توجد رغبة شائعة بين بعض الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، وخاصة الهواة، في الحصول على جسم رياضي مثالي. ونتيجة لهذه الرغبة، قد يقوم بعضهم بتجربة استخدام المنشطات الاصطناعية، وتحديدًا مكملات التستوستيرون .
تناول مكملات التستوستيرون
تعود هذه الرغبة المتزايدة في تناول مكملات التستوستيرون إلى حد كبير إلى وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يتم مناقشة طرق رفع مستويات هرمون التستوستيرون في الآلاف من المنشورات، ويقوم المؤثرون البارزون بتشجيع استخدام الهرمونات الاصطناعية وترويج الفوائد المفترضة لها. وبالإضافة إلى ذلك، يُنصح بشراء منتجات مثل هذه المكملات عبر الإنترنت دون الحاجة لوصفة طبية.
ولكن، وعلى الرغم من أن هرمون التستوستيرون الاصطناعي قد يحسن مظهرك على المدى القصير، إلا أنه لا ينبغي تجاهل عواقبه طويلة المدى على صحتك.
ماهو التستوستيرون ؟
التستوستيرون هو هرمون الستيرويد الذي يلعب دوراً مهماً في وظيفة جميع أعضائنا، حيث ينتج كل من الرجال والنساء هرمون التستوستيرون، على الرغم من أن أجسام الرجال تحتوي على هرمون التستوستيرون بحوالي 15 ضعف كميته لدى النساء.
فوائد هرمون التستوستيرون
لا يقتصر تأثير هرمون التستوستيرون على التطور الجنسي والبلوغ فحسب، بل يساعدنا أيضاً على بناء كتلة العضلات والتحكم في نمو العظام، وهذا يحسن قوتنا وقدرتنا على التحمل ويزيد لياقة القلب والأوعية الدموية.
عوامل تزيد مستويات التستوستيرون في الدم
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد بشكل طبيعي من إنتاج هرمون التستوستيرون، بما في ذلك ممارسة الرياضة والجنس.
لكن استخدام مكملات التستوستيرون الاصطناعية لتعزيز مستوياته، وخاصة بكميات تتجاوز تلك التي ينتجها الجسم، سيكون له تأثيرات عديدة على صحتك.
التأثيرات السلبية لمكملات التستوستيرون
في البداية، قد يؤدي إلى زيادة في الدافع الجنسي ومساعدة الجسم على بناء المزيد من كتلة العضلات على مدى عدة أشهر، وقد يسبب أيضاً حب الشباب والصلع الذكوري وتضخم الثدي لدى الرجال، وقد تعاني النساء من انقطاع الطمث أو انقطاع الدورة الشهرية، وزيادة في شعر الجسم، وصوت أعمق وتضخم البظر.
لكن هذه الآثار الجانبية بسيطة نسبة للعواقب الخطيرة التي يسببها التعاطي المتكرر على المدى الطويل على الجسم.
خطورة تعاطي الستيرويد لفترة طويلة
يؤدي تعاطي الستيرويد إلى تغييرات في القلب، مما يؤدي إلى تضخمه، وارتفاع ضغط الدم، وتصبح الشرايين أقل مرونة، وكل هذه التغييرات تجعل من الصعب على القلب القيام بوظائفه، مما يزيد من خطر الموت المفاجئ، وتستمر التغيرات في القلب والأوعية الدموية لدى غالبية المتعاطين.
كما يحدث تلف الكبد والكلى بشكل متكرر لدى الأشخاص الذين يستخدمون المنشطات على المدى الطويل، وللتستوستيرون آثار نفسية أيضاً، بما في ذلك زيادة العدوانية والاكتئاب والقلق.
والأهم من كل ذلك، هو أن مكملات التستوستيرون تعمل على إيقاف عملية الإنتاج الطبيعي لهذا الهرمون وتخفف تأثيره في الدماغ، وهذا يؤدي إلى قصور الغدد التناسلية، وهي حالة تتقلص فيها الأنسجة التي تنتج هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي، وعند الرجال، يؤدي ذلك إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية وحجم الخصية.
هذا ويساهم قصور الغدد التناسلية أيضاً في مجموعة واسعة من التأثيرات، وتشمل بعض هذه الأعراض الاكتئاب وانخفاض الرغبة الجنسية، ما لم يتم بالطبع استخدام المزيد من هرمون التستوستيرون .