منوعات

قبل 42 ألف عام.. الثعالب تتغذى على بقايا الطعام الحيوانية التي يتركها البشر

23 تموز 2020 13:07

كشفت دراسة علمية جديدة أن الثعالب القديمة كانت تقتات وتحصل على طعامها من بقايا اللحوم التي يتناولها البشر قبل 42 ألف سنة من الآن، كما تفعل اليوم.

كشفت دراسة علمية جديدة أن الثعالب القديمة كانت تقتات وتحصل على طعامها من بقايا اللحوم التي يتناولها البشر قبل 42 ألف سنة من الآن، كما تفعل اليوم.

وبحسب الباحثين الألمان الذين أجروا الدراسة، فإن الأمر يعود إلى فترة العصر الحجري القديم العلوي، حيث درسوا بقايا الثعالب الموجودة في مواقع أثرية مختلفة من جميع أنحاء البلاد باستخدام نظائر الكربون والنيتروجين لتحديد عمرها ونظامها الغذائي المتبع، ووجدوا أنه عندما احتل النياندرتال "الإنسان البدائي" هذه المناطق قبل أكثر من 42000 عام، كانت الثعالب تتغذى بشكل رئيسي على الثدييات الصغيرة التي تمكنت من الإمساك بها، حيث تغير نظامها الغذائي بعد ذلك ليشمل المزيد من لحوم حيوان الرنة، وهو أحد الثديات الكبيرة التي كان يصطادها البشر كونها كبيرة على الثعالب لاصطيادها.

كما ويدعي الباحثين أنه بالنظر إلى أن الأنظمة الغذائية الخاصة بالثعالب القديمة قد تأثرت بالبشر، فقد تكون هذه الحيوانات الصغيرة الآكلة للحوم أثرا عرى النشاط البشري بمرور الوقت.

وقال الباحث كريس بومان من جامعة توبنجن بألمانيا: "أظهرت عمليات إعادة بناء النظام الغذائي لثعالب العصر الجليدي أن البشر المعاصرين الأوائل كان لهم تأثير على النظام البيئي المحلي منذ 40 ألف عام. فكلما زاد عدد السكان في منطقة معينة، كلما تكيفت الثعالب معهم بشكل أكبر".

في البرية، تتغذى الثعالب بانتظام على بقايا الطعام والفضلات التي تتركها الحيوانات المفترسة الأكبر مثل الدببة والذئاب. و لكن كلما كانت الثعالب أقرب إلى الحضارة البشرية، كلما زادت نسبة بقايا الطعام البشري في نظامها الغذائي.

وبحسب تقديرات وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية بالمملكة المتحدة، فإن هناك ما يصل إلى 430 ألف ثعلب في المملكة المتحدة، أي بنسبة ثعلب مقابل كل 150 شخص تقريباً.

وأشار العلماء أن الثعالب البرية القديمة قد أوجدت علاقة متبادلة مع البشر، مما يعني أنهم كانوا يحصلون على طعامهم من بقايا طعامنا دون أن يسببوا الأذى للبشر أو مقابل استخدامنا لهم.

فخلال هذه الدراسة، افترض بومان وزملاؤه أنه إذا ما عادت هذه العلاقة التوافقية إلى العصور القديمة، فقد تكون الثعالب مؤشرات مفيدة للتأثير البشري في الماضي.

وقارن المؤلفون نسب نظائر الكربون والنيتروجين بين بقايا العديد من الحيوانات العاشبة و آكلات اللحوم الكبيرة والثعالب الحمراء و القطبية الشمالية من المواقع الأثرية في ألمانيا، والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم الأوسط و العالي، وقد وجدوا في المجموع أن عينات بقايا الحيوانات مثلت ما لا يقل عن 62 حيوانا فرديا آكلا للحوم.

بالإضافة إلى ذلك، استخدم الباحثون تحليل نظائر مستقر للكولاجين العظمي المستخرج من بقايا الحيوانات من العديد من المواقع الأثرية في منطقة سوابيان جورا، الواقعة جنوب غرب ألمانيا.

كما وغطت العينات نطاقاً زمنياً على مدى ثلاث فترات ثقافية مهمة، وهي العصر الحجري القديم الأوسط (أقدم من 42000 سنة مضت) التي كان خلالها النياندرتال موجوداً فيها، وفترة العصر الحجري القديم العلوي المبكرة، منذ 42000 إلى 30.000 سنة، التي تنسب إلى الإنسان الحديث.

يزعم الباحثون أنهم قد أجروا أبحاثهم في المواقع التي يزيد عمرها عن 42000 عام، في الفترة التي احتل فيها النياندرتال المنطقة بكثرة، حيث كانت حمية الثعلب مشابهة لآكلات اللحوم المحلية الكبيرة.

وبحسب الدراسة، كانت الثعالب كانت تنتظر أن يكمل الإنسان البدائي "النياندرتال" تناول وجبته قبل التهام بقايا الطعام والفضلات من بعده، حيث احتل البشر تلك المناطق التي تسكن الثعالب بها وقاموا بتطوير مستوطنات خلال العصر الحجري القديم العلوي.

وخلال هذا الوقت، منذ حوالي 42000 سنة، تحولت الثعالب من التغذية على البقايا التي تركتها الحيوانات المفترسة المحلية الكبيرة إلى تناول بقايا الطعام الذي خلفه البشر، مما يدل على اعتماد هذه الحيوانت علينا مبكرا كوسيلة للحصول على تغذية جيدة، حيث تطورت عادات أكل الثعالب من صيد الثدييات الصغيرة إلى البحث المباشر عن بقايا طعام الإنسان.

كما ويقترح مؤلفو الدراسة أنه مع إجراء المزيد من الدراسات للتحقيق في هذه العلاقة بين الثعلب والإنسان، قد تكون الأنظمة الغذائية الخاصة بالثعالب القديمة مؤشرات مفيدة للتأثير البشري على النظم البيئية بمرور الوقت.

النهضة نيوز