في خطوة تعكس تعزيز التعاون الدفاعي بين تركيا وحلف شمال الأطلسي الناتو، أعلنت وكالة دعم وتوريد الناتو NSPA في 27 مايو 2025 اختيار شركة "أسيلسان" التركية للمشاركة في تطوير برنامج الدفاع الجوي الأرضي المعياري Modular GBAD، يأتي هذا القرار ضمن شراكة مع أربع شركات عالمية رائدة، بهدف تصميم أنظمة دفاع جوي متكاملة وقابلة للتشغيل البيني لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية المتطورة.
وتعد هذه المشاركة الأولى من نوعها لتركيا في برنامج دفاعي متقدم تابع للناتو، مما يعكس ثقة الحلف في القدرات التكنولوجية لـ"أسيلسان"، خاصة في مجال أنظمة الدفاع الجوي الطبقي، ومن المتوقع أن تسهم خبرات الشركة التركية، المتمثلة في أنظمة "هيصار" HisarA وO و"كوركوت" ذاتية الدفع ونظام القيادة والسيطرة "حكيم 100"، في تعزيز قدرات الناتو لصد التهديدات المعقدة مثل الطائرات المسيرة والذخائر المتحركة والصواريخ المتطورة.
نقلة نوعية في استراتيجية الدفاع التركية
تمتلك "أسيلسان" سجلا حافلا في تطوير أنظمة دفاع جوي مفتوحة المصدر وقابلة للتكامل مع شبكات القيادة والسيطرة التابعة للناتو، مما يتيح مرونة أكبر في مواجهة التهديدات الحديثة مقارنة بالأنظمة التقليدية، كما تعتمد الشركة على بنية برمجية متطورة تسمح بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتعزيز الرد السريع على التهديدات المتعددة.
وعلى الصعيد العملياتي نشرت القوات المسلحة التركية أنظمة "هيصار" و"كوركوت" في مواقع استراتيجية، بينما يجري حلفاء الناتو تقييم هذه الأنظمة لاعتمادها مستقبلا، خاصة في ظل تنامي الطلب على حلول دفاعية متكاملة ذات تكلفة فعالة.
انضمام تركيا يعكس آثار استراتيجية وجيوسياسية
يمثل انضمام "أسيلسان" إلى برنامج الناتو خطوة مهمة لتعزيز مكانة تركيا الصناعية والعسكرية داخل الحلف، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية في أوروبا والشرق الأوسط، كما يؤكد هذا التعاون توجه أنقرة نحو تعزيز صادراتها الدفاعية وبناء شراكات طويلة الأمد في مجال التكنولوجيا العسكرية.
ويذكر أن برنامج Modular GBAD لا يزال في مرحلته التصورية الأولى، مع توقعات ببدء مراحل متقدمة بحلول سبتمبر 2025، بناء على نتائج التقييمات الفنية وكانت "أسيلسان" قد حصلت مؤخرا على عقد قيمته 300 مليون دولار لتوريد أنظمة "هيصارO" للجيش التركي، في إطار تحديث البنية الدفاعية المحلية.
وبهذه الخطوة تؤكد تركيا حضورها كلاعب أساسي في صناعة الدفاع العالمي، بينما يحصل الناتو على خيارات تكنولوجية متقدمة لتعزيز درعه الجوي في مواجهة التحديات المستقبلية.