من مملكة كليوباترا إلى «أتلانتس اليابانية»، غرقت هذه المدن تحت الماء منذ فترة طويلة، لكن الأنقاض التي تركوها وراءهم تستمر في توفير نظرة ثاقبة لما كانت عليه الحياة للأشخاص الذين عاشوا فيها.
نضيء في هذا المقال على مملكة أنثيرودوس الغارقة في مدينة الإسكندرية، بدءاً من اختفائها وصولاً إلى اكتشافها والتداعيات الإيجابية الناتجة عن هذا الاكتشاف.
مملكة أنثيرودوس
فُقدت مملكة كليوباترا " أنثيرودوس" قبالة سواحل مصر لمدة 1600 عام، ومن ثم أعيد اكتشاف القصر الملكي لكليوباترا قبالة شواطئ الإسكندرية في منتصف التسعينيات، وقد قاد فريق من علماء الآثار تحت الماء بقيادة فرانك غوديو عمليات التنقيب عن المدينة الغارقة بعد فترة وجيزة.
تاريخ أنثيرودوس
كانت أنثيرودوس جزيرة صغيرة، تقع في ميناء الإسكندرية الشرقي، وكانت تعتبر مركزاً ثقافياً وملكياً، ولقد حكمت كليوباترا السابعة مصر، وهي آخر ملكات مصر البطلمية، من قصر فاخر على هذه الجزيرة، وكان القصر محاطاً بتماثيل أبو الهول ومجسمات الآلهة، وكان يعتبر رمزاً لرفاهية وسلطة الملكة كليوباترا السابعة.
الاكتشافات الأثرية في التسعينيات
بدأ فريق غوديو عمليات التنقيب تحت الماء واستطاعوا العثور على بقايا الجزيرة الغارقة، حيث تم اكتشاف أعمدة من الجرانيت الأحمر وتماثيل وفخار ومجوهرات ذهبية، كما تضمنت الاكتشافات أيضاً تماثيل لأبو الهول وقطع أثرية أخرى تعود إلى فترة حكم كليوباترا.
تفاصيل القصر
كان القصر يحتوي على أرضية من الرخام وتماثيل ضخمة، بما في ذلك تمثال ضخم لوالد كليوباترا، بطليموس الثاني عشر، كما تم العثور على تمثال كبير للإلهة إيزيس ورأس حجري ضخم، يُعتقد أنه يمثل قيصرون، ابن كليوباترا ويوليوس قيصر.
أسباب غرق أنثيرودوس
يُعتقد أن زلزالاً كبيراً ضرب المنطقة في عام 365 م، مما تسبب في حدوث تسونامي أدى إلى غرق الجزيرة بأكملها في الميناء، واليوم، يمكن للغواصين استكشاف بقايا الجزيرة والقصر تحت الماء، حيث تظل العديد من القطع الأثرية معروضة في المتاحف حول العالم.
أهمية الاكتشاف
يعد اكتشاف أنثيرودوس وقصر كليوباترا تحت الماء أحد أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، إذ يكشف تفاصيل هامة حول الحياة اليومية والثقافة في مصر البطلمية، ويسلط الضوء على أهمية الإسكندرية كمركز ثقافي وتاريخي.
allthats interesting