تدرس النرويج حاليا شراء طائرات بدون طيار (UAS) طويلة المدى لتعزيز قدراتها في المراقبة البحرية، حيث تتنافس شركتان أمريكيتان هما "نورثروب جرومان" و"جنرال أتوميكس" للحصول على العقد، ويأتي ذلك في إطار الخطة الدفاعية النرويجية للفترة 2025-2036، والتي تشمل الحصول على عدد محدود من الطائرات بدون طيار مزودة بأجهزة استشعار للمراقبة المستمرة، ومن المقرر نشرها بين عامي 2029 و2032.
وتعمل وزارة الدفاع النرويجية ووكالة الدفاع (NDMA) بالتعاون مع سلاح الجو الملكي النرويجي على تقييم المتطلبات التشغيلية واختيار المنصة المناسبة، وأكد اللواء "يارل نيرجارد" مدير قسم أنظمة الطيران في NDMA، أنه لم يتم تحديد موعد لاختبارات الطيران بعد ولم يتخذ قرار نهائي بشأن الشراء، ومن المتوقع أن تعمل هذه الطائرات من قاعدة "أندويا" الجوية، الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال الدائرة القطبية الشمالية، والتي سيتم تطويرها كقاعدة دائمة لعمليات الطائرات بدون طيار والأنشطة الفضائية.
المنافسة بين "MQ-4C Triton" و"MQ-9B SeaGuardian"
قدمت شركة "نورثروب جرومان" طائرتها "MQ-4C Triton"، وهي منصة عالية الارتفاع وطويلة التحمل (HALE) قيد التشغيل حاليا في البحرية الأمريكية، وتتميز "تريتون" بقدرتها على المراقبة البحرية العالمية على مدار الساعة، وهي متوافقة مع طائرات "P-8 Poseidon" للدوريات البحرية، وهو عامل رئيسي أكدت عليه السلطات النرويجية، وتصل قدرة هذه الطائرة إلى ارتفاعات تزيد عن 50 ألف قدم، مما يمكنها من تنفيذ مهام مراقبة واسعة النطاق بعدد أقل من الطائرات.
أما شركة "جنرال أتوميكس"، فقد قدمت طائرتها "MQ-9B SeaGuardian"، وهي منصة متوسطة الارتفاع وطويلة التحمل (MALE) مشتقة من "MQ-9B SkyGuardian". تتميز "سي جارديان" بقدرتها على البقاء في الجو لأكثر من 30 ساعة، وتدعم المهام في جميع الظروف الجوية. كما أنها مزودة برادار بحري 360 درجة، ونظام التعريف الآلي (AIS)، وقدرات مضادة للغواصات، وقد خضعت الطائرة لاختبارات في ظروف الطقس البارد، وشاركت في مناورات بحرية مثل "RIMPAC 2024".
تعزيز القدرات الدفاعية النرويجية في القطب الشمالي
وتركز الخطة الدفاعية النرويجية على تحسين الوعي الظرفي في المناطق الشمالية، بما في ذلك تعزيز قدرات الكشف والإنذار المبكر، وتشمل الخطة شراء أقمار صناعية جديدة للاتصالات والمراقبة، ورفع كفاءة طائرات الدوريات البحرية، وتطوير البنية التحتية العسكرية، كما أن الحفاظ على قاعدة "أندويا" الجوية وتوسيعها يعد جزءا أساسيا من هذه الاستراتيجية، حيث ستستضيف مهام الطائرات بدون طيار والأنشطة الفضائية.
ورغم أن الحكومة النرويجية لم تكشف عن ميزانية محددة لشراء الطائرات بدون طيار، إلا أنها خصصت مؤخرا 620 مليون دولار لمشروع بحري مشترك مع بريطانيا لتطوير سفن بدون طيار لأوكرانيا، ويعكس هذا الاستثمار نهج النرويج في التعاون الدفاعي الصناعي وتركيزها على التوافق مع أنظمة الحلفاء، سواء تم اختيار "تريتون" أو "سي جارديان"، فإن هذه الخطوة ستشكل نقلة نوعية في قدرات المراقبة البحرية النرويجية.