في الرابع من يوليو 2025 أعلنت البحرية الملكية البريطانية إدخال نظام "سويب" المتطور للكشف عن الألغام البحرية إلى الخدمة التشغيلية، ما يمثل نقلة نوعية في تأمين المياه الإقليمية والدولية.
ويعيد هذا النظام للبريطانيين قدرة افتقدوها منذ عام 2005، حيث يمكنه اكتشاف الألغام وتحييدها دون تعريض حياة الطواقم للخطر، وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التهديدات المتعلقة بالألغام البحرية في الممرات الحيوية، ووفق ما نشرته البحرية الملكية، فإن "سويب" سيساهم في تعزيز الأمن البحري وحماية مصالح المملكة المتحدة وحلفائها، كما سيضمن حرية الحركة للأساطيل البحرية ضمن المناطق البحرية الاستراتيجية.
سويب نظام ذاتي مرن ومتكامل يكشف الألغام ويخدعها
يرتكز النظام الجديد على منصة بحرية غير مأهولة، مزودة بتقنيات استشعار متقدمة قادرة على اكتشاف الألغام الحديثة والتعامل معها بفعالية، وتم تطوير "سويب" من قبل شركة TKMS Atlas UK ضمن عقد قيمته 25 مليون جنيه إسترليني، ويتميز النظام بقدرته على تقليد توقيع السفن لجذب الألغام لتنفجر على مسافة آمنة، ويمكن تشغيله عن بعد سواء من البر أو البحر.
كما يتميز بتصميمه المرن وسهولة نقله ونشره في مناطق التهديد، ويعمل النظام بالتكامل مع منظومات أخرى ذاتية مثل MMCM وSeaCat، ويعكس المشروع ثمرة تعاون بين وزارة الدفاع البريطانية وشركائها الصناعيين المحليين، مما يعزز من الابتكار الوطني ويوفر فرص عمل عالية المهارة.
ومن خلال الجمع بين المرونة والتشغيل الآلي والحماية، يشكل "سويب" تطورا لافتا مقارنة بالسفن الكاسحة التقليدية، كما أن تكامله مع منصات ذاتية أخرى يعزز من قدرات بريطانيا في حرب الألغام سواء في المياه الضحلة أو الأعماق
ابتكار بريطاني يعيد تشكيل مستقبل مكافحة الألغام البحرية
ويمثل إطلاق نظام "سويب" تتويجا لسنوات من الأبحاث والتطوير، بعد تقاعد آخر نظام تقليدي للكشف عن الألغام في 2005، وقد تزايدت الحاجة إلى حلول جديدة لمواجهة ألغام بحرية باتت أكثر تطورا وصعوبة في الكشف.
ويوفر "سويب" مستوى جديدا من الأمان من خلال إبعاد الطواقم البشرية عن المناطق الخطرة، مستندا إلى التحكم عن بعد والتكامل مع أجهزة استشعار دقيقة، كما يعكس التزام البحرية البريطانية بتحديث أسطولها ومواجهة التهديدات من الدول والجهات غير النظامية، ويؤكد استثمار 25 مليون جنيه إسترليني في المشروع سعي الحكومة البريطانية للحفاظ على قوة بحرية عالمية.
وتم بالفعل تسليم ثلاث وحدات من النظام ضمن برنامج "القدرات المضادة للألغام"، على أن يتواصل تسليم المزيد بالتزامن مع تصاعد وتيرة التدريب والتشغيل.
وبفضل الجمع بين التكنولوجيا الذاتية والخبرة الصناعية البريطانية، يظهر النظام قدرة المملكة المتحدة على تطوير حلول استراتيجية تضمن حماية البحارة وتعزز أمن الملاحة لعقود قادمة