تاثير الطبيعة على صحتنا النفسية والعقلية

منوعات

التواجد في الطبيعة ينظم إحساسك بالوقت ويساعدك على الاسترخاء

26 نيسان 2024

يشعر معظم الناس أنه لا توجد ساعات كافية في اليوم لإنهاء أعمالهم، وأن الوقت يمضي بسرعة دون أن نشعر، ولكن بعد ذلك، وعندما تذهب إلى الريف، يبدو كل شيء فجأة وكأنه أبطأ وأكثر استرخاءً، وكأن الزمن قد تغير بطريقة ما، قد نعتقد أننا نشعر فقط بهذا الشكل بغض النظر عن الحقيقة، لكن الأبحاث الجديدة تثبت بالفعل أن الطبيعة  يمكنها تنظيم إحساسنا بالوقت.

الشعور بسرعة مرور الوقت

بالنسبة للكثيرين منا، فإن متطلبات العمل والمنزل والأسرة مجتمعة تعني أننا نشعر دائماً بأنه ليس لدينا ما يكفي من الوقت، كما تساعد التقنيات الرقمية الحديثة على انقضاء الوقت بسرعة، حيث يؤدي اتصالنا الدائم بالإنترنت ومع بعضنا ومع أعمالنا إلى تمديد ساعات العمل ويمكن أن يجعل من الصعب الابتعاد عن متطلبات الأصدقاء والعائلة.

التواجد في الطبيعة ينظم الوقت

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الترياق لضيق الوقت قد يكمن في العالم الطبيعي، فقد وجد عالم النفس ريتشاردو كوريا، من جامعة توركو في فنلندا، أن التواجد في الطبيعة قد يغير الطريقة التي نتعامل بها مع الوقت، وربما يمنحنا الشعور بوفرة الوقت.

المكان يتحكم بسرعة مرور الوقت

قام كوريا بفحص الأبحاث التي قارنت تجارب الأشخاص مع الوقت عندما قاموا بأنواع مختلفة من المهام في البيئات الحضرية والطبيعية، وأظهرت هذه الدراسات باستمرار أن الناس يبلغون عن شعورهم بتمدد الوقت عندما يكونون في الطبيعة مقارنة بما كانوا عليه عندما يتواجدون في بيئة حضرية.

الطبيعة تبطىء إحساسنا بالوقت

على سبيل المثال، من المرجح أن ينظر الناس إلى المشي في الريف على أنه أطول من المشي بنفس المسافة في المدينة، وبالمثل، أبلغ الناس عن إدراكهم أن الوقت يمر بشكل أبطأ أثناء أداء المهام في البيئات الخضراء الطبيعية مقارنة بالبيئات الحضرية، ويبدو أن الطبيعة تبطئ وتوسع إحساسنا بالوقت. 

الطبيعة تمنحك فكرا أوسع 

لا يقتصر الأمر على إحساسنا بالوقت في اللحظة التي نكون فيها في البيئات الطبيعية، بل إنه أيضاً يغير إحساسنا بالماضي والمستقبل، حيث تظهر الأبحاث السابقة أن قضاء الوقت في الطبيعة يساعد على تحويل تركيزنا من اللحظة المباشرة نحو احتياجاتنا المستقبلية، ولهذا السبب، وبدلاً من التركيز على الضغط الذي تفرضه متطلبات عصرنا، تساعدنا الطبيعة على رؤية الصورة الأكبر، ويساعدنا هذا على تحديد أولوياتنا حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا طويلة المدى بدلاً من العيش في حالة دائمة من "مجرد إبقاء رؤوسنا فوق الماء".

جامعة توركو