استراتيجية جديدة لعلاج سرطان البروستات المقاوم للعلاج الشائع بمضادات التستوستيرون

علاج سرطان البروستات من خلال تثبيط الوقود الهرموني

خلايا البروستات السليمة لا تنتج هرمون التستوستيرون، لذلك يقدم البحث الجديد إجابات عن أسئلة قديمة حول كيفية تكيف خلايا سرطان البروستات مع العلاج بالحرمان من هرمون التستوستيرون، وهو خيار علاجي شائع، من خلال تطوير القدرة على توفير الوقود الهرموني الخاص بها.

كما يكشف البحث، أن علاج أورام البروستات العدوانية بمثبطات تمنع بعض الخطوات في سلسلة إمداد الوقود الهرموني يمكنه أن يبطئ نمو الورم في الفئران، وتشير هذه النتائج إلى استراتيجية علاج جديدة لسرطان البروستات المقاوم للعلاج الشائع بمضادات التستوستيرون "أبيراتيرون"، وقد نُشرت الدراسة في عدد 9 حزيران في مجلة Nature.

وتساعد هذه الدراسة، في تفسير سبب تعرض الرجال السود لخطر الإصابة بسرطان البروستات، وميلهم إلى تطوير أشكال أكثر عدوانية من السرطان مقارنة بالرجال البيض.

علاج سرطان البروستات من خلال منع هرمونات الذكورة

وقال كبير مؤلفي الدراسة "نوبام ماهاجان" أستاذ الجراحة في شعبة جراحة المسالك البولية في كلية الطب بجامعة واشنطن: "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن الأندروجينات، أو هرمونات الذكورة مثل التستوستيرون، تغذي أورام البروستات، ولدينا أدوية لعلاج سرطان البروستات تعمل على إعاقة قدرة الجسم على إنتاج هرمون التستوستيرون، ولكن بعد حوالي عام، يتوقف مفعول هذه الأدوية، وترتفع مستويات الأندروجين مرة أخرى، إذن، من أين يأتي الأندروجين؟ لقد تبين أن خلايا سرطان البروستات تعلمت خدعة جديدة، فهي تبدأ في إنتاج المزيد من الكوليسترول، والذي يمكن تحويله لتوليد الأندروجين الخاص بها، حيث تُظهر دراستنا كيفية منع ذلك، وتكشف عن مزيج دوائي محتمل يمكن أن يوقف سرطان البروستات عن النمو".

علاقة سرطان البروستات بهرمون التستوستيرون

وأظهرت الدراسة، كيف اكتشفت خلايا سرطان البروستات لأول مرة أن مستويات الأندروجين قد انخفضت، حيث وجد الباحثون أن بروتيناً رئيسياً يسمى SREBF1، يعمل كمستشعر للأندروجين عند ارتباطه بمستقبلات الأندروجين، وعندما تكون مستويات الأندروجين منخفضة، يدخل هذا البروتين إلى نواة الخلية السرطانية، ويقوم بتجنيد إنزيم GCN5، لتعديل بروتينات تسمى الهستونات من خلال عملية تسمى الأستلة، وينشّط هذا التعديل الوراثي اللاجيني العديد من الجينات المهمة لتصنيع الكوليسترول والدهون، وهذا يسمح للخلايا بإنتاج كميات هائلة من الكوليسترول، وهو عنصر ضروري لهرمون التستوستيرون.