العلاقة بين الهرمونات الأنثوية والصحة النفسية

علوم

عدم التوازن الهرموني يؤثر سلبا على الصحة البدنية والنفسية

16 أيار 2024

يتردد إلى أسماعنا الكثير من الحقائق البديهية وإحداها تقول أن "الصحة البدنية ترتبط بالصحة النفسية".

 وتشير الأبحاث الحديثة أن نظام الغدد الصماء في جسمنا والمسؤول عن الهرمونات  يعمل بشكل وثيق مع الجهاز العصبي المركزي وتؤثر بالتالي بشكل واضح على صحتنا البدنية والنفسية.

الآثار السلبية لعدم التوازن الهرموني

يؤثر عدم التوازن الهرموني على كل شيء في الجسم، من التمثيل الغذائي والمزاج والمناعة إلى الوظائف الجنسية والتكاثر وإنتاج المواد الكيميائية الأساسية الأخرى في الجسم، وتتأثر الناقلات العصبية في الدماغ المسؤولة عن تنظيم المزاج والعواطف أيضاً بالخلل الهرموني، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب.

تأثير عدم التوازن الهرموني على الصحة النفسية عند النساء

وهذا الارتباط مهم بشكل خاص بالنسبة للنساء لسببين، الأول هو أن هناك عدداً من الأحداث التي تمر بها المرأة والتي تنطوي على تحولات هرمونية كبيرة، مثل انقطاع الطمث أو الحمل أو فترة ما بعد الولادة أو حتى الدورة الشهرية، وترتبط كل هذه الأحداث بتأثير ملحوظ على الصحة النفسية  أيضًا، وثانياً، هناك عوامل اجتماعية وثقافية أيضاً لأن بعض المخاوف المتعلقة بالجنس مثل ضغط العمل المنزلي، والاعتناء بالأطفال وكذلك كبار السن، وإدارة العمل والمنزل، والخوف من العنف الجنسي وأشياء أخرى كثيرة، يمكن أن تؤدي إلى التوتر المزمن والقلق أو حتى الاكتئاب عند النساء.

دور هرمون الاستروجين في الصحة النفسية

أظهرت الأبحاث أن هرمون الاستروجين ليس مجرد هرمون جنسي وتناسلي مهم ولكنه أيضاً "ستيرويد عصبي" قوي، وترتبط المستويات المثالية لهرمون الاستروجين في الجسم بالصحة النفسية الجيدة لأنه يساعد في حماية صحة الأعصاب، ويعدل إنتاج هرمونات "الشعور بالسعادة"، والإندورفين، ويعزز أيضاً إنتاج السيروتونين، ومع ذلك، فإن عدم توازن هرمون الاستروجين، أو انخفاض مستوياته، يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، كما يرتبط الإستراديول، وهو أحد أقوى أشكال الإستروجين، بالتأثيرات على الصحة النفسية أثناء الدورة الشهرية ومراحل ما بعد الولادة وأيضاً فترة انقطاع الطمث.

الهرمونات الأخرى التي تؤثر على الصحة النفسية

بالإضافة إلى هرمون الاستروجين، يرتبط البروجسترون أيضاً بالصحة النفسية، ففي النصف الثاني من الدورة الشهرية، ينخفض مستوى هرمون البروجسترون تدريجياً، ويؤدي هذا التحول إلى التهيج والتعب وتقلب المزاج والقلق وغيرها من أعراض متلازمة ما قبل الحيض، وتكون تقلبات كل من هرمون البروجسترون والإستروجين أكثر وضوحاً أثناء انقطاع الطمث وحتى فترة ما قبل انقطاع الطمث.

ونتيجة لهذه الاختلالات الهرمونية، تشعر النساء بمزيد من الانزعاج وعدم الراحة مع ظهور بعض الأعراض مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي وغير ذلك، ومن المثير للاهتمام، أنه بالنسبة للرجال أيضاً، أظهرت الأبحاث أن زيادة هرمون الاستراديول، وهو أحد أشكال هرمون الاستروجين، يمكن ربطه بزيادة أعراض الاكتئاب.

كما أظهرت دراسة أجريت عام 2017 في مجلة الطب والحياة أن المرضى الذين يعانون من مقاومة الأنسولين لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأعراض الاكتئاب، وهذا أمر مهم بالنسبة للنساء بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض وكذلك مرض السكري.

 تأثير الصحة النفسية على الصحة الإنجابية والجنسية

يقول الأطباء أن التعامل مع التوتر أمر أساسي للحفاظ على الخصوبة، وقد يبدو هذا مبالغاً فيه بالنسبة للكثيرين، لكن الأدلة تدعم حقيقة أن هرمون التوتر الكورتيزول له تأثير مدمر على الهرمونات الإنجابية، وتحسن إدارة التوتر الخصوبة عن طريق ضمان الإباضة الصحية ووظائف المبيض الأخرى، وترتبط أيضاً بعض حالات الصحة الجنسية مثل التشنج المهبلي بالقلق، بشكل جزئي على الأقل.

-الصحة النفسية وانقطاع الطمث

في الأشهر أو السنوات التي تسبق انقطاع الطمث، والتي تسمى فترة ما قبل انقطاع الطمث، تكون مستويات هرمون الاستروجين في حالة من التقلب، وقد ربطت دراسة أجريت عام 2019 بين زيادة أعراض الاكتئاب في فترة ما قبل انقطاع الطمث مع تقلبات اثنين من الهرمونات، البروجسترون والإستراديول، وهما أكثر أشكال الاستروجين فعالية، ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن الهرمونات تلعب دوراً رئيسياً، إلا أنها ليست العامل الوحيد الذي يحدد الصحة النفسية في هذه المرحلة من الحياة، وهو الوقت الذي تواجه فيه المرأة أحياناً مصادر متعددة للتوتر، وكلها قد تساهم في الإصابة بالاكتئاب والقلق في هذا العمر.

موقع She is the People