قامت جامعة جونز هوبكنز بدراسةجديدة ، عن المراهقين الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات في اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي لديهم خطر متزايد من الاصابة بمشاكل نفسية.
وأظهرت الدراسة أن أكثر مستخدمي فسيبوك وانستغرام وتويتر هم الأكثر شيوعاً على الأرجح في الإبلاغ عن المشكلات الداخلية، مثل الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب.
ووُجدت الدراسة أن هذه المجموعة من المراهقين تعاني أيضاً من مشكلات خارجية أكثر، مثل السلوك العدواني والمعادي للمجتمع أو احتمال أكبر في تنمر الآخرين أو حتى اللجوء إلى التفكير بالعزلة أو الانتحار.
وقال الباحثون، إن هذ النتائج مثيرةٌ للقلق، لكنها تشير أيضاً إلى أنه يمكن اكتشاف علامات التحذير من مشاكل الصحة العقلية في وقت مبكر من خلال تتبع مقدار الوقت الذي يقضيه طلاب المدارس الثانوية على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت بشكل يومي.
وكتب مؤلفو الدراسة التي حملت عنوان "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون عامل خطر لمشاكل الصحة العقلية لدى المراهقين" ، قائلين: "ومع ذلك، فإن القليل من الدراسات الطولية حققت في هذه العلاقة، ولم تحدد أي منها نسبة مشكلات الصحة العقلية بين المراهقين الذين ارتبطت مشكلاتهم النفسية والعقلية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مباشر واضح".
ويقوم كل مراهق تقريباً في الولايات المتحدة الآن بالوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر ومتواصل يومياً.
وفي عام 2018م، كشفت دراسة من مركز بيو للأبحاث أن 97 % من المراهقين يستخدمون واحدةً على الأقل من منصات التواصل الاجتماعي السبعة الأكثر شعبية، بما في ذلك فيسبوك ويوتيوب وانستغرام.
ووجد مركز بيو للأبحاث أيضًا أن 95٪ من المراهقين الأمريكيين لديهم إمكانية الوصول إلى مواقع تطبيقات التواصل الاجتماعي من خلال الهاتف الذكي الخاص بهم طوال اليوم، وأن ما يقرب من نصف المراهقين أفادوا بأنهم كانوا على الإنترنت بشكل متواصل وغير متقطع طوال الوقت.
وركزت الدراسة الحالية على 6595 مراهقاً أمريكياً تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً، حيث تم سؤال المراهقين عن مقدار الوقت الذي يقضونه في مواقع التواصل الاجتماعي في يوم نموذجي، حيث كانت إجاباتهم: " حتى 30 دقيقة، وأكثر من 30 دقيقة، وحتى ثلاث ساعات، أكثر من ثلاث ساعات أو ما يصل إلى ست ساعات أو أكثر من ست ساعات".
ولتقييم الصحة العقلية، استخدم الخبراء فرزاً يدعى "GAIN-SS"، والذي مشكلات الصحة السلوكية وشدة الأعراض المرتبطة بها.
وكشفت الدراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم كان مرتبطًا بـاحتمالات متزايدة للإبلاغ عن مستويات عالية من المشكلات الداخلية والخارجية، حتى بعد ضبط مشاكل تاريخ الصحة العقلية.
وخلص الباحثون إلى أنه ينبغي أن تحدد الأبحاث المستقبلية ما إذا كان وضع قيود على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم، وزيادة معرفة القراءة والكتابة في وسائل الإعلام، وإعادة تصميم منصات وسائل التواصل الاجتماعي هي وسائل فعالة لتخفيف عبء مشكلات الصحة العقلية لدى هؤلاء السكان.