كيف يؤثر الغضب على صحة القلب والأوعية الدموية ؟

علوم

الغضب يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية ويزيد من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية

31 أيار 2024

أفادت بعض وسائل الإعلام في وقت سابق من هذا الشهر بأن نوبات الغضب  القصيرة قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية وأنها قد تؤدي إلى أمراض القلب التاجية على المدى الطويل. هذه المعلومات كانت مستندة إلى دراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية.

الغضب يؤثر على صحة الأوعية الدموية 

وجدت هذه الدراسة أن الخلايا في الأوعية الدموية تتوقف عن العمل بشكل صحيح عندما يشعر الأشخاص بالغضب. ولمدة 40 دقيقة بعد الشعور بالغضب، لم تتسع الأوعية الدموية لدى الأشخاص الغاضبين بحيث تعود إلى وضعها الطبيعي. الباحثون قالوا أن هذا قد يؤدي على المدى الطويل إلى تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط الغضب بأمراض القلب والدورة الدموية.

الغضب يزيد من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية

وجدت الأبحاث التي نشرتها مجلة القلب الأوروبية في عام 2014، والتي استعرضت تسع دراسات، أن الأشخاص كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة  بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في الساعتين التاليتين لثورة الغضب، لكن ليس من الواضح سبب وجود هذا التأثير للغضب.

دراسة تأثير الغضب على صحة القلب والأوعية الدموية 

ولذلك، أجرى باحثون من جامعة كولومبيا في نيويورك بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة NIH، دراسة تهدف إلى محاولة اكتشاف ذلك.

قام فريق البحث بتجنيد 280 شخصًا بالغاً سليماً وقسموهم إلى أربع مجموعات، وطُلب من كل مجموعة أداء مهمة مدتها ثماني دقائق لإثارة مشاعر معينة.

طُلب من إحدى المجموعات أن تتذكر ذكرى جعلتها تشعر بالغضب، وطُلب من مجموعة أخرى أن تتذكر شيئاً يسبب القلق، وطُلب من المجموعة الثالثة قراءة جمل مصممة لإثارة مشاعر الحزن، وكان على المجموعة الرابعة أن تبقي عواطفها محايدة وطُلب منها العد من واحد إلى 100 لمدة ثماني دقائق، وكان ذلك حتى يمكن مقارنة استجاباتهم مع المجموعات الثلاث الأخرى، وهي ما يسميه الباحثون مجموعة المراقبة أو المجموعة الضابطة.

وقبل المهمة وبعدها، قام الباحثون بوضع جهاز قياس ضغط الدم، بعد نفخه، على ساعد كل مشارك لتقييد تدفق الدم، وعندما فرغت الكفة من الهواء، قام الباحثون بقياس مدى اتساع الأوعية الدموية للسماح للدم بالتدفق بحرية مرة أخرى.

وقد تم ذلك قبل المهمة، ثم بعد ثلاث دقائق، و40 دقيقة، و70 دقيقة، و100 دقيقة.

النوبات المتكررة من المشاعر السلبية تسبب تلف الأوعية الدموية

ووجد الباحثون أن الأوعية الدموية للأشخاص في مجموعة الغضب لم تنفتح بنفس القدر مثل تلك الموجودة في المجموعة الضابطة لمدة تصل إلى 40 دقيقة بعد المهمة، واستغرق الأمر 70 دقيقة حتى تصبح الأوعية الدموية بنفس اتساع الأوعية الدموية للمجموعة الضابطة.

هذا ولم يمنع القلق والحزن الأوعية الدموية من العمل كالمعتاد، وكان لدى الأشخاص في هاتين المجموعتين نفس استجابة الأوعية الدموية مثل المجموعة الضابطة.

ومع ذلك، توقع الباحثون في ورقتهم البحثية أن "النوبات المتكررة من المشاعر السلبية" قد تسبب تلف طويل الأمد للأوعية الدموية، إما بمفردها أو مع عوامل خطر أخرى، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب القلب الدكتور دايتشي شيمبو في بيان صحفي: "إذا كنت شخصاً يغضب طوال الوقت، فسوف تعاني من إصابات مزمنة في الأوعية الدموية، وهذه الإصابات المزمنة مع مرور الوقت قد تسبب في النهاية آثاراً غير قابلة للإصلاح على صحة الأوعية الدموية وتزيد في النهاية من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".

مؤسسة القلب البريطانية