الأسباب الرئيسية للطلاق

منوعات

6 أسباب تؤدي إلى الطلاق

30 حزيران 2024

أباحت دراسة كلاسيكية نشرت عام 1997، في مجلة "الزواج والأسرة"، معلومات مأخوذة من آلاف حالات الانفصال بين الأزواج، والتي قد تم جمعها طوال عقد ونيِّف من الزمن، وذلك لتحديد الأسباب الرئيسية للطلاق، حيث تم التوصل إلى 6 أسباب رئيسية لانفصال الأزواج.

وعلى الرغم من مرور ما يقارب 30 عاماً على نشر هذا البحث، إلا أن النتائج لا تزال مرتبطة بحالات الطلاق في عصرنا الحديث، وفي التالي لمحة عن الأسباب الستة الرئيسية للطلاق وتداعياتها السلبية على الحياة الزوجية.

أسباب الطلاق

1. الخيانة الزوجية

لا تزال  الخيانة الزوجية واحدة من الأسباب الرئيسية للطلاق، حيث تقوض بشكل كبير الثقة والأمان العاطفي داخل العلاقة، فعندما يخون أحد الشريكين عهده بالولاء، يؤدي ذلك إلى ألم عاطفي عميق وشعور بالخيانة. 

وقد يمكن أن يؤدي هذا الانتهاك إلى تآكل أساس العلاقة، مما يجعل من الصعب على الطرف المتضرر استعادة الثقة بشريكه العاطفي، مما يحد من إمكانية تعافي علاقتهما بشكل كامل.

وتشير الدراسات النفسية باستمرار إلى أن الخيانة ليست مجرد فعل جسدي، بل هي خرق للالتزام العاطفي والنزاهة، وهما أمران حيويان للحفاظ على روابط الزواج الصحي،  وقد أكد مؤلفو الدراسة، بول أمتو وستايسي روجرز ارتباط الخيانة بالانفصال بين الأزواج، حيث كتبا: "بشكل متسق مع الأبحاث السابقة، ارتبطت الخيانة بزيادة كبيرة في احتمالات الطلاق".

2. الإنفاق المالي الطائش

تعتبر الخلافات المالية سبباً رئيسياً للمشاكل الزوجية، وغالباً ما تتفاقم بسبب عادات الإنفاق غير المسؤولة لأحد الشريكين، وذلك عندما يتخذ أحد الزوجين قرارات مالية بشكل مستمر دون استشارة الآخر أو يتجاهل الميزانيات المتفق عليها، مما قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالاستياء والتوتر وفي النهاية إلى انهيار الزواج.

لاسيما وأن هذا الأمر يتجاوز الاستقرار المالي ويعكس قضايا أعمق تتعلق بالاحترام والتواصل والأهداف المشتركة داخل العلاقة، نظراً لأن "الخيانة المالية" هي أحد الأسباب الرئيسية للمشاكل الزوجية.

ولذا، أنشأ الباحثون مقياس الخيانة المالية لقياس مدى المشكلة، حيث يمكن أن تساعد البنود الموضوعة، مثل "إذا أردت حقاً شراء شيء ما ولكن شريكي لم يوافق على السعر، سأفكر في شرائه على أي حال دون إخباره" أو "أحياناً أتظاهر بتوفير المال بينما في الواقع لا أفعل"، على مقياس من الاتفاق-عدم الاتفاق في الوصول إلى جذور المشكلة. 

3. شرب الكحول وتعاطي المخدرات

يمكن أن يسبب تعاطي المواد المخدرة، بما في ذلك شرب الكحول بشكل مفرط أو تعاطي المخدرات، ضغوطاً شديدة على الزواج وغالباً ما يُستشهد به كسبب للطلاق، خاصة وأن اضطرابات تعاطي المواد، قد تؤدي إلى تغيير السلوك، وضعف الحكم، وخلق عدم استقرار عاطفي، مما يخلق بيئة غير آمنة أو غير متوقعة داخل العلاقة.

علاوة على ذلك، يرتبط تعاطي المواد غالباً بمشاكل أخرى مثل الضغوط المالية، وإهمال المسؤوليات، والبعد العاطفي-وكلها تسهم في عدم الرضا الزوجي والصراعات.

4. الغيرة:

يمكن أن تسمم الغيرة، سواء كانت متجذرة في تجارب سابقة أو انعدام الأمان الحالي، العلاقة من خلال تعزيز عدم الثقة والسلوكيات التحكمية، وتعكس الغيرة المفرطة غالبا قضايا أساسية تتعلق بتدني احترام الذات، الخوف من الهجر أو الصدمات السابقة، مما يؤدي إلى أفكار هوسية واتهامات، ومحاولات للسيطرة على أفعال الشريك.

مع مرور الوقت، يمكن أن تخنق الغيرة الحميمية في العلاقة وتسبب تآكل الاتصال العاطفي بين الشركاء، مما يجعل المصالحة تحدياً، دون معالجة أسباب هذه الغيرة.

ووجد الباحثون أن الأزواج، أكثر من الزوجات، كانوا أكثر عرضة للإشارة إلى غيرة الزوجات كعبء كبير على العلاقة، وهذا يتسق أيضاً مع النتيجة التي تشير إلى أن الأزواج أبلغوا عن مشاكل زوجية أقل بشكل عام من الزوجات.

ويمكن أن يساعد العلاج النفسي الذي يهدف إلى بناء احترام الذات، وتحسين مهارات التواصل، وتعزيز الثقة بين الأزواج في التعامل مع الغيرة بشكل بناء وتقوية الروابط العاطفية.

5. المزاجية

يمكن أن يؤدي التقلب المزاجي المزمن أو التقلب العاطفي إلى توتر العلاقات الزوجية من خلال خلق جو غير متوقع ومتوتر في المنزل، كما يمكن أن تؤدي تقلبات المزاج، سواء كانت ناتجة عن حالات صحية نفسية أساسية أو ضغوطات مواقف معينة إلى صراعات متكررة، كما يمكن أن تؤدي إلى البعد العاطفي وصعوبة حل النزاعات بهدوء.

عندما تهيمن تقلبات المزاج لأحد الشريكين على ديناميكيات العلاقة، يمكن أن تجعل الآخر يشعر بالإهمال العاطفي أو التوتر، مما يساهم في الشعور بعدم الرضا، وفي النهاية، انهيار التناغم الزوجي.

6. العادات المزعجة

مع مرور الوقت، يمكن أن تصبح العادات أو السلوكيات التي بدت في البداية محببة أو قابلة للتحمل مصادر كبيرة للانزعاج والتوتر في الزواج، سواء كانت تتعلق بترك الغسيل المتسخ حول المنزل، التأخر المستمر، أو النسيان المتكرر.

ويمكن أن تؤدي هذه العادات إلى غياب الصبر والنوايا الحسنة بين الشركاء، مما قد يبدأ كإزعاج بسيط يمكن أن يتصاعد إلى مشاجرات متكررة أو بُعد عاطفي إذا لم يتم معالجته.

يركز العلاج غالباً على تحسين مهارات التواصل واستراتيجيات التفاوض لمعالجة هذه المشاكل بشكل بناء، وتعزيز التفاهم المتبادل والتسوية، كما يمكن أن تمنع معالجة العادات والسلوكيات المشكلة في وقت مبكر من تحولها إلى مصادر متجذرة للنزاع تسهم في عدم الرضا الزوجي وربما الطلاق.

صحيفة فوربس