بدأ النازحون اللبنانيون بالعودة إلى مناطقهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، منذ الدقيقة الأولى لسريان وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، في مشهد مهيب شكل مفاجأة حقيقية، قابله خوف سكان شمال الكيان الإسرائيلي من العودة لمستوطناتهم.
عودة النازحين اللبنانيين
فقد توافد عدد كبير من الأهالي فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، من أماكن نزوحهم إلى منازلهم في الضاحية الجنوبية والبقاع، وأيضا إلى قراهم وبلداتهم جنوب لبنان وحتى إلى القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة، وسط حركة نشطة وكثيفة للسيارات على الطرق المؤدية للمناطق التي نزح منها اللبنانيون.
وجاء ذلك رغم ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، من أن الجيش الإسرائيلي دعا سكان جنوب لبنان إلى عدم التحرك نحو القرى المخلاة، وبأنه سيخطر سكان جنوب لبنان بـالموعد الآمن لعودتهم.
وعلقت القناة 14 الإسرائيلية على دعوة الجيش الإسرائيلي لسكان جنوب لبنان بعدم العودة، معبرة عن استنكارها لعودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم وبلداتهم، بالقول: "لا يصغون للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يعودون إلى جنوب لبنان."
خوف المستوطنين الإسرائيليين من العودة إلى الشمال
وفي المقابل قدم المستوطنون مشهد الخائف من العودة إلى مستوطناتهم الشمالية، ولفتت القناة 12 العبرية أمس الثلاثاء إلى أن عودة سكان الشمال إلى منازلهم لن تكون فورية بعد الاتفاق مع لبنان، مشيرة إلى "وجود معضلة لدى سكان الشمال بسبب هجمات حزب الله مع حيرة حقيقية فيما إذا كان يوجد مكان للعودة إليه."
وبدورهم عبر العديد من رؤساء مستوطنات الشمال في الكيان الإسرائيلي، عن قلقهم ورعبهم من العودة ورفضهم لها، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وأوضح رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونة، عميخاي شتيرن، بأنه غير مستعد لعودة مستوطنيه إلى الشمال، ولا يشعر بالأمان لتربية أولاده في كريات شمونة، معللا ذلك بأن المنازل في القرى اللبنانية هي مواقع متقدمة، وبأن جميعهم علم بعد 7 أكتوبر ما كان ينتظرهم في جنوب لبنان.
كما وصف بعض رؤساء المستوطنات الشمالية اتفاق وقف إطلاق النار بالمخجل، معتبرين أن الحكومة الإسرائيلية تركت مستوطني الشمال لمصيرهم.
فيما ركز رئيس المجلس الإقليمي ميروم هجليل عاميت سوفر على انعدام الأمن في الشمال الإسرائيلي رغم الاتفاق، مؤكدا أن أحدا لا يريد السكن في مكان لا يوجد فيه أمن.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل قد دخل حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة من فجر اليوم بتوقيت لبنان، بعد أكثر من عام على اندلاع المواجهات، ونحو شهرين على التصعيد الكبير الذي قام به العدو الإسرائيلي ضد لبنان.