إعادة تأهيل القلب في المنزل تحقق نتائج فعالة بتكلفة أقل

برنامج منزلي لمرضى القلب يقلل الوفيات والتكاليف برنامج منزلي لمرضى القلب يقلل الوفيات والتكاليف

في خضم التحديات التي فرضها وباء كوفيد-19 على الرعاية الصحية، أظهرت مراجعة علمية شاملة نشرت في مجلة Cureus أن برامج إعادة تأهيل القلب المنزلية تحقق نتائج تضاهي تلك المقدمة في العيادات، بل وتقلل من حالات الاستشفاء والتكاليف الطبية.

الرعاية المنزلية.. حل ناجع لمرضى قصور القلب

ركزت الدراسة على مرضى قصور القلب (وهي الحالة التي يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة)، والتي تصيب كبار السن بشكل رئيسي، ووجد الباحثون أن استخدام التطبيقات الصحية الذكية والمراقبة عن بعد ساهم في تحسين التزام المرضى بتناول الأدوية الموصوفة، ورفع جودة الحياة عبر متابعة الأعراض وتعديل النظام الغذائي والتمارين، وتقليل الضغط على المستشفيات مع الحفاظ على النتائج العلاجية.

وأبرزت الدراسة أن البرامج الفعالة اعتمدت على عدة نقاط من أهمها :

1. فرق طبية متعددة التخصصات (أطباء، ممرضون، مثقفون صحيون).

2. مراقبة يومية للأعراض مثل ضيق التنفس أو التورم.

3. توجيهات غذائية (كالحد من الملح لمنع احتباس السوائل).

4. تمارين مخصصة وإدارة دقيقة للأدوية.

5. توعية المرضى بعلامات الخطر التي تستدعي التدخل الطارئ.

الوباء رفع وفيات القلب لدى كبار السن

ورغم المزايا للرعاية المنزلية فإنها تواجه عقبات مثل نقص البنية التحتية أو غيب البروتوكولات الموحدة، إلا أن الباحثين أكدوا أنها قادرة على سد الفجوات الناجمة عن صعوبة الوصول إلى المستشفيات خاصة بعد الجائحة.

ففي دراسة موازية نشرت بمجلة JAMA Network Open تتبع باحثون من ماساتشوستس معدلات الوفيات القلبية بين 2014–2024، ووجدوا أنها تجاوزت الوفيات السنوية المتوقعة بنسبة 16% في 2020 و17% في 2021 و2022 و6% في 2023، حيث زادت الوفيات القلبية في المنازل مقارنة بالمستشفيات خلال الجائحة، بسبب تجنب المرضى الذهاب للمستشفيات خوفا من العدوى، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطارئة، واستمرت المعدلات المرتفعة حتى منتصف 2024 وفق د. جايسون وسفي من مستشفى ماساتشوستس العام.

وفي الختام تؤكد الدراستان الحاجة إلى استراتيجيات مرنة للرعاية القلبية خاصة لكبار السن، عبر تعزيز البرامج المنزلية المدعومة بالتكنولوجيا وتطوير أنظمة مراقبة عن بعد فعالة، وتوعية المرضى بأهمية المتابعة دون إهمال العلامات الحرجة فبهذا يمكن تحويل التحديات إلى فرص لرعاية قلبية أكثر أمانا وكفاءة في العالم ما بعد الجائحة.