المليار رشوة مقبولة.. خلدون الشريف يُفصِّل في ملف النازحين السوريين

تقارير وحوارات

خلدون الشريف: لا يمكن حل ملف النازحين السوريين في لبنان دون وجود نصاب سياسي كامل

7 أيار 2024

أكد السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، عدم إمكانية حل ملف النازحين السوريين في لبنان، إن لم يكن هناك نصاب سياسي كامل، متحدثا بالتفصيل عن هذا الملف وعن طبيعة المليار يورو المقدمة للحكومة اللبنانية.

خلدون الشريف: المليار الذي تلقاها لبنان لأجل النازحين السوريين رشوة مقبولة

حيث اعتبر الشريف في مقابلة ضمن برنامج "اساس الحكي" على موقع "أساس ميديا" بأن ملف النازحين السوريين لا يمكن حله إن لم يكن هناك نصاب سياسي كامل في لبنان، أي أنه يجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية وحكومة غير مستقيلة ولا تقوم بتصريف الأعمال.

وردا على سؤال حول المليار يورو التي تلقاها لبنان وإن كان يوافق على التوصيف الذي أعطي لهذه المليار بأنها رشوة للحكومة اللبنانية حتى تستضيف أو تبقي النازحين السوريين

قال الشريف بأن هذه المليار رشوة لكنها رشوة مقبولة، مذكرا كيف تعاطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الاتحاد الاوروبي عندما بدأت أزمة النازحين، وحينها قال لهم بأنه سيفتح الحدود ويترك السوريين يذهبون لأوروبا، وكانوا يعطوه 7 مليار كل عام، وهذه اسمها رشوة بالطبع في صيغة مساعدات، لأن الاتحاد الاوروبي يريد حماية حدوده من النازحين ويريد أن يبقيهم في الدول المضيفة.

وأضاف بأن النقاش يبدأ بكيفية تعامل الدولة المضيفة مع النازحين، مشيرا إلى أن لبنان يوجد فيه كم من النازحين مقسمين لثلاثة فئات واحدة منها شرعية ولديها إقامات وتعمل منذ عشرات السنين في لبنان، والثانية هم المسجلون في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أما الثالثة فهي كبيرة جدا وهي الفئة الغير شرعية من الذين دخلوا خلسة ويقيمون بشكل غير قانوني ويعملون بشكل غير قانوني.

وتابع قائلا: يكفي أن تلتزم الحكومة اللبنانية بما وعدت به من أنها ستقوم بترحيل أي نازح ليس لديه أوراق، حتى يتحسن الوضع.

وعن سبب عدم تنفيذ الحكومة هذا الأمر بين الشريف بأن المشكلة تكمن في أن الجميع يريدون مهاجمة الحكومة في مسألة بدأت منذ 2011 ونحن اليوم في 2024، أي أنها مستمرة منذ 13 عاما والذي ولد في لبنان عمره اليوم 13 سنة، مشيرا إلى أن النزوح السوري له قسمين، نزوح سياسي ويضم عددا ضئيلا جدا، ونزوح اقتصادي يحتاج إلى تطبيق القانون، وأيضا إلى جهد من الدول بأن تعيد هؤلاء إلى سورية، وتمنعهم من الدخول إلى لبنان مرة أخرى.

وحول كونه الوحيد ربما الذي اعترف للحكومة الحالية بأنها قامت بما يمكن أن تقوم به في ملف النازحين، في وقت يعترض عليها وينتقدها الجميع لتقاعسها منذ العام 2011، وخاصة أن الرئيس نجيب ميقاتي كان رئيس الحكومة حينها أيضا.

أوضح الشريف بأن الجميع يتذكر ما حصل في 2011 من ضغوط هائلة على لبنان لفتح الحدود واستقبال النازحين، فإن أراد أحد أن يعزل التاريخ عن الحاضر فهذا حقه لكن ذلك فيه ظلم كبير، مضيفا بأن الحدود فتحت حينها لكن الطريقة التي تعامل فيها لبنان مع النازحين إداريا وحكوميا كانت سيئة، بخلاف الأردن وتركيا وغيرها من البلدان، لكن اليوم ولأول مرة تأتي الحكومة وتقول بأنها قررت القيام بخطوات محددة، وهذه الخطوات مقبولة، لكن عندما نأتي إلى التطبيق فكنت أفضل أن يقوم نواب المعارضة ونواب الموالاة بمتابعة خطوات الحكومة لتنفيذ ما تعهدت به.

ورأى بأن تعهد أوروبا بمليار لم يتقرر بالأمس بل هو مقرر مسبقا، وهذه المليار مقسمة لثلاث أقسام فهناك 200 مليون يورو للجيش والقوى الأمنية لضبط الحدود وهذا نحتاج إليه سواء على الحدود البرية مع سورية أو البحرية، والثاني هناك نحو 700 مليون للنازحين والجهات المضيفة مثل القرى والبنى التحتية، أما الباقي فهو للصيادين، ومن المقرر توزيعها حتى العام 2027.

واعتبر بأن الأموال المخصصة للجيش والقوى الأمنية ستطبق بشكل صحيح كما هي العادة، أما 700 مليون فسيتم منحهم لجمعيات غير حكومية تتعاطى مع الاتحاد الأوروبي ليقوموا بتنفيذ المشاريع، ورغم ما يمكن أن تأخذه هذه الجمعيات من هذه الأموال من رسوم إدارية ونفقات للعاملين إلا أنه سيتم صرفه في الاقتصاد اللبناني.

خلدون الشريف: أنا مستقل تماما وليس هناك تواصل مع ميقاتي

وحول ارتباط دفاعه عن الرئيس ميقاتي في كونه كان مستشارا سابقا له، أوضح بأنه كان مستشارا له لغاية عام 2020 فقط، وليس هناك علاقة أو تواصل بينهما حاليا، وما قاله عنه أو عن الحكومة ليس دفاعا عن ميقاتي، مبينا بأن ما يتم فعله بشكل صحيح يستوجب التصفيق له، وما يتم فعله بشكل خاطئ يستوجب الانتقاد، فليست وظيفته أن يطبل لأحد أو أن يشتم أحد، فهو رجل مستقل تماما.

وعما إذا كان يطمح أن يكون رئيسا للحكومة، بين الدكتور خلدون الشريف بأن هذا الكلام لا يفيد فلم يحن وقت رئاسة الحكومة وليست مطروحة على الطاولة، وهذا الموضوع يتعلق بأمرين الأول وهو الرغبة بأن أقول أنا أريد أن أترشح، والثاني أن أؤمن النصاب القانوني الذي يسمح للنواب بتسميتي، مؤكدا على أن هذا الأمر ليس مطروحا حاليا على الطاولة.

خلدون الشريف: ملف العلاقات اللبنانية السورية يجب معالجته عربيا

وأعاد الشريف التذكير باجتماع اللجنة الخماسية العربية الذي عقد في الأردن لبحث الملف السوري ولم يتم دعوة لبنان حينها، مبينا أن أحد أهم النقاط التي تم بحثها هو موضوع النازحين، وهؤلاء موجودون في دولة عربية كالأردن ولبنان وهم يشكلوا ضغطا على البلدين، كما أن موضوع الكبتاجون وموضوع التهريب يشكل ضغطا عليهما، فيجب أن يكون هناك سياسة عربية واحدة لمعرفه كيفية التعامل مع سورية في هذا الملف، ولهذا السبب كانت اللجنة الخماسية العربية.

وحول ما إذا كان النظام في سورية يستخدم هذه الورقة للضغط على الدول العربية، لفت الشريف إلى أن على الإنسان أن يتكلم الحق كما هو، فعدد من الدول العربية قامت هي بالانفتاح على سورية فالإمارات قامت بالانفتاح على سورية قبل فتره طويلة، والمملكة العربية السعودية تلت الإمارات ودعت الرئيس السوري لحضور القمة العربية واليوم يمكن أن يحضر قمة البحرين، ورأى الشريف أن سورية بلا شك تشكل عاملا ضاغطا، ولكن في الوقت نفسه واضح أننا وصلنا مرحلة تتغير فيها المعطيات ويجب أن يقارب الملف السوري لبنانيا من زاوية عربية، ومن ضمن السياق العام التي تسير فيه بعض الدول العربية الأساسية.

ولفت إلى أن لبنان لا يملك حدودا إلا مع سورية، فالتهريب والنازحين والتجارة والزراعة والتصدير والاستيراد مع الدول العربية هو من خلال سورية وبالتالي فإن ملف العلاقات اللبنانية السورية يجب أن يعالج عربيا وليس فقط لبنانيا.

وحول الشعار الذي أطلقه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأن "لبنان مش للبيع" وإن كان شعبويا كما شاء للبعض اتهام باسيل بذلك، شدد الشريف على هذا الشعار بأن لبنان بالتأكيد ليس للبيع، مبينا بأن موضوع النازحين خرج إلى السطح بشكل كبير بعد اغتيال باسكال سليمان، وأن ملف النازحين مع الأسف بات مسيحيا، وبما أن باسكال هو مسؤول القوات في جبيل، وبما أن الوزير باسيل يتنافس مع القوات، فبدأ استعمال هذا الملف، مؤكدا على أن التيار الوطني الحر قارب ملف النازحين بحذر شديد منذ البدايات.

خلدون الشريف: بيان ميقاتي شديد التوتر ولم يكن له داع

وأشار إلى أن ما بدأته اليوم هذه الحكومة يبنى عليه ويمكن من خلاله تقرير الخطوات التي أخذوها على المستوى الأمني وعلى مستوى الترحيل، وهذا حق للبنان لأن أوروبا وأمريكا هما اللتان طلبا من لبنان فتح الحدود، واستقبال النازحين، فحق لبنان أن يقول لهم تحملوا مسؤوليتكم.

وعن استنجاد الرئيس نجيب ميقاتي بالرئيس نبيه بري للدعوة لجلسة نيابية لبحث ملف النازحين لوقف ما أسماه بالاستغلال السياسي الرخيص، اعتبر الشريف بأن بيان ميقاتي كان شديد التوتر بلا داع، وأن رده لا يتناسب مع حجم الهجمة، ورأى أن الجلسة النيابية لن تحدث.