اختبارا سريع يكشف الأمراض المنقولة جنسيا

إنجاز طبي مذهل.. شريحة صغيرة تكشف أخطر الأمراض الجنسية في 5 دقائق فقط إنجاز طبي مذهل.. شريحة صغيرة تكشف أخطر الأمراض الجنسية في 5 دقائق فقط

حصلت شركة "لينيير دياجنوستيكس" الناشئة من جامعة برمنغهام البريطانية على منحة بحثية بقيمة مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 1.3 مليون دولار أمريكي) من المعهد الوطني للبحوث الصحية والرعاية (NIHR) لاستكمال تطوير نظام تشخيصي مبتكر للأمراض المنقولة جنسيا، ويأتي هذا التمويل ضمن برنامج "الاختراع من أجل الابتكار" التابع للمعهد، وسيمتد العمل على المشروع لثلاث سنوات.

في 5 دقائق الكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا

حيث يعمل الفريق البحثي بالشركة بالتعاون مع مركز أبحاث التكنولوجيا الصحية في تقييم التشخيصات ومختبر الابتكار الشمالي التابع لمستشفيات نيوكاسل لتطوير منصة تشخيصية متكاملة، تهدف هذه المنصة إلى تقديم نتائج دقيقة وسريعة للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا مباشرة في عيادات الرعاية الصحية الأولية، دون الحاجة لإرسال العينات إلى المختبرات المركزية.

تعتمد التقنية الجديدة على طريقة مبتكرة لتضخيم إشارات الحمض النووي تسمى "التضخيم الأسي" (EXPAR)، والتي طورها باحثو جامعة برمنغهام خلال جائحة كوفيد-19 ونشروا نتائجها في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسز"، وتمكنت هذه التقنية من تحقيق قفزة نوعية في سرعة التشخيص حيث يمكنها الكشف عن:

- البكتيريا المسببة للأمراض المنقولة جنسيا مثل السيلان (Neisseria gonorrhoeae) والكلاميديا (Chlamydia trachomatis)

- التهابات المسالك البولية

- الفيروسات بما في ذلك فيروس SARS-CoV-2 المسبب لكوفيد-19

وفي حين تحتاج الطرق التقليدية مثل اختبارات تضخيم الحمض النووي (NAAT) إلى عدة ساعات أو أيام، تقدم تقنية "إكسبار" نتائج دقيقة في غضون 5 دقائق فقط، مع الحفاظ على حساسية ونوعية عالية تتفوق على الاختبارات السريعة الحالية.

التشخيص السريع وأهميته لاكتشاف الأمراض المنقولة جنسياالتشخيص السريع وأهميته لاكتشاف الأمراض المنقولة جنسيا

ويشكل ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية، خاصة في حالات السيلان تحديا عالميا متزايدا، في هذا السياق يكتسب التشخيص السريع والدقيق أهمية حاسمة لـ:

1. كسر سلاسل الانتقال بالكشف الفوري عن الحالات.

2. بدء العلاج المناسب خلال الزيارة الواحدة للمريض.

3. الحد من الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية.

4. تقليل الضغط على المختبرات المركزية.

وأوضح الدكتور جان لويس دوبري رئيس قسم البحث والتطوير في "لينيير دياجنوستيكس": "إن التحدي الأكبر يكمن في الجمع بين السرعة والدقة، فبينما تقدم الاختبارات السريعة نتائج في 20 دقيقة، تعاني من نقص الحساسية، أما اختبارات الحمض النووي فدقيقة لكنها بطيئة، نحن نطور حلا يجمع الميزتين".

ومن جهتها أشارت الدكتورة يانا سوكلان من مركز أبحاث التكنولوجيا الصحية إلى أن الفريق سيقوم بـ:

- تحليل الاحتياجات غير الملباة في التشخيص الحالي.

- تحديد أفضل النقاط في مسار الرعاية لتنفيذ التقنية.

- تقييم الدقة التشخيصية عبر التحليل الإحصائي.

- دراسة الجدوى الاقتصادية للنظام الجديد.

وبدوره أكد جون تايسون من مختبر الابتكار الشمالي أن التعاون مع الشركة سيوفر:

- الوصول إلى مجموعة واسعة من العينات السريرية.

- اختبارات أداء معتمدة وفق معايير المختبرات التابعة للهيئة الوطنية للصحة.

- توليد الأدلة اللازمة لانتقال التقنية إلى مراحل التطوير النهائية.

ويتوقع الخبراء أن تسهم هذه التقنية في تحسين جودة الخدمات الصحية، خاصة في المناطق النائية والبلدان محدودة الموارد، حيث يصعب إجراء الفحوصات المخبرية المعقدة، كما قد تمهد الطريق لتطوير أنظمة تشخيص سريعة لأمراض أخرى في المستقبل.