العلاج النفسي يحسن تعافي ناجين السكتة الدماغية من الاكتئاب والقلق

العلاج بالكلام ينقذ ناجي السكتة الدماغية من براثن الاكتئاب العلاج بالكلام ينقذ ناجي السكتة الدماغية من براثن الاكتئاب

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كوليدج لندن أن ناجي السكتة الدماغية الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق ويخضعون لجلسات علاج نفسي تحادثي أكثر عرضة للتعافي من أعراضهم النفسية.

حيث حللت الدراسة الأولى من نوعها المنشورة في مجلة Nature Mental Health، بيانات 1.9 مليون مريض تلقوا علاجات "خدمات العلاج النفسي التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) للقلق والاكتئاب" في إنجلترا بين 2012 و2019، بما في ذلك 7597 ناجيا من السكتة الدماغية.

تأثير العلاج النفسي على ناجي السكتة الدماغية

ويعاني أكثر من ثلث ناجي السكتة الدماغية من الاكتئاب أو القلق، وبدون العلاج النفسي المناسب يصبح التعافي الجسدي والمعرفي أبطأ، كما أظهرت دراسات سابقة أن خطر الوفاة قد يزيد بنسبة 20-50% في السنوات التالية للسكتة لدى المصابين بالاكتئاب مقارنة بغيرهم.

وجد الباحثون أن خدمات العلاج النفسي التابعة لـ NHS فعالة لناجي السكتة الدماغية، حيث تحسنت الأعراض بشكل ملحوظ لدى 71%، وتعافى 49% تماما من الاكتئاب والقلق بعد العلاج، وتتوافق هذه النتائج مع الهدف الحكومي البريطاني للعامة بأن يتعافى 50% ممن يكملون العلاج، رغم أن الأشخاص المصابين بأمراض جسدية مزمنة عادة ما تكون نتائج علاجهم أسوأ من المتوسط في خدمات NHS.

العلاج المبكر للاكتئاب هو الطريق الأمثل

وتقيس الخدمات أعراض الاكتئاب باستخدام استبيان الصحة للمريض (PHQ-9)، الذي يرصد عوامل مثل فقدان الاهتمام بالأشياء واضطرابات النوم والمزاج المنخفض، أما القلق فيقاس باستخدام استبيان (GAD-7)، الذي يتضمن أسئلة حول الشعور بالتوتر أو عدم القدرة على الاسترخاء.

وأظهرت النتائج انخفاضا متوسطا في أعراض الاكتئاب وضعف الوظائف اليومية، وانخفاضا كبيرا في أعراض القلق كما أن التوقيت مهم، حيث كان المرضى الذين بدأوا العلاج بعد عام أو أكثر من السكتة أقل تعافيا مقارنة بمن بدأوا خلال ستة أشهر.

طرق تحسين نتائج العلاج المبكر للاكتئاب

قال الدكتور جاي وون سو، المؤلف الرئيسي: "إن نتائجنا تدعم بقوة الأدلة الحالية على فعالية العلاج النفسي بعد السكتة، ومن الضروري أن يفحص الأطباء أعراض الاكتئاب والقلق لدى الناجين ويحيلوهم للعلاج مبكرا".

ومع ذلك، كانت نتائج الناجين أسوأ قليلا مقارنة بغير المصابين بالسكتة، لكن الفرق اختفى بعد ضبط العوامل الصحية الأخرى، لذلك يقترح الباحثون تكييف العلاج النفسي لتحسين نتائج الناجين.

وأوضح البروفيسور جوشوا ستوت، المشارك في الدراسة: "تشير النتائج إلى ضرورة تدريب أخصائيي الصحة النفسية على علاج المرضى ذوي الحالات الصحية المزمنة، بما في ذلك ضعف الإدراك أو المشكلات الجسدية المعقدة".