الحدث التاريخي الحقيقي وراء قصة مسلسل بيت التنين "House of the Dragon" على HBO

تدور أحداث المسلسل قبل أحداث "لعبة العروش" بقرنين من الزمن، ويعيدنا إلى ويستروس مع المزيد من المؤامرات الديوانية والوفيات الدموية، مع إضافة مهمة "هنا توجد تنانين".

يستند المسلسل إلى رواية "جورج آر. آر. مارتن" لعام 2018 "النار والدم"، التي تسرد تاريخ سلالة تارغاريان وتروي حرب "رقصة التنانين"، وهي حرب أهلية دموية (بالمعنى الحرفي للكلمة، من ناحية التنانين) بين فصيلين من عائلة التنين التي حكمت ويستروس وأنجبت دانييريس تارغاريان.

رغم أن الحبكة خيالية تماماً، إلا أن القصة البشرية تحت غطاء الخيال العالي تستند إلى حدث حقيقي من تاريخ العصور الوسطى المبكرة – وهي فترة تُعرف بالفوضى.

حبكة مسلسل بيت التنين House of the Dragon.. ما الذي يحدث في الدراما؟

يبدأ مسلسل بيت التنين "House of the Dragon"مع فيسيريس تارغاريان الذي يلعب دوره الممثل بادي كونسيدين، وهو جالس على العرش الحديدي، ويواجه أسئلة حول من سيرث تاجه، بعد وفاة ملكته أثناء الولادة العسيرة.

فيضطر فيسيريس إلى مواجهة حقيقة عدم وجود أبناء ذكور له، لذا يقرر تعيين ابنته الوحيدة الباقية على قيد الحياة، رينيرا، والتي تجسد شخصيتها كلٌ من إيما دارسي وميلي ألكوك، كوريثة له، ومن ثم يعقد اجتماعاً مع نبلائه لأداء الولاء لها، رغم تحفّظاتهم العلنية حول فكرة وضع امرأة على العرش، في الخلفية، هناك شقيق الملك، ديمون (النجم مات سميث)، الذي يعتقد أنه الوريث الفعلي، ولكن فيسيريس يعيش لمدة 24 عاماً أخرى.

في تلك الفترة، يتزوج مرة أخرى وتنجب له زوجته الجديدة ابناً يُدعى إيجون (توم جلين-كارني) عندما يموت فيسيريس أخيراً، لم يعد المجلس الصغير، الذي يشبه المجلس الخاص الفعلي في إنجلترا في العصور الوسطى، يشعر بالالتزام بتنفيذ رغبات الملك الميت بشأن خلافة رينيرا، فهناك وريث ذكر يجب مراعاته، وبالتالي تبدأ الولاءات في التحول مع انقسام التارغاريين إلى فرق.

الحدث التاريخي الحقيقي الذي استُلهم منه بيت التنين "House of the Dragon"

يستند مسلسل "بيت التنين" (House of the Dragon) بشكل فضفاض إلى حدث تاريخي حقيقي – وهو فترة قاتمة في تاريخ إنجلترا بين عامي 1135 و1153 تُعرف بالفوضى.

تبدأ القصة مع الملك هنري الأول، الذي تسبب حادث سفينة البيضاء في عام 1120 في اضطراب خط خلافته، إذ أودى الحادث بحياة ابنه الشرعي الوحيد، وليام أدلين.

ورغم أن هنري تزوج سريعاً من امرأة تصغره بـ35 عاماً، إلا أنه لم ينجب أبناء آخرين، لذا عيّن ابنته الإمبراطورة ماتيلدا كوريثة له، وأجبر بلاطه المتردد على أداء الولاء لها، في حالة الفوضى، لم يكن الخصم "ابن عم" بل كان "ابن أخ غير شقيق"، ستيفن دي بلويس، الذي أثبت أنه نقض خطط هنري بكل براعة

وذلك عندما مات هنري الأول في 1 ديسمبر 1135، أعلن بعض النبلاء أن الملك قد أطلقهم من قسَمهم، ومن ثم بحثوا عن بديل في أوروبا القارية ووجدوه في ستيفن دي بلويس، الابن الثاني لأخت هنري، أديل.

بعد اثنين وعشرين يوماً من وفاة الملك، كان ستيفن في لندن مرتدياً التاج، ولكن ماتيلدا لم تتخلَّ عن مطالبتها بالعرش – وهكذا بدأت حربهما الأهلية.

التاريخ الحقيقي لمسلسل لعبة العروش "Game of Thrones"

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستلهم فيها جورج آر. آر. مارتن من التاريخ الحقيقي، إذ يعكس مسلسل لعبة العروش "Game of Thrones"، في كثير من جوانبه حرب الوردتين، حيث تشبه أسماء لانستر وستارك بشكل غير مباشر أسماء لانكستر ويورك، كما أن قتل الأطفال الورثة من عائلة ستارك، بران وريك، يعكس مصير "الأمراء في البرج"، وذلك على الرغم من أن الأمراء في هذه الحالة يظلون على قيد الحياة.

الحدث الأكثر صدمة في المسلسل، حفل الزفاف الأحمر، حيث يتم قتل الملك في الشمال روب ستارك ووالدته كاتلين في حفل زفاف، يستند إلى "العشاء الأسود" في القرن الثالث عشر، وتستمر القائمة، مع وجود أصداء من التاريخ الحقيقي تمتد من دورن إلى الجدار (الذي يستلهم من جدار هادريان في شمال إنجلترا).