يعيش طائر السمان الياباني " Coturnix japonica " في السهوب والمروج الآسيوية، خاصةً في الصين، الهند، اليابان، كوريا وروسيا، كما ينتشر في بعض مناطق إفريقيا وأوروبا، مع وجود جماعات مهاجرة.
يتغذى طائر السمان الياباني على بذور الأعشاب، والحشرات الصغيرة، وبعض اللافقاريات.
طائر السمان الياباني هو من أقرباء الدجاج والرومي، لكنه يتميز بخصائص فريدة، أبرزها أن ذكوره تفرز رغوة منوية تشبه "المارينغ"، وهي ظاهرة نادرة في عالم الطيور .
تاريخ طويل من التهجين ومكانة في الفضاء
تم تربية السمان الياباني في الأسر منذ القرن الحادي عشر، وكان يُحتفظ به في البداية لأجل تغريده العذب، ولكن مع مرور الوقت، أصبح يُربى بكثافة لاستخدامه كمصدر للحوم والبيض.
بفضل غزارة إنتاجه للبيض — حيث تضع الأنثى ما بين 250 إلى 300 بيضة سنويا — أصبح هذا الطائر شائعا جدا في الأبحاث العلمية، وقد دخل التاريخ في عام 1990 عندما أصبح أول طائر يتم احتضانه وفقسه في الفضاء،
الرغوة المنوية تعزز الخصوبة
لاحظ العلماء للمرة الأولى في خمسينيات القرن العشرين أن ذكور السمان الياباني تنتج سائلاً منويا رغويا غريبا، ومنذ ذلك الحين، خضعت هذه الظاهرة للدراسة المعمقة، تنتج هذه الرغوة من غدة "البروكتوديل" الموجودة في "الكلواكا" — وهي تجويف مشترك بين الجهازين البولي والتناسلي في الطيور.
أثناء عملية التزاوج، تنضم هذه الرغوة إلى السائل المنوي والحيوانات المنوية عند القذف، وتتكون فقاعات الرغوة بفضل انقباضات عضلية في الكلواكا تعمل على تضخيم الغازات الناتجة عن الكائنات المجهرية داخل هذا التجويف.
لماذا تُنتج هذه الرغوة؟ التفسير العلمي
يُعتقد أن الرغوة المنوية تؤدي دورا حاسما في نضج الحيوانات المنوية بعد دخولها الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تُخزن الحيوانات المنوية من 8 إلى 11 يوما قبل حدوث الإخصاب، كما أنها قد تساعد على تعزيز حركة الحيوانات المنوية وحمايتها من البكتيريا الضارة.
رغم ندرة وجود هذه الظاهرة في عالم الطيور، فإن الديوك الرومية تُنتج مادة مشابهة، مما يُثير التساؤلات حول تطور هذه الآلية البيولوجية ودورها في ضمان نجاح عملية التناسل.
بين الغرابة والعلم طائر لا يُشبه غيره
إضافة إلى الرغوة المنوية، يتميز السمان الياباني بسلوك غريب يُشبه "الرقص" بعد عملية التزاوج، مما أدهش الباحثين وزاد من اهتمامهم بهذا الطائر الصغير الذي يزن ما بين 100 و300 غرام، ويبلغ النضج الجنسي في عمر يقارب 6 أسابيع فقط.
موقع Live Science