالتأكيد".

وقالت سمية في مقابلة هاتفية: "إننا لا نخاف من أحد، نحن الجيل الجديد الذي نقاتل ونقف معا من أجل الناس جميعاً. فلم يعد يهم إن كنت فتاة أم صبياً بعد الآن".

تواجه أفغانستان تفشي الجائحة الفيروسية بوضع أشبه بأن يوصف بالـ"الأعزل"، فهي لا تمتلك سوى 400 جهاز تنفس صناعي مقابل 36.6 مليون شخص. وحتى الآن، أبلغت الدولة عن أكثر من 900 حالة إصابة بالفيروس، بالإضافة إلى 30 حالة وفاة، ولكن يشتبه في أن العدد الفعلي أعلى بكثير لأن مجموعات الاختبار قليلة في البلاد.

كما وتعد مقاطعة هيرات الواقعة في غرب أفغانستان واحدة من نقاط التفشي الساخنة في البلاد بسبب قربها من إيران، والتي تعتبر مركز تفشي المرض في المنطقة. وقد دفع ذلك سمية وفريقها، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و 17 عاماً، للمساعدة في التوصل إلى حل.

وفي ورشة العمل الخاصة بهن، تقوم الفتيات بتجربة تصميمين، بما في ذلك مخطط مفتوح المصدر حصل عليه عبر موقع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الطبية.

وتشمل الأجزاء المستخدمة محرك ممسحة الزجاج الأمامي من تويوتا، والبطاريات ومجموعات أقنعة التنفس المصنعة من أكياس نفخ الصدمات، ومضخات الأكسجين اليدوية، حيث تساعدهم مجموعة من الميكانيكيين الآخرين في بناء الإطار الخارجي الخاص بجهاز التنفس الصناعي.

كما ورحبت دانييلا روس، الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية بمبادرة الفريق لتطوير النموذج الأولي، حيث قالت: "سيكون من الرائع رؤية نجاح جهازهن والبدء بتصنيعه محلياً".

وقالت صاحبة المشاريع التقنية، راوية محبوب، التي أسست الفريق وجمعت الأموال لتمكين الفتيات، أنها تأمل في أن تنتهي مجموعة سمية من بناء نموذج أولي بحلول شهر مايو أو يونيو. وبشكل عام، يضم الفريق 15 فتاة يعملن في مشاريع مختلفة.

وبدورها قالت ميار وحيد، أحد أعضاء الفريق، أنه بمجرد استكمال صنع جهاز التنفس الأولي، سيتم إرساله إلى وزارة الصحة لفحصه وتجربته على الحيوانات قبل البشر.

وأشارت سمية، التي كانت تبلغ من العمر 14 عاماً فقط عندما شاركت في أول أولمبياد عالمي للروبوت في الولايات المتحدة في عام 2017، إلى أنها وأعضاء فريقها يأملون في تقديم مساهمة مهمة لبلدهم. مضيفة: "يجب أن يساعد الشعب الأفغاني أفغانستان في هذا الوباء، ولا يجب أن ننتظر المساعدة من الآخرين".

النهضة نيوز