أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الخميس، إنجاز بناء سد النهضة، داعيا كلا من مصر والسودان إلى حضور احتفال تدشينه في سبتمبر/ أيلول القادم، وجاء ذلك رغم الخلاف الكبير مع هاتين الدولتين بشأن هذا السد ومخاطره المحتملة.
حيث أكد آبي أحمد في كلمة أمام البرلمان، بأن العمل في سد النهضة بات الآن منجزا، وأن حكومته تستعد لتدشينه رسميا في سبتمبر القادم.
ووجه أحمد رسالة إلى دول المصب مصر والسودان، مفادها أن سد النهضة لا يشكل تهديدا بل فرصة مشتركة، داعيا حكومات وشعوب مصر والسودان وشعوب حوض النيل إلى الانضمام للاحتفال بتدشين السد في سبتمبر.
أزمة سد النهضة الإثيوبي
ويشار إلى أن المفاوضات التي جرت منذ العام 2011 بين مصر والسودان وإثيوبيا قد فشلت في التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد، وفي العام 2015، توصلت البلدان الثلاث إلى اتفاقية إعلان المبادئ التي أكدت حق إثيوبيا في المضي قدما في المشروع بالتزامن مع المشاورات الثلاثية، وإلزامها بإبلاغ دول المصب بتطورات بناء السد، وهذا ما تؤكد أثيوبيا الالتزام به في حين وجهت كلا من مصر والسودان اتهامات لها بخرقه.
وقد لاقت عمليات ملء خزان السد، اعتراضات واسعة من مصر والسودان، لتهديده إمداداتهما من مياه النيل، وما يشكله من خطر على الأمن القومي لدول المصب، فيما واصلت أثيوبيا عملية ملء خزان السد الذي بلغت تكلفته 5 مليارات دولار، دون اكتراث باحتجاج دول المصب باعتباره ضروري لتوليد الكهرباء وتعزيز التنمية الاقتصادية فيها.
وفي شباط/ فبراير 2022، دشن آبي أحمد رسميا المرحلة الأولى من إنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة، وذلك بعد 7 أشهر من اكتمال الملء الثاني لخزان السد، وعلى إثر ذلك نددت الخارجية المصرية بالخطوة الإثيوبية معتبرة أن إعلان إثيوبيا البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سد النهضة إمعان في خرق التزاماتها بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ الموقع ما بين مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015.
وفي آب/ أغسطس من العام ذاته، أعلنت إثيوبيا بأن نسبة البناء في سد النهضة تجاوزت 85%، وبأن السد بجميع مرافقه سيكتمل خلال عامين ونصف.
وتجدر الإشارة إلى سد النهضة يمتد على طول 1.8 كيلومتر وارتفاع 145 مترا، وتصل سعته إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، ويمكن أن يولد أكثر من 5 آلاف ميغاوات من الطاقة، عند تشغيله بطاقته الكاملة.