اجتاح إعصار "ميلتون" سواحل فلوريدا في العاشر من أكتوبر 2024 و أثار حالة من القلق والترقب بين سكان المنطقة الذين لا يزالون يعانون من آثار العواصف السابقة. وصفته السلطات الأميركية بأنه "خطر للغاية"، حيث تسببت رياحه العاتية وأمطاره الغزيرة في فيضانات مفاجئة، مما أجبر السكان على الاستعداد لأضرار كارثية، وفي هذا السياق نستعرض تصنيفات الأعاصير بناءً على مقياس سافير-سيمبسون وكيفية تأثير كل فئة على المناطق المتضررة.
مقياس سافير-سيمبسون للأعاصير
يعتمد مقياس سافير-سيمبسون على سرعة الرياح المستمرة، وهو تصنيف يحدد درجة الإعصار من 1 إلى 5. يعتبر هذا المقياس مؤشراً على حجم الأضرار المحتملة التي قد تصيب الممتلكات والبنية التحتية. الأعاصير التي تنتمي إلى الفئة الثالثة وما فوق تعتبر أعاصير "كبرى" بسبب قدرتها العالية على إحداث خسائر في الأرواح والأملاك.
الفئة الأولى (74-95 ميلاً في الساعة)
تُحدث الأعاصير من هذه الفئة أضراراً ملحوظة، خصوصاً في المنازل ذات الإطار الخشبي الجيد البناء. قد تتعرض الألواح الجانبية المصنوعة من الفينيل والمزاريب لأضرار كبيرة، كما يتوقع أن يحدث انقطاع في التيار الكهربائي لمدة قد تصل إلى عدة أيام. ومن أشهر الأعاصير في هذه الفئة التي ضربت فلوريدا هما إعصاري "إيرين" عام 1999 و"كاترينا" عام 2005.
الفئة الثانية (96-110 ميلاً في الساعة)
تسبب هذه الأعاصير أضراراً جسيمة في الهياكل المعمارية، خصوصاً في أسطح المنازل والجوانب. تقتلع الأشجار ذات الجذور الضحلة، مما يؤدي إلى سد الطرقات وانقطاع كامل في التيار الكهربائي قد يستمر لأسابيع. إعصار "فرانسيس" عام 2004 هو مثال على إعصار من هذه الفئة الذي ضرب شمال مقاطعة بالم بيتش بفلوريدا، بالإضافة إلى العديد من الأعاصير الأخرى منذ عام 1849.
الفئة الثالثة (111-129 ميلاً في الساعة)
تصنف هذه الفئة على أنها بداية الأعاصير الكبرى. تتسبب رياحها في أضرار جسيمة للمنازل، تشمل إزالة الأسقف واقتلاع الأشجار. كما يؤدي ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي لأسابيع، وفي بعض الحالات، لأيام. الأعاصير الكبرى التي ضربت فلوريدا في الأعوام 1909، 1910، و1945 كانت من هذه الفئة، وكذلك إعصار "إيرما" الذي اجتاح المنطقة في عام 2017.
الفئة الرابعة (130-156 ميلاً في الساعة)
تُحدث أعاصير الفئة الرابعة دماراً كارثياً. تتعرض المنازل لأضرار بالغة، بما في ذلك انهيار أجزاء كبيرة من السقف أو الجدران الخارجية. كما تسقط الأشجار وأعمدة الكهرباء. وتستمر انقطاعات التيار الكهربائي لفترات طويلة تصل إلى أشهر. المناطق المتضررة تصبح غير صالحة للسكن لفترة مماثلة. إعصار "ميامي العظيم" في عام 1926 وإعصار "دونا" في عام 1960 كانا من الأعاصير التي تركت آثاراً كارثية على جنوب فلوريدا.
الفئة الخامسة (تجاوز 156 ميلاً في الساعة)
تعد هذه الفئة الأعلى والأكثر تدميراً.د، الرياح في هذه الأعاصير تسبب انهياراً كاملاً للمنازل مع دمار شامل للأسقف والجدران. تستمر انقطاعات الكهرباء لأشهر، وتصبح المناطق المتضررة غير صالحة للعيش لفترات طويلة. ضرب إعصار "أندرو" في عام 1992 فلوريدا بقوة هائلة من هذه الفئة، وأدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
إعصار "ميلتون" كأحد أخطر الأعاصير
في أكتوبر 2024، بدأ إعصار "ميلتون" كمنخفض استوائي فوق جنوب غرب خليج المكسيك. خلال 24 ساعة فقط، تحول إلى عاصفة من الفئة الأولى، ثم اشتد بسرعة إلى إعصار من الفئة الخامسة، مسجلاً زيادة في سرعة الرياح بلغت 95 ميلاً في الساعة في أقل من يوم. بلغت سرعة الرياح المستدامة 180 ميلاً في الساعة، مما جعله أقوى إعصار يضرب خليج المكسيك منذ إعصار "ريتا" في عام 2005.
تحذيرات السلطات من إعصار "ميلتون"
أصدرت السلطات الأميركية تحذيرات عاجلة لسكان فلوريدا، حيث يُتوقع أن يكون "ميلتون" أحد أكثر الأعاصير تدميراً في تاريخ المنطقة. حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن هذا الإعصار قد يكون الأقوى الذي يضرب خليج تامبا منذ أكثر من 100 عام، ما يجعل التدابير الوقائية أمراً حتمياً لتجنب كارثة محتملة.
تُظهر الأعاصير مثل "ميلتون" خطورة الظواهر الجوية القصوى ومدى تأثيرها المدمر على المجتمعات. فمع ازدياد تغير المناخ وتغير أنماط الطقس، يبدو أن الأعاصير الكبرى ستستمر في تهديد مناطق عديدة حول العالم. من الضروري أن تستمر السلطات والسكان في الاستعداد لمواجهة هذه الكوارث والتخفيف من آثارها بقدر الإمكان.